من المقرر أن يشهد الاقتصاد الألماني انكماشاً حتى منتصف العام المقبل، في ظل معاناة الشركات والأسر من ارتفاع تكاليف الطاقة، قبل أن يبدأ في الانتعاش مجدداً، وفقاً للبنك المركزي الألماني.
وفي تحديث لتوقعاته الاقتصادية، رجح البنك المركزي الألماني تراجع الناتج الاقتصادي 0.5% في 2023. مشيراً إلى أن النمو الاقتصادي سيكون أضعف في 2024 مما كان متوقعاً في السابق، فيما قام بزيادة توقعاته للتضخم.
ويؤثر الغزو الروسي لأوكرانيا بشدة على اقتصاد ألمانيا، الأكبر في أوروبا، الذي يعاني قطاعه التصنيعي بشدة من ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز.
ويُتوقع أن يسهم سقف الأسعار الذي سيدخل حيز التنفيذ في مارس في تخفيف حدة هذا الضربة نسبياً.
ويتطلع رئيس البنك المركزي الألماني، يواكيم ناغل، بالفعل إلى فترة ما بعد الصيف.
الاقتصاد الألماني يتجه للانكماش
قال ناغل في بيان: “النشاط الاقتصادي سينكمش في بادئ الأمر، لكننا نتوقع انتعاشاً تدريجياً بدءاً من النصف الثاني من 2023”. أشار البنك المركزي الألماني إلى ضرورة الاستفادة من القدرة الإنتاجية بشكل طبيعي مرة أخرى في عام 2025، مضيفاً أن انعدام اليقين ما يزال محيطاً بالتوقعات بشكل استثنائي، في ظل استمرار تجاوز معدلات التضخم في ألمانيا، وكذلك منطقة اليورو، مستوى الـ2% حتى عام 2025، يجب أن يواصل البنك المركزي الأوروبي تشديد سياساته النقدية بقوة، بحسب ناغل.
تابع: “بالنظر إلى منطقة اليورو ككل، يجب ألا نتوانى في الجهود المتعلقة بسياستنا النقدية اللازمة لإعادة التضخم إلى هدف 2%”.
رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة أمس الخميس، ليصل سعر الفائدة على الإيداع إلى 2%. وأشارت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إلى أن العام المقبل سيشهد تتابع سلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة بنفس القدر. قرر صُناع السياسة النقدية أيضاً البدء في طرح بعض السندات التي بدأ في شرائها منذ 2015.