تشير التقديرات حاليًا إلى أن مشغلي شبكات الهاتف المحمول في آسيا يوفرون تغطية تأمينية لأكثر من 40 مليون فرد، حيث يتميز التسويق والتوزيع عبر الأجهزة المحمولة بانخفاض التكلفة،وأنه أكثر فاعلية من التسويق المباشر وجهًا لوجه، خاصة بالنسبة للعملاء الأصغر سنًا الذين اعتادوا على إدارة معظم جوانب حياتهم من خلال هواتفهم المحمولة.
وأشار الاتحاد المصري للتأمين من خلال نشرته الأسبوعية إلي أن السنوات العديدة الماضية قد شهدت بروز منصات الهاتف المحمول كقناة التوزيع المفضلة في الاقتصادات النامية، ففي منتصف عام 2015 تجاوز الهاتف المحمول في آسيا جميع الأجهزة الأخرى (الأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب المحمولة وأجهزة الحاسوب المكتبية)،باعتباره الجهاز المفضل للوصول إلى الإنترنت، كما نمت حصته منذ ذلك الحين،واعتبارًا من مايو 2018، أصبح الهاتف المحمول يمثل أكثر من ثلثي وسائل الوصول إلى الإنترنت في آسيا.
ويتم توزيع نسبة متزايدة من التأمين متناهي الصغر في آسيا عبر مشغلي شبكات الهاتف المحمول (MNOs)، ومن خلال هذه المنصات المتنقلة يتم البحث عن العملاء،وبيع المنتجات وتحصيل الأقساط وتقديم المطالبات ودفعها.
وبيّن أن الاهتمام الحالي بالتأمين متناهي الصغر يمثل تغييرًا جوهريًا عن الاعتقاد الذي كان سائدًا في وقت سابق من هذا العقد بأن هناك العديد من التحديات تواجه انتشاره، فقد اعتبرت معظم شركات التأمين أن منتجات التأمين متناهي الصغر مكلفة للغاية، وأن عرض تلك المنتجات محفوف بالمخاطر،حيث أن تصميم منتجاته وتسويقها وإدارتها باهظ التكلفة، كما هو الحال مع المنتجات التقليدية.
وأوضح أن الاستثمارات الضخمة في التكنولوجيا المالية Fintech وتكنولوجيا التأمين InsurTech تعمل اليوم بنجاح على حل معضلة التأمين متناهي الصغر،مع تمكين شركات التأمين بشكل متزايد من التعامل معه كفرصة تجارية قابلة للتطبيق، حيث تعمل التقنيات والمنصات والمنهجيات الجديدة على تغيير طرق استهداف العملاء ذوي الدخل المنخفض والطبقة المتوسطة الناشئة في البلدان النامية، وأيضًا جمع المعلومات المتعلقة بهم، مما يتيح تطوير حلول خاصة يمكنها تلبية احتياجات العملاء ،مع التغلب على التحديات المتضمنة في تكلفة تصميم المنتجات وتوزيعها وتقديم الخدمات الخاصة بها وإدارة المطالبات الخاصة.