اجتمعت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، مع اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية؛ لمناقشة ملف المخلفات، وتقييم تنفيذ المنظومة منذ إقرارها حتى الآن، والوقوف على الوضع التنفيذي لها والمستهدفات في الفترة المقبلة، وبحث آليات تقليل الفجوة التمويلية.
وذلك تنفيذًا لتكليفات رئيس مجلس الوزراء ، وذلك بحضور عدد من قيادات وزارة البيئة؛ ومن بينهم الدكتور طارق العربى الرئيس التنفيذى لجهاز تنظيم إدارة المخلفات،
والدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة، والدكتور حازم الظنان مدير البرنامج الوطنى لإدارة المخلفات الصلبة،
ومن وزارة التنمية المحلية كل من اللواء أسامة جاد الوكيل الدائم لوزارة التنمية المحلية، والدكتور هشام الهلباوى مساعد الوزير للمشروعات القومية،
والدكتور خالد قاسم مساعد الوزير للتطوير المؤسسي، والدكتور ولاء جاد الكريم مدير الوحدة المركزية لمبادرة “حياة كريمة”.
فى بداية اللقاء أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، التنسيق المستمر والتعاون بين وزارتى البيئة والتنمية المحلية فى الإدارة المتكاملة لمنظومة المخلفات الصلبة البلدية،
وضرورة تقييم لهذه المنظومة من حيث التخطيط والتنفيذ على أرض الواقع؛ وذلك لتحقيق نتائج ملموسة ودراسة التكاليف الخاصة بالمنظومة وتقييمها بشكل مستمر.
واستمع الوزيران إلى عرض قدّمه الدكتور طارق العربي الرئيس التنفيذى لجهاز تنظيم إدارة المخلفات ملخصًا لوضع منظومة المخلفات فى مصر قبل إقرار المنظومة الجديدة في 2019،
حيث كانت معدلات الجمع 55%، ومعدلات دفن المخلفات 80%، ووجود 62 مقلبًا عشوائيًّا، مما أدى لتكدس المخلفات في الشوارع واشتعالها ذاتيًّا وإهدار القيمة المضافة من جمع المواد الخام للوقود البديل “RDF”،
بالإضافة إلى التأثير الاقتصادي والاجتماعي والصحي السلبي على المناطق المتكدس بها المخلفات، وبناءً عليه تم تصميم منظومة متكاملة للمخلفات الصلبة البلدية فى مصر.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن إقرار المنظومة جاء نتاج التوافق بين الحكومة، وتم عرض خطة لمنظومة جديدة لإدارة المخلفات على رئيس الجمهورية لإنهاء تلك المشكلة،
وقد وجّه سيادته بالبدء فى التنفيذ، وتم الاتفاق على أن تتضمن المنظومة 3 برامج وهي: إنشاء البنية التحتية ضمن بروتوكولات تعاون بين وزارات البيئة والتنمية المحلية والإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع بتكلفة 8.5 مليار جنيه،
وذلك تبعًا لخطة تم إعدادها من خلال عملية استشارية كبرى شارك فيها أساتذة الجامعات، وبرنامج عقود التشغيل والتي تتوجه نحو إشراك القطاع الخاص، وبرنامج الدعم المؤسسي من خلال القوانين الداعمة.
واستعرضت وزيرة البيئة الموقف التنفيذي لبرنامج البنية التحتية من محطات وسيطة ومصانع تدوير ومدافن من حيث التنفيذ والتكلفة،
وفائدة إنشاء المحطات الوسيطة في تقليل تكلفة الجمع والحد من ظاهرة النباشين، ونماذج لمصانع التدوير المنفذة حتى الآن، سواء من خلال القطاع الخاص أو من أصول الدولة،
وإنشاء مصانع جديدة وإعادة تأهيل المصانع المقامة بالفعل، وأهميتها للحفاظ على استدامة المدافن التي تم تنفيذها.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن رسم المنظومة في بدايتها يقوم على العمل في المراحل الأولى في عدد من المحافظات، من خلال إشراك القطاع الخاص في خدمات الجمع والنقل ونظافة الشوارع،
بجانب العمل بالامكانيات المتاحة للمحليات بعد التدريب وبناء القدرات لرفع كفاءة المحليات في خدمات الجمع والنقل ونظافة الشوارع، وطرح مصانع التدوير للمستثمرين لضمان إشراك القطاع الخاص بالمنظومة.
