أفصح خبراء بنك “سيتي جروب” عن توصية تعكس تفضيلهم الأسهم في أوروبا على نظيرتها الأمريكية، بحسب وكالة بلومبرج.
تعكس أسعار الأسهم في أوروبا التراجع المتوقع في أرباح الشركات خلال الفترة المقبلة بشكل أفضل من نظيرتها الأميركية مرتفعة السعر، وفقاً لخبراء “سيتي جروب” الاستراتيجيين.
أوصى فريق الخبراء، بقيادة روبرت باكلاند، بزيادة الوزن النسبي للأسهم الأوروبية في المحافظ، وقالوا في تقرير، أمس الجمعة، إن التقييمات الحالية تعكس توقعات تراجع الأرباح بنسبة 15% بالفعل. وفي المقابل أوصى الفريق بخفض الأوزان النسبية للأسهم الأميركية لأن أسعارها ما تزال تعكس تفاؤلاً كبيراً بتوقعات الأرباح.
تزيد توصية البنك العالمي من التفاؤل المتزايد تجاه الأسهم الأوروبية، التي سجّلت أفضل أداء فصلي على الإطلاق في الربع الرابع مقارنةً بنظيرتها الأميركية عقب سنوات من التراجع.
تفضيل الأسهم في أوروبا
نظراً للركود الذي يلوح بالأفق حالياً أيضاً في الولايات المتحدة، يدير المستثمرون ظهورهم لأسهم كبرى الشركات الأميركية باهظة السعر، ويركزون أكثر على نظيرتها الأوروبية الرخيصة.
يُتداول مؤشر “ستوكس 600” بمكرر ربحية قدره 12.2 مرة بحساب الأرباح المتوقعة، مقارنةً بتداول مؤشر “ستاندرد آند بورز 50” عند 16.6 مرة.
كتب استراتيجيو “سيتي جروب” في مذكرة بحثية أن الولايات المتحدة “تقترب من الركود.
ونتوقع أن يكون النمو أضعف بالنصف الأول، ومن ثَم يزداد قوة في النصف الثاني”. كما توقعوا أن ينهي مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” العام الحالي عند 4000 نقطة مرتفعاً 5% مقارنة المستويات الحالية، وفي المقابل يُتوقع ارتفاع مؤشر “ستوكس 600” بنسبة 8% ليصل بذلك إلى 475 نقطة.
أسبوع حاسم
كتب باكلاند أن الخبراء الاستراتيجيين يتوقعون انخفاض أرباح الشركات عالمياً بنسبة تتراوح بين 5% – 10% هذا العام، عكس توقعات المحللين الحالية بتحقيق نمو يناهز 3%.
كشف مؤشر “سيتي” أن المحللين بدؤوا بالفعل في تعديل توقعاتهم بزيادة عدد توصيات البيع مقابل الشراء، وذلك لكل من الأسهم في أوروبا والولايات المتحدة.
مع افتتاح كبرى البنوك الأميركية ومن بينها “جيه بي مورجان” و”بنك أوف أمريكا” موسم الإعلان عن الأرباح خلال الأسبوع المقبل، يستطيع المستثمرون تقييم تأثير ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم الحاد وتباطؤ الطلب على أرباح الشركات.
ذروة أسعار الفائدة
يتوقع باكلاند وفريقه وصول أسعار الفائدة لأعلى مستوياتها بالنصف الأول من 2023، واحتمال بدء تخفيضها في وقت لاحق من هذا العام. وكتبوا: “بلوغ الفائدة ذروتها يحد من ضرر ارتفاع التقييمات في أسواق الأسهم”.
بالإضافة إلى ذلك، فقائمة توصيات “سيتي” التي تميل لتوقع هبوط السوق العالمية وتضع في اعتبارها عوامل مثل علاوة مخاطر الأسهم، وتدفقات الأموال، ومعدل نمو الإنفاق الرأسمالي، تكشف عن 6.5 من أصل 18 مؤشراً تحذيرياً محتملاً، كما توصي بالشراء في حالة التراجع وعدم مطاردة الارتفاعات، حسبما قال باكلاند.
بشكل منفصل، عزز فريق الخبراء الاستراتيجيين لدى “جولدمان ساكس” بقيادة شارون بيل المستوى المستهدف لأجل 12 شهراً لمؤشر “ستوكس 600” إلى 465 نقطة، لترتفع بذلك 5.8% مقارنةً بإغلاق الخميس. فيما قال أقرانهم في “سوسيتيه جنرال”، ومن بينهم رولاند كالويان، إن الأسهم الأوروبية ورغم ما يبدو من ارتفاع أسعارها مقارنةً بالسندات، لكنها ستجذب المشترين إذا اقترب المؤشر الأوروبي من 400 نقطة.