دشنت التي دخلت السوق المصرفية مؤخراً نشاطها بإشعال حرب ضروس لاصطياد الكوادر من البنوك المحلية وعلي رأسها البنك التجاري الدولي CIB .
وكانت الاشهر الماضية قد شهدت بعض المناوشات من جانب البنوك الاجنبية التي قامت بالاستحواذ علي كيانات مصرفية بالسوق المحلية شملت خطف مجموعة من الكوادر العليا والوسطي لشغل مناصب قيادية بها إلا أن المعركة دخلت منعطفاً درامياً جديداً عقب استحواذ كونسورتيوم بقيادة البنك الاهلي المتحد البحريني علي بنك الدلتا، والذي تلاه استهداف «الدلتا» لنحو 30 كدراً بالبنك التجاري الدولي انتقل منهم بالفعل 4 كوادر في حين رفض اغلبهم الانتقال وما زال بعضهم في مرحلة التفكير.
العروض هائلة
إلا أن اتخاذ القرار من جانب هذه الكوادر يعد امراً بالغ الصعوبة في ضوء العروض الهائلة التي يلوح بها لهم البنك الأهلي المتحد بقيادة عادل اللبان العضو المنتدب الاسبق لـCIB فعلي سبيل المثال انتقلت هالة صادق مدير إدارة القروض المتعثرة بالتجاري الدولي الي بنك الدلتا لتشغل نفس المنصب مقابل 220 ألف دولار سنوياً مقارنة مع 400 الف جنيه كانت تتقاضها في الـCIB . كما تم خطف اميمة فرحات لتشغل منصب مدير إدارة الائتمان والاستثمار.
ومن جانبه طالب هشام عز العرب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب للبنك التجاري الدولي البنك المركزي بالتدخل لاجبار البنوك الأجنبية علي الالتزام بتنفيذ عروضها الفنية التي تقدمت بها وأجاز علي اساسها «المركزي» صفقات استحواذها علي الكيانات المصرفية.
وتتضمن هذه العروض تقديم منتجات وخدمات مصرفية جديدة وجلب خبرات من الخارج وخلق كوادر عن طريق التدريب المكثف في الداخل والخارج.
هشام عز العرب: السوق لا يمكن أن يتطور بنفس الكوادر
وقال عز العرب : ان هذه السوق لا يمكن ان تتطور بانتقال نفس الكوادر من بنك الي آخر، وحذر من ان ما يحدث حالياً يشبه ما جري في اوائل التسعينيات، عندما نشبث معركة بين البنوك علي اختطاف الكوادر، اعقبتها حرب اخري فيما بينها علي العملاء، انتهت بكارثة القروض المتعثرة في النصف الاخير من التسعينيات بعد ما تنافست المصارف علي تقديم القروض لعدد محدود من كبار المستثمرين ورجال الاعمال دون دراسات كافية وطمعاً فقط في اجتذابهم!
واوضح عز العرب بان سعر الكدر المصرفي يعبر عن انتاجيته، مشيراً الي ان انتاجية هذا الكادر في السوق المحلية اقل من بعض الاسواق المجاورة ومن الطبيعي ان ينعكس ذلك علي مستوي الاسعار في السوق المصرفية.
وشدد عز العرب علي انه يؤمن بالسوق الحرة ولكن هذه السوق في غياب القواعد المنظمة لها تتحول الي غابة يضع فيها كل «حيوان» حدوده وقواعده الخاصة وتوعد العضو المنتدب للتجاري الدولي صائدي الرؤوس والمهاجمين قائلاً : ان الحفلة لم تبدأ بعد..! ملمحاً الي امكانية قيامه بالرد من خلال اختطاف قيادات مؤثرة في البنوك المغيرة، مع وضع خطة داخلية تعظم من ولاء قيادات وكوادر البنك.
وبلغ عدد العاملين بالتجاري الدولي في عام 2005 نحو 2400 موظفاً تم اختطاف نحو 140 منهم في الاشهر الاخيرة بنسبة تقارب علي %5.
