قالت نشرة الاتحاد المصري للتأمين إن تجارب صناعة السيارة ذاتية القيادة ترجع إلى أكثر من 50 عامًا، حيث ظهرت أول مركبة من ذلك النوع في 1984 وكانت من صناعة مختبر “نافلاب” التابع لجامعة كارنيغي ميلون.
وتعد السيارات ذاتية القيادة قادرة على استشعار البيئة المحيطة بها بشكل شبه كامل، عبر مجموعة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تحدد سرعة السيارة ومدى انحرافها والوقت المناسب لاستخدام المكابح المستقلة في حالات الطوارئ autonomous emergency braking (AEB)، والقدرة على التنقل دون تدخل من السائق، وتعرف باسم السيارة الآلية autonomous cars or robotic cars دون مساعدة بشرية.
وأوضحت نشرة «الاتحاد المصري» أن البحث والتطوير في السيارات ذاتية القيادة قد استمر على مدى الأعوام المتعاقبة، لتدخل 35 شركة عالمية في مجال تصنيع هذه المركبات، مثل جنرال موتورز، وتويوتا، وإنتل، وأودي، وبي إم دبليو، وتسلا Tesla.
وأضافت نشرة «الاتحاد» أن عمالقة التكنولوجيا غير المختصة بالمركبات قد اتجهت لصناعة السيارات ذاتية القيادة، مثل Google وApple التي حاولت السعي لإحداث ثورة في مواصفات السيارة، بتحقيق أكبر قدر من الاستفادة منها.
وبيّنت النشرة أنه على الرغم من إثارة السيارات ذاتية القيادة اهتمامًا كبيرًا بين المهتمين بالمركبات، إلا أنها أثارت أيضًا فكرة بين المهتمين حول تأثير هذه المركبات على تكاليف أقساط التأمين على السيارات.
وكشفت النشرة أن السيارات ذاتية القيادة غدت تقترب أكثر فأكثر من الواقع، حتى أصبحت بعض الشركات مثل Tesla وVolkswagen تقيم اختباراتها على الطرق في أمريكا، حيث دخلت شركة سيارات «فينيكس» بولاية أريزونا في شراكة مع خدمة مشاركة الرحلات مثل أوبر مزودة بسيارات قادرة على التقاط العملاء وإنزالهم إلى حيث يحتاجون دون سائق بشري.
وثمنّت النشرة دور التطـور المسـتمر في وسائل النقل في تغيير أنماط الحياة، الراجع إلى ارتفاع مستوى الابتكار التقني والتطور الاجتماعي والاقتصادي، مما دفع المتخصصين إلى النظر في كيفية تحقيق مزيد من التقدم في وسائل النقل، الذي جعل فكرة السيارات ذاتية القيادة حقيقة واقعة بعد أن كانت خيالًا علميًا.
واستعرضت النشرة أن السيارات ذاتية القيادة تعمل بمزيج بين 3 أنظمة بشكل متناغم يجعلها قادرة على اتخاذ القرارات الصحيحة أثناء القيادة، حيث تتألف من المستشعرات الخاصة من عدة أجزاء، مثل الرادار، والكاميرا، والحساسات، والموجات فوق الصوتية، التي تقوم برصد محيط السيارة وتحذير السائق من الاصطدام عند اقتراب أي جسم من هيكل السيارة..
وفسرت النشرة أن السيارات ذاتية القيادة يجب أن تكون متصلة بشبكة الإنترنت، لاعتمادها على تقنية الحوسبة السحابية (cloud computing)التي تعمل على تزويد حاسوب المركبة ببيانات المرور والحالة الجوية وغيرها من التفاصيل التي تساعدها على تحليل البيانات واتخاذ القرار المناسب. وذكرت النشرة أن جميع البيانات التي ترصد الظروف التي تحيط السيارات ذاتية القيادة يتم تحليلها عبر البرمجيات المبنية على القواعد الرياضية، ويتم على أساسها اتخاذ القرار إما بالانعطاف نحو اليمين أو اليسار أو تخفيف السرعة حسب قرب الأجسام من السيارة، وتعد هذه العملية هي الأهم والأخطر في جميع أنظمة القيادة الذاتية، لأن إي قرار خاطئ يتم اتخاذه ستكون له عواقبه وخيمة.