استعرض الرئيس عبدالفتاح السيسي ، اليوم الخميس ، عددا من الملفات التي تهم المصريين، مؤكدا أن مصر جادة في التحول لمركز للتجارة العالمية وأن تحويل الدولة إلى حال أفضل يتطلب جهدًا كبيرًا وضخ أموال كثيرة.
جاء ذلك في مداخلة، خلال افتتاح محطة (تحيا مصر) متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقال الرئيس السيسي– إن “الرؤية من أجل أن تتحقق لابد أن تكون وراءها أفكار وجهود، مشيرا إلى أن ميناء الإسكندرية استمر بدون تغيير لمدة 25 عاما.
وتابع الرئيس السيسي: “نحن طرحنا المرحلة الأولى من ميناء السخنة من قبل لمستثمر ليقوم بتنفيذه، وبالفعل نفذه، لكن تطوير ميناء الإسكندرية من أجل أن تنفذه الدولة كان لابد أن نضع له برنامجًا ضخمًا جدا”.
وأضاف الرئيس السيسي أن “الميناء الذي يتحدث عنه وزير النقل كامل الوزير- ميناء الإسكندرية- لكي نضيف له 18 كيلو متر أرصفة أخرى في أقل من عامين، تطلب ضغطا نفسيا وضغطا على مواردنا ليتم تنفيذه في أسرع وقت، وذلك لكي نضع أنفسنا على خريطة المنافسة، ونقول إن الدنيا تتغير وفي محاور أخرى بتخلق، ومن حق الناس كلها أنها تطور وتستفيد من موقعها ومن قدراتها”.
وتابع الرئيس السيسي:”أنا لدي قدرات مالية وفوائض من حقي كدولة استخدمها”، مشيرا إلى أنه منذ 25 عاما لم نطور شيئا في ميناء الإسكندرية، متسائلا: “هل توجد دولة يظل فيها شيء 25 عاما بدون أي تطور؟
وسأل الرئيس السيسي ،وزير النقل كامل الوزير: “لقد قلت تم زيادة أراضي الميناء بحوالي 4 ملايين متر مربع كام منها على البحر؟”.. فأجاب كامل الوزير: “كلها على البحر”.. فسأله الرئيس “بكام المتر؟”.. فأجاب كامل الوزير: “يتراوح بين 3 و4 آلاف دولار ليكون الإجمالي 12 مليار دولار”..فسأل الرئيس السيسي كامل الوزير عن تكلفة تطوير الميناء.. فأجاب “حوالي 60 مليار جنيه”.
وقال الرئيس السيسي إن المسار الذي كنا عليه لمدة 25 سنة كان مسارا جيدا، لكن كان هناك أكثر من ذلك، مضيفا “أنه كان يجب الاستفادة من موقعنا الجغرافي الموجود على محور شريان رئيسي للتجارة العالمية، حيث أن 12 أو 13% من التجارة تمر من أمامنا”.
وأكد أن هذا هو المهم وهذا هو المستقبل، موضحا أن كل ما نقوم به ليس لنا ولكن من أجل أولاد مصر وأحفادهم.
وأضاف الرئيس السيسي: “قبل ذلك كنا نقول للمستثمر بأن يدخل في الاستثمار، وينفذ المشروع ثم يأخذ حق انتفاع، لكن في هذا النموذج قلنا أننا ننفذ حاجتنا ونطرحها ويأتي المستثمر لتشغيلها، ونعطي الفرصة للجميع”.
واستطرد الرئيس قائلا: “عندما كنا نطلب من مستثمر واحد ونقنعه بأن ينفذ المشروع شيء.. وأن نقول أنا لدي مكان جاهز للتشغيل هذا شيء آخر”، مشيرا إلى أن ما قمنا بتنفيذه نموذج آخر ، تكلفته مرتفعة ولكن في النهاية نعطي الفرصة لمشغلين آخرين لو كانوا مهتمين بأن يأتوا لدينا وهذا ما حدث”.
الرئيس السيسي: بدأنا في تنفيذ المشروعات في ظروف ليست عادية
وقال الرئيس السيسي: “عندما نتحدث عن ميناء الإسكندرية أريد أن أذّكر المواطنين أننا لم نكن ننفذ المشروع على أرض فضاء، بل نفذناه على ميناء أهدرت حدوده وضاعت معالمه”.
وردا على تساؤل الرئيس السيسي عن منطقة (نجع إيسو والألومنيوم).. قال وزير النقل كامل الوزير “إنه تم إخلاء 900 شقة سكنية في نجع إيسو ونجع الألومنيوم ونقل المواطنين إلى منطقة (بشاير الخير) وبلغت تكلفة ذلك مليار جنيه.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن تلك الإجراءات يتم مثلها في مدينة العريش الآن، مؤكدا “أننا بدأنا في تنفيذ المشروعات في ظروف ليست عادية”.. مسترشدا بميناء دمياط وحجم قضايا التحكيم التي دخلنا بها نتيجة أحداث 2011.
وتابع الرئيس: “أتوجه بهذا الكلام في حضور المستثمرين حتى يروا كيف أن الدولة تكافح لتضع نفسها على خريطة العالم، وكيف تم تنفيذ تلك المشروعات، لأن هذا المشروع كان من الصعب تنفيذه، حيث إنه من الصعب جدا أن تدخل لتنفيذ مشروع في مكان حدث به تشويه كبير جدا، مع وجود مواطنين، وهناك اضطرارية لإخلائه، مع عدم ظلم المواطنين، وهذا ما يزيد من التكلفة”.