ومن ابرز عمليات الانتقال التي جرت انضمام علاء سماحة ليشغل منصب العضو المنتدب لبنك بلوم اللبناني «مصر» ومحمد عشماوي العضو منتدب للمصرف المتحد وهشام حسن كعضو منتدب لبنك قناة السويس ثم بنك تنمية الصادرات.
هشام رامز: صيد الرؤوس أمرًا طبيعيًا
علي الجانب الآخر قلل هشام رامز رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب الحالي لبنك قناة السويس والمنتقل إليه مؤخراً من البنك المصرفي الخليجي، من ظاهرة صيد الرؤوس التي تمر بها السوق المصرفية حالياً.
واعتبرها امراً طبيعياً يمثل تفاعلاً لقوي العرض والطلب التي لا يستطيع احد ان يوقفها، بل ان لها جانباً ايجابياً ، يتمثل في خلق صفوف ثانية من القيادات المصرفية مع انتقالات الكوادر العليا.
ولفت رامز إلي ان مستوي الاجور في القطاع المصرفي كان اقل من قيمته الحقيقية (Under Valued ) وان ما يجري يمثل تصحيحاً او تعديلاً يرتبط بطبيعة المرحلة وشبه ما يحدث بما تم من قبل في قطاع بنوك الاستثمار وشركات السمسرة في الاوراق المالية التي اتجهت مع مرحلة الركود في اواخر التسعينيات واوائل القرن الحالي الي خفض أعداد موظفيها وتقليص رواتبهم، الا انها عادت في العامين الأخيرين لتوظيف الكثيرين ورفع اجورهم مع حالة الازدهار التي شهدتها البورصة، حتي تراوحت مرتبات الاعضاء المنتدبين لشركات السمسرة ما بين 100 و 150 الف جنيه شهرياً.
ورأي رامز ان السوق قادرة علي ان تضبط نفسها مرة اخري لتصل الي مرحلة التوازن، الا انه في المقابل اكد علي ضرورة تفعيل ميثاق للشرف بين قيادات البنوك فيما يتعلق بعمليات انتقال الموظفين، مشيراً إلي أنه يجب علي العضو المنتدب الذي يرغب في استهداف موظف بعينه ان يستأذن اولاً العضو المنتدب التابع له ، وان يحصل علي موافقته قبل التقدم بعرض للموظف.
وعلاوة علي دخول كيانات مصرفية جديدة مؤخراً الي السوق، يري شريف سامي العضو المنتدب لشركة سكيل لينك التي تعمل في مجال التوظيف واصطياد الرؤوس، ان الاقبال الكبير من جانب البنوك الخليجية في الخارج علي استقطاب الكوادر المصرية من اهم اسباب ارتفاع مستويات الاجور والرواتب ومن أبرز هذه البنوك المشرق والبنك الوطني المتحد والبنوك السعودية بصفة عامة، اما اكثر البنوك شراسة في خطف الكوادر في السوق المحلية فيتقدمها باركليز وبلوم وعودة .
وقدر سامي ان اجور المصرفيين قد زادت بنحو %80 علي الاقل مقارنة مع مستوياتها قبل عامين، حتي صار مرتب الموظف حديث التخرج يصل الي 2000 جنيه علي الاقل.
وتوقع سامي استمرار ارتفاع الاجور وزيادة ظاهرة خطف الرؤوس مع اتجاه العديد من البنوك الي انشاء شركات تابعة لها تعمل في مجال التجزئة المصرفية مثلما فعل سيتي بنك قبل عدة سنوات ومن بين هذه البنوك إتش اس بي سي كما ستزداد ايضاً مع توسع البنوك بصفة عامة في انشاء فروع جديدة، كالبنك التجاري الدولي والبنك العربي الذي اعتبره سامي من اقل البنوك عرضة لخطف كوادره نظراً لأن مستوي الاجور به يعد الأعلي تقريباً في السوق المحلية.