في ربيع 2022 عصفت إنفلونزا الطيور بملايين الدجاج في مزراع النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ورغم أن الجائحة كانت قاسية إلا أنها بقيت في حدود الاحتمال كونها مرتبطة بالموسم المعتاد لهجرة الطيور البرية.
ما حدث بعد ذلك، كان مخيفا ومدهشا، إذ استمرت العدوى دون أن تتأثر بحرارة الصيف أو برد الشتاء، كما اخترقت مناطق أخرى كانت عادة معروفة بأنها ملاذات آمنة من التفشي.
وفقا لرويترز، اخترقت العدوى أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا ومناطق في آسيا وأفريقيا.
ليس هذا فقط، فبالإضافة إلى تمدد موسم العدوى إلى أشهر العام كاملة، وبجانب غزو مناطق جديدة في العالم، أضحى الفيروس ينتقل مع أنواع غير معتادة من الطيور البرية.
ويضاف كل ما سبق إلى أن طبيعة فيروس أنفلونزا الطيور نفسها تحولت، وأصبحت أشد سرعة على التنقل بين الطيور، وأكثر قدرة على اختراق المزارع والفتك بقطعانها، حتى أشد المزارع تحصينا.
وفي ظل تلك التطورات، يخشى العالم من أن تصل أنفلونزا الطيور إلى البرازيل حيث الدولة الأكثر تصديرا للدجاج في العالم.
ففي العام الماضي، حققت البرازيل رقما قياسيا من صادرات الدجاج بنحو 4.8 مليون طن (9.7 مليار دولار)، وقد كانت آنذاك أحد المستفيدين من تفشي أنفلونزا الطيور في شمال الكرة الأرضية.
لكن الآن، أصبحت البرازيل ضمن المهددين بشكل جدي، إذ أكدت 9 دول في أمريكا الوسطى والجنوبية عن 75 حالة تفشي للمرض في الأشهر الأخيرة، وكان عليها بالفعل التضحية بـ 1.2 مليون طائر.
وقبل أسبوعين، أبلغت بوليفيا عن رصد العدوى، ما أثار ضجة في جارتها اللصيقة البرازيل، حيث يعني هذا أن الفيروس قد عبر جبال الأنديز، والتي تعتبر حاجزًا طبيعيًا.
وفي الأثناء، سجلت أسعار البيض أرقامًا قياسية بعد أن قضى المرض على عشرات الملايين من الدجاج، مما جعل مصدرًا رئيسيًا للبروتين الرخيص بعيدًا عن متناول بعض أفقر دول العالم.