ولفتت الوزيرة إلى أن التنفيذ، خلال الفترة الماضية، واجه بعض التحديات، وتم تطوير الأهداف وبعض آليات التنفيذ لتواكب المتغيرات الحالية والمستقبلية،
والتي ستقوم على استكمال تنفيذ البنية التحتية وإشراك القطاع الخاص وتخصيص بعض الموارد المالية،
إلى جانب المتحصلات، واستهداف الاستفادة القصوى من الموارد المالية المتاحة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، بما لا يؤثر على كفاءة تنفيذ المنظومة من خلال وضع مجموعة من الأولويات للعمل خلال الفترة المقبلة.
وأشارت وزيرة البيئة إلى دور تطبيق قانون إدارة المخلفات الجديد في الحد من ظاهرة النباشين، وتعظيم القيمة المضافة للاستثمار في المخلفات، وتفعيل مادة تجريم إلقاء المخلفات في غير موضعها،
كما عرضت جهود دمجهم كقطاع غير رسمي بشكل رسمي في المنظومة وإطلاق منصة لتسجيل بياناتهم، واستحداث مسميات وظيفية لهم، بالتعاون مع وزارة القوى العاملة، ووضعهم تحت المظلة التأمينية، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي.
من جانبه أشار وزير التنمية المحلية إلى أن الدولة بذلت جهودًا كبيرة خلال ثلاث السنوات الماضية منذ بدء تنفيذ منظومة المخلفات البلدية الصلبة،
خاصة فيما يخص تنفيذ مشروعات البنية التحتية للمخلفات الصلبة والتخلص الآمن منها ورفع التراكمات التاريخية وإغلاق المقالب العشوائية والتخلص من الحرق العشوائى للمخلفات في العديد من المحافظات بما أسهم في الحد من الملوثات البيئية التي تؤثر على الحالة الصحية والمعيشية للمواطنين.
وأضاف اللواء هشام آمنة أن الفترة الماضية شهدت تنفيذ العديد من مشروعات البنية الأساسية للمخلفات؛ منها المدافن الصحية والمحطات الوسيطة الثابتة والمتحركة،
وتأهيل وإنشاء عدد من مصانع تدوير المخلفات بأحدث التكنولوجيات الأجنبية المستخدمة في هذا المجال، و إقامة صناعة وطنية لإدارة المخلفات الصلبة، وتوفير فرص عمل جديدة، وتنمية الاقتصاد وتحقيق أقصى استفادة من المخلّفات البلدية.
وأكد وزير التنمية المحلية أهمية الاستفادة المثلى من تشغيل مشروعات البنية التحتية للمنظومة، والتي تم الانتهاء منها، خلال الفترة الماضية، في جميع محافظات الجمهورية، طبقًا لتكليفات القيادة السياسية،
مشيرًا إلى أهمية دور القطاع الخاص في تشغيل تلك المشروعات بما يحقق الهدف النهائي للمنظومة؛ وهو تحسين مستوي الخدمة المقدمة للمواطنين فيما يخص تقديم خدمات الجمع والنقل والنظافة العامة وجمع المخلفات بما يسهم كذلك في إعادة الوجه الحضارى والجمالى للمحافظات وإحداث تغيير حقيقى في مستوى النظافة وتحقيق رضا المواطنين.
كما أشار اللواء هشام آمنة إلى حرص الوزارة على رفع كفاءة قدرات العاملين بالإدارة المحلية في جميع المحافظات فيما يخص عمليات الجمع ونظافة الشوارع،
مشيرًا إلى الجهود التي تمت فيما يخص عقود الإدارة والتشغيل وتقديم خدمات الجمع والنقل ونظافة الشوارع والمعالجة والتخلص من المخلفات بمحافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية والمنوفية.
