باستخدام آلية «Accelerating Book Building » نجح بنك الاستثمار المصرى «سى آى كابيتال» فى بيع %2.6 من أسهم ، مملوكة لشركة اكتيس الإنجليزية للاستثمار المباشر، وذلك فى يومين فقط فى صفقة بلغ إجماليها نحو119 مليون دولار، دخلت فعلياً خزائن البنك المركزى أمس.
ومن المعروف أن آلية «Accelerating Book Building »، تلجأ اليها بنوك الاستثمار، لبيع حصص أقلية بالشركات لا يمكن أن تجتذب المستثمرين الرئيسيين، الذين يسعون للاستحواذ على حصص حاكمة. وتقوم على الاتصال المباشر بمستثمرين ماليين للاكتتاب فى الحصة المعروضة، مع وضع نطاق سعرى معين للسهم، وحد أدنى للقيمة المسموح لكل مستثمر بالاكتتاب بها.
ووفقا لحازم بدران، نائب الرئيس التنفيذى لـ«سى آى كابيتال»، مستشار «اكتيس» لتنفيذ الصفقة، فإن مجموعته بدأت الترويج لها والاتصال بالمؤسسات المالية المختلفة، يوم الخميس الماضى، وقامت فى اليوم نفسه بفتح باب تلقى اوامر الشراء، وحددت يوم الاحد الماضى كآخر موعد لتلقيها، ثم نفذت الصفقة بالبورصة المصرية أمس الاول الاثنين.
35.5 جنيه سعر السهم
وشملت الصفقة بيع 23 مليون سهم بسعر 35.5 جنيه للسهم بإجمالى نحو 816 مليون جنيه أى ما يعادل حوالى 119 مليون دولار بسعر التحويل للبنك المركزى، دخلت باكملها أمس لخزائنه بعد 24 ساعة من التنفيذ بالبورصة.
وضمت مجموعة المشترين، 9 مؤسسات استثمار عربية وأجنبية، وتوزعت قيمة الصفقة جغرافياً، بواقع نحو %60 من الخليج، و%25 من أمريكا، و%15 لأوروبا.
ويرى بدران أن البورصة المصرية اصبحت الآن جاذبة للمؤسسات المالية الأجنبية، فالسوق ارتفعت بنسبة تصل لنحو %50 خلال 3 شهور تقريباً قبل بدء ما شهدته من تقلبات اعتبارا من 26 مارس الماضى، وقاد هذا الارتفاع الكبير الافراد الذين يشكلون ما يقرب من %80 من التعاملات..واعتبر بدران موجة جنى الارباح التى شهدتها السوق فى الايام الماضية، بمثابة فرصة سانحة للمؤسسات لاقتناص الأسهم فى شركات معينة باسعار مغرية.
وتابع: كما أن قيام البنك المركزى بإنهاء أزمة استرداد اموال الاجانب المعلقة منذ ما قبل مارس 2013، يدعم بشدة اعادة المؤسسات الأجنبية للبورصة لاقتناص الفرص السانحة بها، وشدد بدران على أن انهاء «المركزى» للازمة، كان عنصراً أساسياً فى نجاح ترويج وتنفيذ صفقة أسهم «التجارى الدولى».
مجوعة اكتيس بمصر تدرس شراء حصتين بشركتين مصريتين
من جهته اكد حسام ابو موسى، العضو المنتدب لمجوعة اكتيس بمصر، ان بيع جزء من حصة شركته بالتجارى الدولي، لا يمثل تخارجا لمجموعته من السوق المصرية، بل جزءاً من سياستها فى التخارج من استثمارت معينة لتوزيع الارباح على المساهمين بصناديقها المختلفة.
وفى هذا الإطار كشف أبوموسى أن شركته تدرس حاليا الاستثمار فى شراء حصتين بشركتين مصريتين، بقيمة تتراوح بين 75و125 مليون دولار لكل صفقة، من خلال صندوق «اكتيس 4» التابع لها.
ورفض الافصاح عن اسمى الشركتين، غير انه اكد انهما لن تخرجا عن القطاعات الرئيسية الثلاثة التى تركز عليها مجموعته، وهى قطاعات الرعاية الصحية والمالية والاستهلاكية.. وتوقع أن يتم الانتهاء من تنفيذ صفقة واحدة على الأقل خلال عام 2014.
ومن المعروف أن صندوق «اكتيس3» التابع للمجموعة، كان قد اشترى نحو %9.1 من أسهم البنك التجارى الدولي، من مؤسسة ريبلوود الأمريكية فى عام 2009، بسعر 16.7 جنيه للسهم مع مراعاة تجزئة كل سهم لثلاثة أسهم خلال تلك الفترة، وبإضافة 3 جنيهات قيمة توزيعات نقدية للمساهمين «فى فترة احتفاظ أكتيس بالسهم»، يصل سعر البيع الحقيقي للسهم إلى 38٫5 جنيه.. بعائد يبلغ نحو %130 فى 5 سنوات تقريبا، ينخفض إلى %120 بإضافة مصروفات إدارية أخرى، وإلى %100 إذا ما تم وضع سعر صرف الدولار في الحسبان.. وتتبقى له حصة %6.5 تحتفظ بها من البنك.
وأكد ابو موسى أن صندوق «أكتيس 3» يضم أكثر من 100 مساهم من المؤسسات المالية الأجنبية الكبري، التي تدير أصولاً تتجاوز قيمتها تريليون دولار.. وبالتالى فإن تحقيقها لمثل هذا العائد في ظل هذه الظروف يعتبر رسالة مشجعة للغاية لأوساط الاستثمار العالمية للدخول إلى مصر.
وتحولت مجموعة «سى آى كابيتال» الى منافس قوى على مركز الصدارة فى مجال بنوك الاستثمار فى السوق المحلية منذ عام 2013.. وذلك فى أعقاب عملية اعادة هيكلة كاملة، شملت ضم العديد من الكوادر البارزة.
ونجح قطاع الاستشارات المالية بالمجموعة فى تنفيذ 6 صفقات خلال عام 2013، وتجاوزت ايراداته 30 مليون جنيه، ويبلغ حجم الاصول تحت ادارة المجموعة نحو 8 مليارات جنيه، واحتل نشاط السمسرة بها بشركتيه «التجارى الدولى للسمسرة، وديناميك» المركز الثاني بالبورصة العام الماضي بحصة 20% تقريباً من اجمالي تداولات البورصة المصرية.