اهتم قطاع التأمين منذ عام 1804 بما يسمى العيب الخفى وذلك من خلال تغطية مخاطر المسئولية المدنية عن البناء بعشر سنوات في فرنسا عندما عند وضع القانون المدني فى ذلك الوقت، ويتسم العيب الخفي أو الذاتي أو (الكامن) “Inherent Defects / Latent Defects” بأنه لا يمكن اكتشافه إلا بعد سنوات من التنفيذ وتفاقم هذا العيب، فعلي سبيل المثال قد تكون كمرة “Beam” مطابقة للمواصفات الشكلية من حيث الحجم والسُمْك واللون ولكن تسليح الحديد بها غير كاف، أو مثل وجود صدأ أو مواد كيماوية على سطح الحديد ذات تأثير ضار على الخرسانة كان يجب إزالته قبل استخدامه.
تعريف العيب الخفى
كشف الاتحاد المصرى للتأمين أن العيب الخفي “Inherent Defects / Latent Defects” du] أحد أهم أسباب انهيارات المباني والذي يمكن تعريفه الذاتي بأنه أي عيب في المبنى أو أحد مرافقه -التي تنشأ ضمن المبنى (كهرباء – مياه – صرف صحي.. إلخ) .
ويعزى العيب الخفى إلى أخطاء التصميم Faulty design واستخدام مواد ومؤن معيبة Defective materials، وكذلك الصنعة المعيبة Defective workmanship بجانب الإعداد المعيب للموقع Defective preparations of the site فضلا عن عيوب متعلقة بالأساسات Foundations أو ميكانيكا التربة Soil mechanics ، بحيث لا يمكن اكتشاف هذا العيب عند معاينة المبني بواسطة أي جهة مهنية متخصصة في أي وقت قبل وقوع الحادث.
وعلى سبيل المثال لا الحصر تشمل هذه العيوب المكونات الأساسية للمبني مثل الأساسات Foundations أو الحوائط Walls أو الكمرات Beams أو الأعمدة Columns أو بلاطات الأسقف Slabs.
أشهر الحوادث وحجم خسائرها
واستعرض الاتحاد المصرى للتأمين أشهر حوادث العيب الخفى، فهناك حادث ممر فندق حياة ريجنسي، وذلك في يوليو 1981، حدثت واحدة من أشهر حوادث تأمين العيب الخفي وهي حادثة انهيار ممر في فندق حياة ريجنسي في مدينة كانساس (الولايات المتحدة) Hyatt Regency walkway collapse، مما تسبب في مقتل 114 شخصا وإصابة 216 آخرين.
وقد تكلف الممشى 5 ملايين دولار لإعادة البناء، وأظهر التحقيق أن ثمة انحرافات شديدة في التنفيذ عن التصميمات المعتمدة، وعليه فقدت الشركة المنفذة رخصتها وتم شطبها من الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين.
أما حادث ناطحة السحاب Amoco بشيكاجو فقد أنشئت ناطحة السحاب أموكو كأكبر مبنى مكسو بالرخام في العالم marble-clad building في عام 1974 مكون من 80 ، وتمت كسوته بـ 43000 لوح من الرخام الإيطالي الشــهير Carrara marble.
وفي عام 1988، اتضح أن الكسوة الرخامية للمبنى غير مستقرة وتتخللها شقوق بسبب فشل الشرائط المعدنية التي تفصل بين ألواح الرخام مما شكل خطراً على المبني، فضلاً عن أن الواح الرخام المستخدمة كانت أقل سمكاً مما هو محدد بالمواصفات وقد تم عمل تعديلات وترقيات لحماية المبني تكلفت 80 مليون دولار (بأسعار المدة من 1990-1992) ، سددتها شركات التأمين.
وهناك حادث انهيار سقف مبنى الركاب 2E جزئياً بمطار Charles de Gaulle في مايو 2004، انهار سقف مبنى الركاب 2E جزئياً في مطار شارل دي جول بباريس عند البوابة E50 ، وذلك بعد افتتاحها بوقت قصير، مما تسبب في وفاة أربعة أشخاص وإصابة ثلاثة خلال الحادث.
بلغت تكلفة إعادة البناء 100 مليون يورو، وكان قد تم الإبلاغ عن تشقق في البياض وسقوط كتل خرسانية وحادثين تسرب مياه خلال الشهرين السابقين للخسارة ، وقد حددت الجهة القائمة بالمعاينة وهي الكلية الفرنسية لهندسة الجسور والطرق France’s Ecole Nationale des Ponts et Chausées أن أسباب (وليس سبب) الخسارة هو أخطاء في التصميمات المعمارية وعيوب تنفيذ واستخدام مواد معيبة ، وقد اشتركت عدة شركات تأمين في التعويض منها شركتان رائدتان بالسوق الفرنسية.