خبيرة مصرية: بريكس تقدم فرصا للنمو.. ومؤسسات التمويل الدولية أغرقت الدول في الديون

هناك قدر من التعالي والتعصب من جانب الدول الغربية التي تقدم القروض

خبيرة مصرية: بريكس تقدم فرصا للنمو.. ومؤسسات التمويل الدولية أغرقت الدول في الديون
أحمد فراج

أحمد فراج

3:03 م, السبت, 17 يونيو 23

تزداد أعداد الدول الراغبة في الانضمام إلى تكتل بريكس يوما بعد يوم، في خطوة أرجعها خبراء سياسيون واقتصاديون إلى جاذبية التكتل الذي يوفر فرصا تنموية حقيقية على أساس الشراكة ودون شروط سياسية أو اقتصادية، بحسب وكالة شينخوا.

وإلى جانب مصر والجزائر وسوريا، ترغب دول عدة أخرى مثل السعودية والإمارات والبحرين وإيران والأرجنتين وإندونيسيا وغيرها في الانضمام لبريكس، بحسب تصريح سابق لسفير جنوب إفريقيا لدى بريكس أنيل سوكلال.

وأرجعت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة رغبة العديد من الدول في الانضمام لبريكس إلى أن بريكس من أكثر التكتلات الدولية حاليا جاذبية لعدة أسباب.

ومن بين هذه الأسباب، حسبما أوضحت الشيخ لوكالة شينخوا أن مجموعة بريكس تقدم فرصا تنموية حقيقية للدول الأعضاء وعلى أساس متكافئ، خلافا لمؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي أغرقت الكثير من الدول في الديون وأرهقتها بـ “المشروطية”.

وأضاف الخبيرة المصرية أن هناك قدرا من التعالي والتعصب من جانب الدول الغربية التي تقدم القروض بشروط سياسية واقتصادية لكن بريكس إطار مهم جدا يحترم التجربة التنموية الخاصة بكل دولة ويقدم فرصا تنموية على أساس الشراكة والنمو معا.

لا توجد في مجموعة بريكس الأنانية الموجودة في التجربة الغربية

وأردفت أنه لا توجد في مجموعة بريكس الأنانية الموجودة في التجربة الغربية التي تعمل لمصلحة الدول الغربية أكثر من مصلحة الدول النامية وهذا يفسر رغبة عدد كبير من الدول ومنها مصر والسعودية في الانضمام لبريكس.

وتابعت أستاذة العلوم السياسية أن بريكس توفر فرصا تنموية واعدة على أساس الشراكة واحترام الخصوصية وليست مقترنة بمشروطية سياسية أو اقتصادية ولا تفرض نموذجا أو مسارا تنمويا واحدا للتنمية في الدول بل كل دولة تختار المسار الخاص بها.

وأشارت إلى أن الصين قدمت صيغة (بريكس بلس) خلال قمة بريكس التي عقدت في مدينة شيامن الصينية في العام 2017 وكان الهدف من ذلك هو التأكيد على أن المجموعة منفتحة وترحب بالدول التي تريد الانضمام إليها لكن ربما لا يتم هذا في الوقت القريب نتيجة عدم استكمال الإطار المؤسسي للمجموعة.

ونوهت بأن مجموعة بريكس تتواصل خلال كل قمة مع المحيط الخاص بها، فعلى سبيل المثال عندما تعقد قمة بريكس في جنوب أفريقيا سيتم دعوة دول أفريقية والاتحاد الأفريقي للحضور، وبالتالي هناك رغبة في الانفتاح لكن مسألة الانضمام الفعلي لبريكس قد يكون على مراحل.

بريكس حجر زاوية وركيزة أساسية لعالم متعدد الأقطاب

ورأت نورهان الشيخ أن بريكس تعتبر حجر زاوية وركيزة أساسية لعالم متعدد الأقطاب لأن الأحادية القطبية أحد ركائزها هو عدم وجود تعددية اقتصادية والهيمنة الأمريكية المطلقة على النظام الاقتصادي الدولي وهيمنة الدولار، وبالتالي مجموعة بريكس اختراق لهذه الهيمنة والقطبية الواحدة وخطوة مهمة جدا ونقله نوعية في اتجاه نظام متعدد الأقطاب.

وأشارت إلى أن تكتل بريكس إطار مهم جدا يتيح للدول الراغبة في الانضمام إليه تنويع الشراكات وهذا يمنح هذه الدول توازنا كبيرا واستراتيجيا في سياساتها، لذلك فرص دول مثل مصر في إطار بريكس مهمة جدا لأن الانفتاح على الصين ثاني أكبر اقتصاد عالمي والهند وروسيا والبرازيل أمر مهم جدا.

وعلقت على رغبة بريكس في إنجاز التبادل التجاري بعملات بديلة للدولار قدر الإمكان، بالقول إن الاعتماد على العملات المحلية في التجارة بين الدول خطوة مهمة جدا وركيزة مهمة للانتقال إلى نظام اقتصادي أكثر عدالة وتوازن خاصة أن ربط كل التعاملات بالدولار أمر محفور بالمخاطر لأنه يؤدى إلى هزات كبيرة جدا في الاقتصاد العالمي والاقتصادات الوطنية للدول بمجرد حدوث أزمة في الاقتصاد الأمريكي، كما أن أمريكا تستخدم هذا الأمر كأداة للهيمنة والضغط السياسي.