كشف «لويك جايجر هوبر» المدير الإقليمى لمنطقة شمال إفريقيا فى شركة «إنجي» الفرنسية العالمية المتخصصة فى مجال الطاقة منخفضة الانبعاثات أن شركة «إنجي» تستهدف تخصيص المزيد من الاستثمارات فى السوق المصرية على مدى السنوات المقبلة فى مشاريع تحلية مياه البحر والهيدروجين الأخضر.
وأوضح «هوبر» فى حوار خاص مع «المال» أن قطاع الطاقة المتجددة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما فى ذلك مصر يشهد نمواً كبيراً، ويعود ذلك إلى الوعى العالمى بتغير المناخ والتزامات بلدان المنطقة ببلوغ أهداف صافى الانبعاثات الصفرى وسياسات الطاقة المستدامة.
وأشار «هوبر» إلى أن مصر والبلدان المجاورة نفذت سياسات مواتية ومنحت حوافز كثيرة لجذب الاستثمارات إلى قطاع الطاقة المتجددة، ووضعت الحكومة المصرية تعريفات تنافسية لذلك القطاع مما ساهم فى إرساء أسعار واضحة تسمح للمطورين بتوفيرها.
وقال إن السياسات المذكورة تتماشى مع التزام منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالطاقة المتجددة مع المناقشات والمبادرات التى أطلقت خلال الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف المعنى بتغير المناخ الذى عقد العام الماضى فى مصر والذى سلط الضوء على التزام المنطقة بإرساء مستقبل مستدام ومقاوم للتغير المناخي.
ولفت إلى أنه فى مقابل هذا النمو يواجه قطاع الطاقة المتجددة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أيضاً تحديات كبيرة تتمثل فى ارتفاع تكلفة مشاريع الطاقة المتجددة بنسبة كبيرة، لا سيما فى تداعيات جائحة كوفيد-19 وبدء الحرب فى أوكرانيا.
وأوضح أن الأحداث السابق ذكرها فرضت بعض القيود على الإمدادات وأدت إلى زيادة أسعار المعدات وارتفاع تكاليف التمويل بالدولار واليورو بسبب السياسات النقدية الرامية إلى الحد من التضخم فى الولايات المتحدة والبنوك المركزية الأوروبية.
وأشار إلى أن الزيادات فى التكلفة شكلت تحديات لمطورى مشاريع الطاقة المتجددة ودفعتهم إلى إيجاد حلول مبتكرة تخول لهم المنافسة والفوز بالمشاريع.
وذكر أنه على الرغم من تلك التحديات إلا أن آفاق الطاقة المتجددة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبقى قوية وتسمح بالتوسع، وذلك بسبب وفرة موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتقدم التكنولوجي.
«مزرعة خليج السويس»
وأوضح «هوبر» أن مزرعة الرياح بخليج السويس 1 ستقلل نحو 600 ألف طن من انبعاثات الكربون سنويا، كما ستخفض محطة خليج السويس 2 انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بمقدار مليون طن سنوياً.
ولفت إلى أن «الرياح» ستلعب دوراً مهماً فى تحول مصر إلى إنتاج الطاقة المتجددة من خلال توفير الطاقة النظيفة للشبكة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى وبالتالى تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بشكل كبير
وأشار إلى أن هذه المشاريع ستعزز أهداف مصر الرامية لإنتاج %42 من إجمالى الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035.
وأكد «هوبر» أن شركة «إنجي» تتطلع إلى تحقيق نمو كبير فى قطاع الطاقة المتجددة حيث تعد مبادرات إنتاج الهيدروجين الأخضر أكثر التقنيات الواعدة والمؤثرة الآن للاستفادة من الطاقة النظيفة، كما أنها تدعم جهود حكومات المنطقة الرامية إلى التنويع الاقتصادى وخلق فرص العمل.
واشار إلى أن شركة «إنجي» تخطط بالتعاون مع شركات «أوراسكوم» و«تويوتا توشو» و«مجموعة يوروس إنرجي» لتطوير مشاريع إضافية بقدرة 3 جيجاوات من طاقة الرياح فى مصر، موضحاً أنه تم الإعلان عن هذه المشاريع خلال مؤتمر COP27 العام الماضى فى شرم الشيخ اذ سيتم ذلك من خلال اتفاقية شراء الطاقة طويلة الأجل مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء.
