يبدو أن الارتفاع السريع والقوي لأسهم الشركات الصينية المرتبطة بتطبيق “تشات جي بي تي” أوشك على التلاشي إذ تحذّر شركات التكنولوجيا من أنها ليست قريبة من تحقيق أرباح في هذا المجال، بحسب تقرير لوكالة بلومبرج.
تراجعت قيمة أسهم شركة “ديب غلنت تكنولوجي” ، ومقرها بكين، بما يصل إلى 10%، يوم الإثنين، بعد أن قالت الشركة إنها لا تملك القدرة على طرح منتجات مرتبطة بـ”تشات جي بي تي”.
ربما كان ذلك نذيراً لما سيحدث بعد أن قفزت أسهم شركات مثل “كامبريكون تكنولوجيز” ، و”كلاود ووك تكنولوجي” ، و”360 سيكيوريتي تكنولوجي انك” أكثر من 5% استمراراً لمكاسبها في الفترة الأخيرة.
“مسلسل صعود لا يدوم”
بدأ الحذر يترسخ تدريجياً تجاه الأسهم المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بعد أن اندفع المستثمرون للاستفادة مما يوصف بأنه تطور فاصل في صناعة التكنولوجيا. ويحذّر بعض مراقبي السوق من أن الضجة الحالية غير مدعومة بالأساسيات الاقتصادية، ما استدعى المقارنة بين مسلسل الصعود والهوس بتقنية “بلوكتشين” الذي تلاشى بعد موجة من المكاسب القوية.
يقول فاي-سيرن لينغ، العضو المنتدب في بنك “يونيون بانكير برايفي”: “في معظم الحالات، لا تتضح الفوائد المالية فوراً… باستثناء الشركات التي تتمتع بأقوى القدرات الفنية، فإن معظم البقية على الأرجح هي مجرد شركات راكبة للموجة، ولا تدوم عادة مسلسلات الصعود تلك القائمة على الضجة”.
شكوك لدى الشركات
ليست “ديب غلنت تكنولوجي” الشركة الوحيدة التي تنحو لتقليص التوقعات المتعلقة بـ”تشات جي بي تي” إذ قالت شركة “360 سيكيوريتي تكنولوجي إنك”، يوم الجمعة، إن هناك “عدم يقين كبير” بشأن موعد إصدار وإنتاج هذه الخدمات، وذلك بعد ثلاثة أيام من تسجيل أسهمها أكبر ارتفاع يومي منذ نوفمبر 2020.
بدورها أوضحت “كلاود ووك تكنولوجي” -مطورة تكنولوجيا التعرف على الوجوه- أنها لم تحقق أي عائد من منتجات “تشات جي بي تي”، وأنها لم تشارك في أي تعاون مع شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI).
تقول كريستينا وون، مديرة الاستثمار في الأسهم الآسيوية في شركة “ابردن بي ال سي”: “يبدو أن عنصر المضاربة كان موجوداً في مسلسل الارتفاع الأخير… سيكون من المهم مراقبة كيف يمكن للشركات أن تستفيد من ذلك المنتج (تشات جي بي تي) لتحسين المستويات الإجمالية لولاء العملاء لأنظمتها أو إضافة قيمة إلى منتجاتها، وفي النهاية، كيف يمكن تحقيق الدخل منه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”.
حماسة بين المستثمرين
لدى مستثمري الأسهم داخل الصين، لا سيما مستثمرو التجزئة، سجل حافل بالقفز على أحدث الاتجاهات حتى قبل أن تطرح الشركات منتجات قابلة للتسويق. إلى جانب الهوس الذي أحاط بـ”بلوكتشين”، اشترى المتداولون أيضاً بكميات كبيرة الأسهم المرتبطة بالبدائل النباتية للحوم منذ أكثر من ثلاث سنوات رغم حقيقة أن السوق بالكاد كانت موجودة في الصين.
حتى التحذيرات من المنظمين فشلت في إخماد الحماس المحيط بالأسهم المرتبطة بـ”تشات جي بي تي”. وخضعت ثلاث شركات على الأقل لاستفساراتٍ من البورصات المحلية بعد أن ارتفعت أسهمها بأكثر من 30% خلال ثلاث جلسات متتالية الأسبوع الماضي. بينما حذرت صحيفة صينية المستثمرين في تعليق نشرته على صفحتها الأولى من الانضمام بشكل أعمى إلى مسلسل الصعود المدفوع بالمضاربة.
قالت “جيفريز فايننشال غروب”، في مذكرة، إن عدداً كبيراً من اللاعبين الصينيين سيلاحقون التكنولوجيا المرتبطة بـ”تشات جي بي تي”، لكن السوق ربما لم تأخذ في الحسبان العقبات المحتملة مثل أن “دقة المعلومات تمثل تحدياً كبيراً، ونموذج التسعير غير واضح، وتكلفة التعلّم مرتفعة”.