قالت أماني الماحي؛ رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين، إن الطيران أصبح أكثر أمانًا، لكن حوادث الطيران ومخاطره تتزايد، لذا فإن السلامة في قطاع الطيران لها أهمية حاسمة، ولا يكون ذلك إلا من خلال تأمين الطيران إذ إن رقمًا قياسيًا من الركاب يستخدم تلك الوسيلة من التنقل، وتشير الإحصاءات إلى أن الطيران لم يكن أبدًا الأكثر أمانًا بين 1959 و2017، حيث سجلت 29298 حالة وفاة بتلك الفترة، بينما بين عامي 2008 و2017 كان هناك 2199 حالة وفاة.
وأكدت على أن أنظمة وثقافات السلامة بقطاع الطيران عالميًا قد تحسنت بشكل كبير، إثر سياسات تأمين الطيران وذلك بتصميم عدد من التطبيقات التي كان لها تأثير كبير على خفض معدلات الحوادث، بما في ذلك تحسينات الديناميكية الهوائية وهيكل وجسم الطائرة، ومعايير التصميم الآمنة، فضلًا على تحسينات أجهزة قمرة القيادة، وفي الوقت نفسه، كانت هناك طفرة كبيرة في عملية تصنيع الطائرات.
وأضافت أن بتحليل أكثر من 50000 مطالبة من تأمين الطيران ظهرت خسائر أكثر من 14.8 مليار يورو (16.3 مليار دولار) على مدى السنوات الخمس الماضية تصادمًا وتحطمًا، ومن ثم فإن الحوادث تمثل أكثر من نصف قيمة جميع المطالبات بنسبة 57٪ وهو ما يعادل 9.3 مليار دولار، بينما أكثر من ربع العدد بنسبة 27٪ كان لفقدان السيطرة أثناء الرحلة، حيث إنه السبب الأكثر شيوعًا للحوادث الجسيمة.
وأوضحت أن تأمين الطيران يشهد مستوى أعلى من مطالبات الأضرار بالأجسام الغريبة، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 14600 تصادم مع الحياة البرية في عام 2018، وفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، مشيرة إلى أن ضربات الطيور مساهم بارز في مطالبات تأمين الطيران التي نتج عنها ما يزيد عن 364 مليون دولار للتعويضات في السنوات الخمس الماضية، حيث تلقت شركات التأمين أكثر من 1000 مطالبة، بمتوسط تكلفة للمطالبة الواحدة 360 ألف دولار تقريبًا.
وبيّنت أن اصطدام الطيور بالطائرة ودخولها بمحركاتها يمكن أن تكلف الحادثة الواحدة ما يصل إلى 16 مليون دولار، تحدث معظمها عندما تصطدم الطيور بالزجاج الأمامي أو تطير في المحركات، كاشفة عن بلوغ الخسائر الاقتصادية من ضربات الطيور للطيران إلى 400 مليون دولار في السنة بالولايات المتحدة، فضلًا على 1.2 مليار دولار في جميع أنحاء العالم.
وأظهرت أن تأمين الطيران هو تغطية تأمينية موجهة خصيصًا لتشغيل الطائرات والمخاطر التي ينطوي عليها، وتختلف سياسات ذلك النوع بشكل واضح عن مجالات النقل الأخرى.
وذكرت أن تأمين الطيران هو أحدث أنواع التأمين ظهورًا في السنوات الأولى من القرن العشرين، حيث تمت كتابة أول بوليصة تأمين على الطيران من قبل شركة لويدز لندن في عام 1911، وفي عام 1929 تم التوقيع على اتفاقية وارسو، لوضع الشروط والأحكام وقيود المسئولية عن النقل الجوي، ثم أنشأ لاحقًا في عام 1934 الاتحاد الدولي لشركات التأمين على الطيران، المكون من 8 شركات ومجموعات تأمين طيران أوروبية.