يقوم التحالف بتشغيل مزرعة رياح فى رأس غارب بقدرة 262.5 والتى بدأت العمل فى 2019، بالإضافة إلى محطة رياح أخرى قيد الإنشاء بقدرة 500 ميجاوات.
وشهد مؤتمر COP27 التوقيع على حزمة من اتفاقيات مزارع الرياح تتضمن مزرعتى رياح كل منهما بقدرة 10 جيجاوات من المقرر أن تصبحا من أكبر مزارع الرياح فى العالم.
وذكر أن شركة « إنجي» تبحث عن فرص أخرى مثل المشاركة فى خصخصة وإعادة تزويد أصول طاقة الرياح المملوكة من هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأضاف أن «إنجي» أيضا ستشارك فى مناقصات لتطوير محطات تحلية مياه البحر تعمل بالطاقة الخضراء ويتمثل ذلك في شراكة مع حسن علام لبناء 47 محطة على مدى 5 سنوات، إلى جانب استكشاف الفرص فى إنتاج الهيدروجين الأخضر.
«الطاقة المتجددة»
واوضح أن شركته وقعت مذكرة تفاهم مع الحكومة المصرية وتحالف مزارع الرياح فى خليج السويس 1 و2 لتطوير 3 جيجاوات إضافية من طاقة الرياح، مما يرسخ التزامها بدعم أهداف الطاقة المتجددة للحكومة المصرية وإزالة الكربون.
وأكد الم أن «إنجي» تتطلع إلى توسيع محفظتها من الطاقة المتجددة فى مصر عبر زيادة الاستثمار فى طاقة الرياح واستكشاف تقنيات النوعيات الأخرى، ويعتبر تطوير الهيدروجين الأخضر فرصة كبيرة.
توقع أن يتم ربط مزرعة الرياح بخليج السويس 2 بالشبكة القومية بحلول صيف 2024، على أن يتم الانتهاء من بناء المرحلة الأولى منها المزرعة بنهاية العام القادم، ومن المرجح أن يبدأ التشغيل التجارى الكامل النصف الأخير من 2025.
«الاستثمار فى مصر»
وذكر أن هناك عدة عوامل دفعت شركة إنجى إلى الاستثمار فى قطاع الطاقة المتجددة بمصر، اذ تمكنت بفضل المفاوضات الثنائية المباشرة مع الحكومة المصرية من إقامة علاقات قوية مع تحالف مزارع الرياح بخليج السويس 1و2 ومع أصحاب المصلحة المصريين الرئيسيين.
وأكد «هوبر» أن شركة «إنجي» تدرك تمامًا طموحات الحكومة المصرية الخاصة بالتوسع فى مشاريع الطاقة المتجددة وزيادة مساهماتها بنسبة %42 بحلول 2035 وبنسبة %60 عام 2040، والتى يمكن بلوغها فى وقت أقرب مما هو متوقع.
ولفت إلى أن هذا المشروع يتوافق مع أهداف أعمال «إنجي» الشاملة وأهداف الاستدامة، ويُظهر التزامها بدعم طموحات الحكومة المصرية لإرساء اقتصاد منخفض الكربون والتحول إلى الطاقة النظيفة.
أضاف أن التطوير الناجح لمشروعى مزرعة الرياح فى خليج السويس 1و2 يعكس خطط «إنجي» لتطوير طاقة الرياح الإضافية واستكشاف التقنيات الأخرى، كذلك التزامها بتوسيع محفظة الطاقة المتجددة.
وأكد أن محطتى الرياح بخليج السويس 1و2 ستساهمان فى توفير الكثير من فرص العمل وتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية ونقل التكنولوجيا، فقد تمكنت «إنجي» من توفير 33 فرصة عمل مباشرة بدوام كامل خلال مرحلة تشغيل مزرعة الرياح بخليج السويس 1، ومن المتوقع خلق أكثر من ألفى وظيفة خلال مرحلة بناء مزرعة الرياح 2 بنفس المنطقة وأن يكون لديها 22 موظفًا مباشرًا عند تشغليها تجاريًا.