وأكد وزير التنمية المحلية سعي الوزارة لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية وتكليفات رئيس مجلس الوزراء في وضع منظومة جديدة للإدارة المتكاملة للمخلفات البلدية الصلبة في جميع المحافظات واستدامتها على مستوى عقود عمليات الجمع والنظافة وعمليات التدوير وإدارة خلايا الدفن الصحى الآمن، خاصة فيما يخص الاستثمارات التي تم ضخُّها في المنظومة خلال ثلاث السنوات الماضية.
وشدد اللواء هشام آمنة على حرص الدولة على تعزيز دور شركات القطاع الخاص العاملة في مجال المخلفات، بما يسهم في استدامة منظومة إدارة المخلفات وتعظيم الاستثمارات،
لافتًا إلى أنه حرصًا على استمرار عمل المنظومة الجديدة للمخلفات ستواصل المحافظات والوحدات المحلية بجميع المحافظات تقديم خدمات الجمع السكنى ونظافة الشوارع وإدارة المحطات الوسيطة،
على أن يقوم القطاع الخاص بدوره في عمليات المعالجة والتدوير وإدارة المصانع التي أقامتها الدولة وفقًا لمنظومة تبادل المنافع ،
حيث إن الوزارة تهدف إلى استمرار عمليات النظافة تحقيقًا لرؤية القيادة السياسة بما يسهم في تحقيق جودة حياة المواطنين.
كما عرضت وزيرة البيئة الجهود المبذولة بالتعاون مع البنك الدولي من خلال برنامج الحد من تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى، للدفع بتنفيذ البنية التحتية لمجمع العاشر من رمضان كأكبر مجمع لإدارة المخلفات الصلبة البلدية والخطرة والطبية.
وعرض الدكتور حازم الظنان، مدير البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة، التابع لوزارة البيئة، جهود البرنامج خلال الفترة الماضية والمداخلات المقدمة للمحافظات التابعة للبرنامج،
وكذلك الأهداف الفنية للبرنامج، وقيام البرنامج الوطنى بإعداد عدد من الأدلة الإرشادية مثل الدليل الإرشادي لتقييم الأثر البيئي للمنشآت المتعاملة مع المخلفات،
مؤكدًا أن البرنامج قام بإعداد دراسات الجدوى الإقتصادية والمالية لـ19 مشروعًا لقطاع المخلفات فى مصر، تضمنت دراسات تقييم أثر بيئي واجتماعي،
وأيضًا إعداد نماذج لكيفية إعداد خطة تشغيلية للمُعدات وخطط رصد ومراقبة، كما استعرض الدعم المؤسسى المقدم لجهاز تنظيم إدارة المخلفات.
واتفق الوزيران على إعداد مصفوفة لأولويات العمل بمنظومة المخلفات بكل محافظة من محافظات الجمهورية، خلال الفترة المقبلة،
وبحث كيفية الاستفادة من التعاون مع الشركاء في البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة التابع لوزارة البيئة، وبرنامج مصرف كتشتنر التابع لوزارة التنمية المحلية؛ لتعزيز تنفيذ منظومة إدارة المخلفات الصلبة البلدية.
أبدت وزيرة البيئة استعدادها لمزيد من التعاون مع وزارة التنمية المحلية في تدريب وبناء قدرات العاملين في منظومة إدارة المخلفات، على ما تم إنجازه من أدلة إرشادية ونماذج رائدة ومداخلات دعم فني ومؤسسي، مؤكدة أن وزارتي البيئة والتنمية المحلية فريق واحد.
وأكد وزير التنمية المحلية أهمية تحقيق الاستفادة المثلى من مختلف البرامج والمشروعات في مجال المخلفات والمتمثلة في البرنامج الوطني لإدارة المخلفات المنفَّذ في 4 محافظات بقنا وكفر الشيخ والغربية وأسيوط،
ومشروع مصرف كيتشنر المنفذ في كفر الشيخ والغربية والدقهلية، وكذا برنامج الحد من تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى (بالقاهرة والجيزة والقليوبية)، بالتعاون مع البنك الدولى،
وضرورة التنسيق بين كل هذه البرامج لتعظيم الاستفادة القصوي منها على أرض المحافظات، والتنسيق بين تلك المشروعات المختلفة؛ وصولًا لتحقيق الرؤية المثلي للمنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات البلدية الصلبة في المحافظات المصرية.