في الثاني والعشرين من 2022 شهد العالم كارثة تجسد معنى «التغطيات العابرة للمحافظ التأمينية» حرفيًا، حيث وقع زلزال بقوة 6.2 ريختر، بالمنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان، ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، بلغت شدته 5.9 ريختر، على عمق 10 كيلو مترات، وشعر به السكان على مسافة أكثر من 500 كيلو متر، في أجزاء من الهند وفي العاصمة الباكستانية إسلام أباد وإقليم البنجاب الشرقي وإيران، ولقي ما لا يقل عن 1543 شخصًا مصرعهم وأصيب أكثر من 2000، ما جعله أكثر الزلازل فتكًا في عام 2022 والأكثر دموية في أفغانستان منذ 2002، وألحق أضرار بالغة بأكثر من 25 قرية، ودُمرت مئات المباني.
التغطيات العابرة للمحافظ التأمينية
حسب الاتحاد المصري للتأمين، تتخذ بعض الكوارث الطبيعية، أو حتى التي من صنع الإنسان، سمات مشتركة، طبقًا لوثيقة “الممتلكات”، لكنها تصبح عابرة للمحافظ التأمينية (Cross Class Claims) إذا تسببت التعويضات التي نجمت عن تلك الحوادث مطالبات عدد كبير من أنواع ومحافظ التأمين الأخرى، وذلك مثلًا في التأمين البحري والبضائع، والفقد والضرر المادي الذي يلحق بالبضائع أثناء وجودها بالميناء، وأجسام السفن، والضرر المادي الذي للسفينة أثناء وجودها في الميناء وقت الكارثة، والحوادث الشخصية، وإصابات العمال والموظفين، وتأمينات الحياة، والوافيات والإصابات والعجز بأنواعه، وتأمين توقف الأعمال، وتوقف المصانع نتيجة توقف خطوط الإنتاج، والتأمين الصحي، وعلاج المصابين، وتأمين السفر، وتعطل الطيران في المدن المتضررة، وتأمين المعدات، وتأمين السيارات، وتأمين المسئولية المدنية.
والجراف التالي يوضح عدد الزلازل عالميًا منذ 2010 وحتى 2021:
وتضر تلك النوعية من المطالبات «التغطيات العابرة للمحافظ التأمينية» بشركات التأمين، وقد تؤدي إلى إفلاس بعضها، كما كان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث تسببت الهجمات الإرهابية في خسائر فادحة بالأرواح والصحة والممتلكات والدخل، وكانت استجابة الحكومة الفيدرالية وشركات التأمين الخاصة والجمعيات الخيرية للخسائر التي تعرض لها الأفراد والشركات ذات نطاق وحجم لم يسبق لهما مثيل من قبل، إذ دفعت أكثر من أي حدث واحد آخر في تاريخ الولايات المتحدة، فضلًا على التبرعات الخيرية والتوزيعات من المنظمات الخيرية التي لم يسبق لها مثيل.
تحديات إنشاء مجمّعة الأخطار الطبيعية
وذكر الاتحاد المصري للتأمين أن تحديات إنشاء مجمعة الأخطار الطبيعية تتمثل في تحديد الأخطار الطبيعية المغطاة في المجمعة، فضلًا على صعوبة وضع تعريفات واضحة لبعض الأخطار الطبيعية للتفرقة بينها وبين غيرها من الظواهر الطبيعية التي قد لا تصل إلى حد أن يتم تصنيفها كخطر طبيعي، كوضع تعريفات للأمطار (Rain) والأمطار الشديدة (Heavy Rain) والسيول (Flash Floods)، حيث إن عدم وضوح الفرق بين تلك الظواهر الطبيعية وبعضها، وكذلك عدم إيضاح متى تُصنف على كونها من الكوارث الطبيعية قد يتسبب في الدخول لنوع من الجدال أو النزاع بين العملاء وشركات التأمين.
والجراف التالي يوضح رحلة الخسائر العالمية إثر الكوارث الطبيعية في الـ20 سنة الأخيرة:
ومن التحديات التي تواجه الاتحاد المصري للتأمين في إنشاء المجمعة؛ التغلب على انخفاض الوعي التأميني، ويعد أحد أقدم التحديات التي يواجهها القطاع، لا سيما الوعي بمخاطر المناخ، ومن ثم يجب على القائمين على صناعة التأمين القيام بمحاول تعريف العملاء بالأخطار التي قد يتعرض لها نشاطهم التجاري نتيجة لوقوع كارثة طبيعية ما، في النطاق الذي يقع فيه نشاطهم التجاري، كما يجب أيضًا توضيح التغطيات التي يمكن للشركات تقديمها للعملاء، حيث تعوّض العملاء عن خسائر الأرواح والممتلكات، والناتجة عن توقف الأعمال وفقد الدخل لأصحاب الممتلكات التي تضررت نتيجة للكوارث الطبيعية.