أضاف أن هذه المشاريع ستساهم فى تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية وذلك عبر مشاركة الموردين والمقاولين المحليين، خاصة أن «إنجي» وشركائها فى التحالف حريصون على زيادة الشركات المحلية وتعزيز النمو الاقتصادى ودعم الكيانات المحلية.
«التكنولوجيا والتحديات»
وقال «هوبر» أن شركة «إنجي» تلتزم بإدخال أحدث التطورات التكنولوجية إلى مشاريعها، وستكون مزارع الرياح منصات لتبنى تقنيات تلك الطاقة المتقدمة ولنقل المعرفة والخبرة فى هذه التقنيات إلى القوى العاملة المحلية والصناعة بأكملها، مما يعزز قدرات قطاع الطاقة المتجددة فى مصر.
وأشار إلى أن العملية ذاتها تنطبق على مشاريع تحلية مياه البحر حيث تعد شركة «إنجي» واحدة من أفضل 3 شركات فى العالم، وتعتمد على الهيدروجين المتجدد مع أكثر من 100 مشروع حول العالم.
وقال أن شركة «إنجي» تخطت تحديات كثيرة واستفادت من الفرص المماثلة فى السوق المصرية أثناء تطوير وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، وشكلت الرسوم الجمركية التنافسية التى وضعتها الحكومة المصرية للطاقة المتجددة تحدياً كبيراً لتلبية السعر المستهدف وتأمين المشاريع.
وذكر أن «إنجي» تمكنت من معالجة التحديات المتمثلة بارتفاع التكاليف الناتجة عن تداعيات كوفيد-19 والحرب فى أوكرانيا، والقيود المفروضة على الإمداد وزيادة أسعار المعدات، فضلاً عن زيادة تكاليف التمويل بسبب السياسات النقدية لخفض التضخم، وللتغلب على هذه التحديات، اعتمدت نهجاً مبتكراً يتضمن تبنى أحدث التطورات التكنولوجية واستكشاف الحلول المبتكرة لكسب الصفقات والبقاء فى المنافسة فى السوق.
وشدد على أن إنجى ستواصل فى المستقبل تعزيز علاقاتها القوية مع شركاء التحالف والحكومة المصرية لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص المماثلة.
وأكد التزام شركته بالمشاركة الفعالة فى سوق الطاقة المتجددة المصرى ودعم عمليات التحول مع الحفاظ على قابلية التكيف والابتكار والاستجابة لديناميكيات السوق المتغيرة وتطورات الصناعة.
ومشروع خليج السويس 2 يقع على بعد 40 كيلومتر شمال غرب رأس غارب، وستصبح المحطة المتواجدة متطابقة مع المعايير البيئية الحاسمة، عند تشغيلها بالكامل لتعد الأكبر من قبل القطاع الخاص فى مصر وقادرة على توفير طاقة نظيفة لأكثر من 800 ألف منزل.
بينما يعد مشروع تطوير محطة خليج السويس 1 ومزرعة رياح رأس غارب بقدرة 262.5 ميجاوات أول مشروع مستقل لإنتاج الطاقة المتجددة فى مصر من ناحية النوع والحجم الذى تم إنجازه فى أكتوبر 2019 قبل الموعد المحدد.
الأوضاع الجيوسياسية وتكلفة التمويل وقيود الإمداد أكبر تحديات القطاع بالمنطقة
من المتوقع ربط مزرعة خليج السويس 2 بالشبكة القومية بحلول 2024 والتشغيل التجارى خلال 2025
نستهدف الدخول فى مناقصات معالجة بالشراكة مع حسن علام
خطة لتطوير مشاريع طاقة رياح بقدرة 3 جيجاوات بالتعاون مع «أوراسكوم» و«تويوتا» و«ويوروس»
زيادات التكلفة شكلت تحدياً لمطورى مشاريع «المتجددة»
مصر والبلدان المجاورة نفذت سياسات مواتية ومنحت حوافز لجذب الاستثمارات
من المنتظر خلق أكثر من 2000 وظيفة خلال مرحلة بناء مزرعة الرياح 2
..وتخفضان انبعاثات الكربون بمقدار 1.6 مليون طن سنوياً