ينتظر ان تشهد الاشهر القليلة القادمة سباقا محموما بين كل من مجموعة امريكانا الاستثمارية وصندوق الشرق الاوسط لاعادة الهيكلة.. وذلك للاستحواذ علي شركات الصناعات الغذائية العاملة في .
وكان البنك التجاري الدولي قد اسس صندوق الشرق الاوسط في سبتمبر 2005، بهدف الاستثمار في اعادة هيكلة الشركات المتعثرة واسند ادارته الي شركة هيكلة التابعة للبنك، في حين تعد امريكانا احدي شركات مجموعة الخرافي الكويتية الضخمة، والتي تمتلك استثمارات هائلة في الصناعات الغذائية بعدة دول بالمنطقة.
وتسيطر امريكانا حاليا علي 7 شركات في السوق المحلية هي فارم فريتس وجرين لاند وكوكي وامريكانا للمعلبات وسينيوريتا وهاينز والشركة المصرية للنشا والجلوكوز.. في حين نجح الشرق الاوسط بعد حوالي عام فقط من بدء نشاطه في الاستحواذ علي شركتي «انجوي» و«هاني ويل».
ومن جهته قال هشام عبدالفتاح العضو المنتدب لهيكلة انه لا يعتبر الصندوق منافسا لامريكانا فرأسماله حاليا يبلغ 347 مليون جنيه تم استهلاك اكثر من %50 منها في الاستحواذ علي الشركتين وضخ استثمارات جديدة بهما بلغت نحو 100 مليون جنيه.
عبد الفتاح: استراتيجية الشرق الأوسط تستند إلى الحق فى الإدارة
واوضح عبدالفتاح ان استراتيجية الشرق الاوسط تعتمد علي الاستحواذ علي حصص حاكمة – او غير حاكمة بشرط الاستحواذ علي حق الادارة والاعتراض علي القرارات الاستراتيجية – في شركات متعثرة واعادة تدويرها من خلال ضخ استثمارات وخبرات مالية وادارية وفنية ثم التخارج منها.
واكد ان الصندوق يركز علي قطاع المنتجات الاستهلاكية سريعة الحركة وبصفة خاصة في قطاع الاغذية والمشروبات.
واعتبر عبدالفتاح «امريكانا» احد العملاء المحتملين له في حالات تخارجه عن الشركات المستثمر بها بعد اعادة هيكلتها وهي المهمة التي يري عبدالفتاح شركته قادرة عليها بنجاح.
علي الجانب الاخر شكك معتز الالفي ممثل مجموعة الخرافي في مصر في قدرة «هيكلة» علي اعادة هيكلة الشركات المستثمر بها وذلك بالمقارنة مع «امريكانا» التي تمتلك خبرات كبيرة في القطاع واسواقا تتيح لها تنمية الشركات المستحوذ عليها بدرجة لا قبل للصندوق بها.
واوضح الالفي ان العدد الكبير من الشركات التابع للمجموعة – البالغ 26 شركة في الاسواق المختلفة – يوفر لها مزايا هائلة في التفاوض والحصول علي افضل الشروط والاسعار فيما يتعلق بالمواد الاولية والخامات بل وحتي الاعلانات والدعاية في وسائل الاعلام المختلفة وهو حجم لا يمكن مقارنته علي الاطلاق بالحجم الصغير للصندوق.
وضرب الالفي مثالا علي ذلك بشركة محلية استحوذت عليها مجموعته مؤخرا، وقامت برفع مبيعاتها من 250 مليون الي 500 مليون جنيه في عام واحد، نتيجة لتوجيه انتاجها للتصدير الي الاسواق الخليجية وبصفة خاصة السوق السعودية التي تمتلك فيها المجموعة شبكة توزيعية ضخمة تضم اسطولا من 250 سيارة.
وقال الالفي ان الادارة الكفء تحتاج الي كوادر جيدة ذات تكلفة مرتفعة لا تقدر شركة أو شركتين فقط علي مجاراتها، وعلي سبيل المثال فإن الراتب الشهري لمدير التسويق ذي الكفاءة العالية لا يقل عن 200 الف دولار، وهي تكلفة يمكن تحملها في الحجم الكبير بتوزيعها علي الشركات التابعة.
«هيكلة» تتفاوض حاليا علي شراء ثلاث شركات
وفي الوقت الذي اكد فيه هشام عبدالفتاح ان «هيكلة» تتفاوض حاليا علي شراء ثلاث شركات من بينها شركتان في قطاع الاغذية والمشروبات، كشف الالفي عن أن امريكانا بصدد انهاء الاستحواذ علي احدي شركات الصناعات الغذائية في صفقة تصل قيمتها الي 1,5 مليار جنيه.
ولم يستبعد عبدالفتاح ان يلجأ في الفترة القادمة الي زيادة حجم الاموال القابلة للاستثمار لديه سواء من خلال زيادة رأسمال «الشرق الأوسط» او تأسيس صندوق جديد، وذلك بهدف زيادة عدد الشركات المستثمر فيها وبصفة خاصة في قطاع الاغذية والمشروبات، حتي يمكن تشكيل محفظة ضخمة من الاستثمارات التي يمكن تعظيم العائد عليها باستغلال الوفر الذي تتيحه اقتصاديات الحجم.