تقدم مبادئ التأمين المستدام خارطة طريق عالمية لتطوير وتوسيع نطاق إدارة المخاطر، وإيجاد حلول تأمين مبتكرة لازمة لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، والمياه النظيفة، والأمن الغذائي، والمدن المستدامة، والمجتمعات المرنة، إزاء مواجهة الكوارث، حيث تستطيع شركات التأمين دمج الاستدامة في أعمالها التجارية وتحفيز التدفقات المالية والاستثمارية، والآفاق ذات المدى الطويل اللازمة للتنمية المستدامة، ولهذا يطرح الاتحاد المصري للتأمين مبادئ استدامة القطاع.
وقال الاتحاد المصري للتأمين في نشرته الأسبوعية، إن مبادئ الاستدامة تعد بمثابة إطار عالمي لصناعة التأمين، لمعالجة أخطار وفرص القضايا البيئية والاجتماعية ومسائل الحوكمة، حيث يتمثل المبدأ الأول في صنع القرارات المتعلقة بالقضايا البيئية والاجتماعية ومسائل الحوكمة ذات الصلة بأعمال التأمين من خلال إستراتيجية الشركات، وإدارة المخاطر والاكتتاب في التأمين، وتطوير المنتجات والخدمات التأمينية، وتطوير أسلوب التعامل مع التعويضات، والتعامل مع المبيعات والتسويق من خلال دمج الرسائل التوعوية في الإستراتيجيات والحملات الدعائية للتأكيد على فهم العملاء للمزايا التي توفرها المنتجات التأمينية.
وأشار الاتحاد إلى أن المبدأ الثاني لاستدامة القطاع يكمن في التعاون مع العملاء وشركاء الأعمال لتنمية الوعي بالقضايا البيئية والاجتماعية ومسائل الحوكمة وإدارة المخاطر وإيجاد الحلول، بينما يفرض المبدأ الثالث التعاون مع الحكومات والجهات المنظمة وغيرهم من أصحاب العلاقة، لتعزيز العمل على نطاق واسع في المجتمعات حول القضايا البيئية والاجتماعية ومسائل الحوكمة، إضافة إلى أن المبدأ الرابع يوجب تطبيق المساءلة والشفافية في الإفصاح العلني المنتظم لسير تقدم تنفيذ مبادئ التأمين المستدام.
والجراف التالي يوضح تطور حجم أقساط التأمين عالميًا منذ 1980 وحتى 2020:
تجارب بعض الشركات العالمية في التنمية المستدامة
واستعرض الاتحاد تجارب كبرى الشركات في تطبيق مبادئ التأمين المستدام، مستشهدًا بتجربة مجموعة أكسا العالمية للتأمين في جهودها في الحد من الاحتباس الحراري، ففي يوم تمويل المناخ في باريس في الثاني والعشرين من مايو 2015، أعلن هنري دي كاستريس؛ الرئيس التنفيذي لشركة أكسا للتأمين وإدارة الأصول العالمية، أن الشركة التزمت بتصفية الشركات الأكثر تعرضًا للأنشطة المرتبطة بالفحم، ومضاعفة الاستثمارات الخضراء 3 مرات بحلول عام 2020.
كما التزمت أكسا أيضًا بتقديم حلول تأمين للطاقة المتجددة ومخاطر المناخ والمجتمعات ذات الدخل المنخفض وكذلك نظم الإنذار المبكر للطقس القاسي وخدمات الوقاية والمشورة للحكومات، إضافة إلى مشاركة “أكسا” في مشاريع الحد من أخطار الكوارث والتكيف معها.
وبيّن الاتحاد أن شركة ميونخ ري لإعادة التأمين قد أطلقت مبادرة PSI بالاشتراك مع مجموعة البنك الدولي، في العالم، لإجراء دراسة دولية لتطوير مبادئ توجيهية لضمان الاكتتاب في السندات الخضراء لمشاريع البنية التحتية، ولا يركز المشروع فقط على أخطار تغير المناخ، بل إنه يأخذ نظرة أوسع بكثير على المخاطر البيئية والاجتماعية والحوكمة، وقامت “ميونيخ ري” بخطوة مهمة من خلال دمج أخطار المشكلات البيئية في عملية الاكتتاب والمنتجات التأمينية والخدمات التي تقدمها، وتجري برامج تدريبية حول قضايا البيئة للعاملين بها في جميع أنحاء العالم، كما تُضمّن في جميع الندوات التي تُنظم للعملاء.