وأوضح السيسي أنه حتى يكون ميناء الإسكندرية بهذا الشكل ويكون درة مصر، تم إنفاق الكثير من الأموال حتى يتم فقط تسوية الموضوع، منوها بأنه حتى يتم التحدث عن محور لوجستي من السخنة إلى الإسكندرية هناك تفاصيل كثيرة جدا تم تنفيذها، منها طريق السخنة، الذي يتم تنفيذه لخدمة الميناء.
وقال الرئيس السيسي “يجب أن يعرف المصريون قيمة الدولة، وأنها ليست مجرد مأكل ومشرب فقط، فالدولة شيء آخر لذلك كان من الضروري أن أتحدث في ذلك”.
وأكد الرئيس السيسي أهمية المنطقة اللوجيستية المتكاملة بحوض المتراس، التي ستشهد بعض الصناعات للدولة والشركات الكبرى، مشيرا إلى أن هذه المنطقة ستشهد قيام بعض الدول الصناعية الكبرى بتنزيل منتجاتها فيها من أجل تسويق بعضها والبعض الآخر يتم تغليفه وتنظيمه لنقله عقب ذلك في مراكب ذات حمولة صغيرة.
وأشار الرئيس السيسي إلى تصريحات سابقة له شدد فيها على حاجة إفريقيا إلى آلاف المليارات من الدولارات، وإنهاء حالات الاقتتال التي تشعر مواطنيها بانعدام الأمن وتستبعد تحقيق آمالهم المستقبلية.
وأوضح أن الموازنة التي تم تخصيصها خلال فترة تولي كامل الوزير لوزارة النقل تبلغ 2 تريليون جنيه، متسائلا عن حجم المبالغ التي تم تخصيصها لوزارة النقل خلال الثلاثين سنة الماضية.
وأكد الرئيس السيسي حرص القيادة السياسية على تحقيق أفضل مستقبل من خلال المشاريع التنموية التي تقوم بها في مختلف المجالات على مستوى الجمهورية، مشددا على متابعته الدقيقة والشديدة لكافة الأعمال والمشروعات التي تنفذ في مصر.
وقال الرئيس السيسي إنه حريص على محاربة كافة أشكال الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه، مضيفا أن الدولة لا تتهاون في مواجهة التعديات على أملاك الدولة على الإطلاق ،مشيرا إلى الشخص الذي استولى مؤخرا على أرض داخل ميناء الإسكندرية بأوراق مزورة.
وأكد الرئيس السيسي مواصلة الدولة في جهودها المبذولة في البناء رغم التحديات الراهنة، لافتا إلى أن الجهود الرامية إلى تطوير الموانئ تهدف لوضع البلاد على خريطة المنافسة والاستفادة من قدراتها وموقعها.
ووجه الرئيس السيسي تحية شكر وتقدير للأشقاء في دولة الكويت في قضية التحكيم لمحطة الحاويات (تحيا مصر)، على تجاوبهم في هذه القضية، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ جزء ليس كبيرا من العمل المتفق عليه.. قائلا: “نحن نطرح الفرصة ويأتي ناس لتنفيذها.. لكننا من الممكن نكون السبب في التعثر، وهذا ليس جلدا للذات، فرغم تعاقدنا على تنفيذ هذا الميناء لم يتم تنفيذ جزء معين منه”.
وأضاف أن البلاد يتم إداراتها ليس بإعطاء الموظف أمرًا وتركه يعمل بمفرده، لكن لابد من الجلوس مع الموظف لحل المشكلات والمسائل العالقة لكي يتم تنفيذ العمل على أكمل وجه ممكن، موضحا أن المقصود من ذلك كله الانتهاء من الميناء في 2024.
وحول سبب تنفيذ طريق (طابا- النفق) بطول 350 كيلو مترا، وطريق عرضي (1) من بورسعيد إلى السويس .. قال الرئيس السيسي: “لو أنا عايز أنقل من طابا لبورسعيد هنقل ازاي؟”.
ووجه الرئيس السيسي الشكر إلى وزارة النقل والوزير كامل الوزير وكافة أجهزة الدولة، التي شاركت فيما يتحقق الآن، وما سوف يتحقق، كما رحب بكل الضيوف الموجودة من الشركات الأجنبية سواء (هدسون أو سي إم إيه) وكل الشركات الأخرى، مؤكدا استعداد مصر للتعاون الجاد المخلص من أجل العمل والتنمية والفائدة المشتركة.
وقال الرئيس السيسي “نحن في مصر جادون في كل شيء نعرضه عليكم وكل التزام نلتزم به أمامكم.. نرحب بكم وسعداء بوجودكم معنا”.
وأعرب الرئيس السيسي عن تمنياته أن يعلم جميع الضيوف من الشركات الأجنبية عن الخريطة التي تعمل بها مصر ومدى الجدية التي تتحرك فيها لتحويل مصر إلى مركز عالمي للتجارة العالمية، موجها حديثه للشركات الأجنبية: “لا تنسوا قناة السويس والبحر الأحمر والمتوسط، كما توجد شبكة موانئ على البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة إلى وجود البنية الأساسية اللازمة التي تساهم في إنجاح ما نتحدث عنه”.