شهدت أسعار النفط ارتفاعًا خلال تعاملات آخر جلسات الأسبوع يوم الجمعة، وسط التقارير الإخبارية بشأن اقتراب كل من البيت الأبيض ومجلس النواب الأمريكي من التوصل إلى اتفاق بشأن مشكلة الإنفاق الحكومي، التي ظلت محل الخلاف الرئيسي بين الطرفين خلال المفاوضات منذ بدئها، مع ترقب أية قرارات محتملة لأوبك + بعد التصريحات الأخيرة لمسئولي أبرز الدول الأعضاء.
أسعار خام برنت
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت أسعار خام برنت القياسي بنسبة 1.11% إلى 77.11 دولارا للبرميل، كما ارتفعت كذلك أسعار خام النفط الأمريكي غرب تكساس الوسيط بنحو 1.45% لتصل إلى 72.87 دولار للبرميل، بحلول الساعة 07:35 مساء حسب توقيت جرينتش.
وانقسمت معنويات المستثمرين بسوق النفط خلال التعاملات المبكرة ما بين التفاؤل بشأن احتمالية دعم قرار أوبك + المقبل لأسعار النفط ، والتشاؤم حيال تأثير رفع آخر محتمل لأسعار الفائدة بالولايات المتحدة على الطلب بسوق النفط، ومع ذلك فقد استطاع ثيران السوق أن يحظوا باليد العليا حتى الآن.
وفي نفس الوقت، استطاع النفط أيضا الاستفادة من البيانات الإيجابية للغاية الصادرة اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أوضحت ارتفاع الإنفاق على الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة – وهو مؤشر التضخم المفضل للفيدرالي الأمريكي – بما يفوق توقعات الأسواق.
ويعني هذا أن النشاط الاقتصادي بأكبر مستهلك عالمي لخام النفط لم يتباطأ بالشكل الكافي بعد، مما قدم بعض الدعم لأسعار النفط ، على الرغم من أنه يغذي التوقعات باستمرار الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بالاجتماع المقبل مرة أخرى.
وجاء هذا بعد التقارير الإخبارية التي أفادت صباح اليوم بأن مجلس النواب الأمريكي قد اقترب من التوصل لاتفاق بشأن مشكلة تقليص الإنفاق الحكومي التي يصر عليها حزب الأغلبية الجمهوري بمجلس النواب والتي يعارضها بشدة الحزب الديموقراطي بقيادة الرئيس الأمريكي بايدن.
تهدئة مخاوف المستثمرين
وأدى هذا لتهدئة مخاوف المستثمرين جراء احتمالية حدوث التباطؤ الاقتصادي الذي قد ينجم عن الإغلاق الحكومي في حال تخلف الولايات المتحدة عن الوفاء بالتزاماتها مع اقتراب الموعد النهائي الذي تستمر وزارة الخزانة بالتحذير منه ببداية يوليو، والذي من شأنه التأثير سلبيا بشكل حاد على أسعار النفط.
من ناحية أخرى، فقد استمرت سوق النفط بترقب أية قرارات مفاجئة لأوبك + بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي أفاد فيها بأن قرار المنظمة الأخير بخفض الإنتاج كان يهدف بشكل رئيسي لإبقاء أسعار عند مستويات مرتفعة.
وتلت تلك التصريحات تصريحات أخرى لوزير الطاقة السعودي الذي حذر البائعين على المكشوف بسوق النفط من الاستمرار بالمراهنة على تراجع أسعار النفط، وهو ما عزز التوقعات باجتمالية خفض آخر للمنظمة المنتجة لخام النفط بالفترة المقبلة، وعزز حركة الثيران بالسوق.