روافد تأمين الطيران
وأشارت إلى أن تأمين المسئولية العامة يغطي مسئولية الطرف الثالث، حيث مسئولية مالكي الطائرات عن الأضرار التي تلحقها طائراتهم بممتلكات الطرف الثالث، مثل المنازل والسيارات والمحاصيل ومرافق المطار والطائرات الأخرى، وتقوم شركات التأمين بتعويض الضحايا عن خسائرهم، وإذا تعذر الوصول إلى تسوية؛ يتم رفع القضية إلى المحكمة لتقرير المسئولية ومقدار الأضرار، ما جعل تأمين المسئولية العامة إلزاميًا في معظم البلدان ويتم شراؤه عادةً بمبالغ إجمالية محددة لكل حادث.
ولفتت إلى أن تأمين مسئولية الركاب يحمي مسئولية الركاب على متن الطائرة التي تتعرض لحادث، وأصيبوا أو قتلوا، هذه التغطية إلزامية في العديد من البلدان فقط للطائرات التجارية أو الكبيرة، وغالبًا ما تُباع التغطية على أساس «كل مقعد»، مع حد معين بالطائرة.
وفسّرت أن تغطية (CSL) تجمع بين «المسئولية العامة» و«الركاب» في تغطية واحدة، بحد إجمالي واحد لكل حادث، ويوفر هذا النوع من التغطية مزيدًا من المرونة في دفع مطالبات المسئولية، خاصةً في حالة إصابة الركاب وإلحاق ضرر ضئيل بممتلكات الطرف الثالث على الأرض.
واستطردت أن تأمين جسم الطائرة ضد المخاطر الأرضية في حال عدم الحركة يوفر تغطية للطائرة المؤمن عليها ضد التلف عندما تكون على الأرض وليست متحركة، مما يحقق الحماية للطائرة حال حدوث الحريق أو السرقة أو التخريب أو الفيضانات أو الانهيارات الطينية أو الرياح أو عواصف البرد أو انهيار Hangar الطائرات أو المركبات غير المؤمنة أو الطائرات التي قد تصطدم الطائرة.
وفصّلت أن التأمين على جسم Hull الطائرة ضد المخاطر الأرضية في حالة الحركة يشبه تغطية التأمين على المخاطر الأرضية غير المتحركة، ولكنها توفر تغطية أثناء تجول الطائرة، وليس أثناء الإقلاع أو الهبوط، فتتوقف التغطية في بداية لفة الإقلاع ولا تصبح سارية إلا بعد أن تنتهي الطائرة من هبوطها اللاحق، وتم تعطيل ذلك النوع من التأمين من قبل عديد من الشركات، بسبب الخلافات بينهم وبين مالكي الطائرات حول ما إذا كانت الطائرة موضوع الحادث تتجول أو تحاول الإقلاع.
وقررت أن تأمين متن الطائرة يمنحها تغطية أثناء الرحلة من التلف خلال جميع مراحل الرحلة والعمليات الأرضية، بما في ذلك أثناء وقوفها أو تخزينها، وبطبيعة الحال، فهي أكثر كلفة من التغطية غير المتحركة، لأن معظم الطائرات تتضرر أثناء الحركة.
تأثير كوفيد-19 على تأمين الطيران
وأردفت أنه خلال فترة الوباء، تلقت صناعة التأمين ضربة كبيرة، كان على إثرها عمليات تسريح للعاملين، ورحلات ملغاة، وطائرات على الأرض، بسبب انقطاع الأعمال الكبير، ولكن تأمين الطيران قد تحمل عبئًا كبيرًا، حيث يمكن لشركات الطيران الحصول على ائتمان من أقساطها مقابل خسارة الأرباح إذا تم وضع الطائرات ولم تُستخدم.
والجراف التالي يوضح تعويضات صناعة الطيران عالميًا من 2016 حتى 2021 وفقًا لنوع الحادث: