Loading...

15 عامًا من الاقتصاد

محمد نجم

7:30 م, الأحد, 18 مارس 18

قد يرى البعض أن مرور 15 عامًا فقط على بدء النشاط، ليس سببا للاحتفال، فقد جرت العادة بالاحتفال بمرور 25 عامًا (العيد الفضى) و50 عامًا (الذهبى) و75 عامًا (الماسى).

ولكن أعتقد أن الأمر مختلف مع «المال» بسبب ظروف نشأتها، والإصرار على الالتزام الدائم بالمهنية، فضلًا عن تأثيرها على الأسواق، وشغف القراء والمصادر والمتخصصين بمتابعتها.

وكانت صحيفة «المال» بمثابة حلم الزميل والصديق حازم شريف خريج الهندسة الذى عشق مهنة الصحافة وتخصص فى الاقتصاد، وقد نجح حازم فى تحويل الحلم إلى حقيقة مستمرة على أرض الواقع ولمدة 15 عامًا حتى الآن.

وكانت بداية علاقتى بالمال عندما دعانى حازم لزيارته فى شقة أستأجرها بشارع أحمد عرابى، وفوجئت به يجلس على كرسى خشب وأمامه ترابيزة صغيرة عليها بعض الأوراق البيضاء وحوله صفحات كثيرة من جرائد قديمة مفروشة على أرضية الشقة المدهونة حديثا.. ولا شىء غير ذلك.

وبدأ حازم فى عرض أفكاره وتفنيدها وأنا أمامه أستمع وأتابع حتى انتهى من العرض وتناقشنا فى دورية الإصدار والشكل والمحتوى وفريق العمل.. إلخ.

وطلب منى المساعدة فى تدريب الشباب الجدد الذين اختارهم للعمل معه ورشحت له أستاذنا د. سلطان أبو على وزير الاقتصاد الأسبق، ثم انشغلت عنه بأمورى الخاصة إلى أن فوجئت بالعدد الرابع (وكانت تصدر أسبوعيًا) فى بدايتها على مكتبى بمجلة أكتوبر.

وسعدت جدًا بتحقيق الحلم الذى رأى النور فجأة، وطلبته للتهنئة والعتاب.. ودعانى لكتابة عمود أسبوعى كل أحد.. وبالطبع تحمست لذلك وانتظمت فى الكتابة لأكثر من 6 سنوات.. وبعد أن تحولت المال إلى صحيفة يومية مؤثرة.

نعم.. تحمست لصحيفة المال.. ومازالت أحسب نفسى أحد المنتسبين لها.

لقد صدرت المال على خلاف ما كان سائدًا فى الصحف المتخصصة وقتها، من حيث الشكل والمضمون والقواعد المهنية التى ألزمت نفسها بها ومازالت، حيث الأخبار الجادة، والتقارير الشارحة الموضحة، والتحليلات الرصينة مع الفصل التام بين التحرير والإعلانات، مع الاستعانة بفريق متخصص للتسويق والتوزيع.

وتمكنت «المال» خلال سنوات قليلة من أن تكون الأفضل فى سوق الصحف الاقتصادية المتخصصة، لدرجة أن بدأت الصحف اليومية الجديد فىخطفمحرريها، بل إن بعض من حضروا البدايات تحولوا إلى أصحاب مجلات وصحف أخرى فيما بعد!

وقد كان هذا الخروج المتكرر يحزن الزميل حازم، وكنت أقول له إن ذلك دليل النجاح، فقد تحولت المال إلى مؤسسة ومعمل لـتفريخالشباب المؤهل من الصحفيين المتخصصين ليتخطفهم المنافسون!

وقد استمرت المال وتخطت الكثير من الصعاب، خاصة فى السنوات العجاف التى تلت ثورة 25 يناير 2011، ومازالت الأفضل بين نظرائها.

وها نحن نحتفل بمرور خمسة عشر عاما من الإسهام الجدى والمعالجات الموضوعية لقضايا الاقتصاد القومى.

فكل التحية للصديق حازم شريف، وكتيبة المقاتلين المخلصين الزملاء أحمد رضوان ورمضان متولى وياسمين منير ورضوى إبراهيم ومحمد كمال الدين وماهر أبو الفضل ومحمد سالم وغيرهم.

وختامًا أقول إن التخطيط الجيد والإدارة الحازمة والإخلاص فى العمل.. هى عناصر النجاح.. وهو ما تحقق ومازال لـ «المال».

محمد نجم

محمد نجم

7:30 م, الأحد, 18 مارس 18