يواصل المتداولون تحقيق المكاسب أمام الدولار الأمريكي الضعيف، بشكل أكثر جرأة، حيث نجحوا في رفع عملة غانا المثقلة بالديون، لتسجل أفضل أداء بين عملات العالم مقابل الدولار الأميركي الأسبوع الماضي.
ارتفع “السيدي” وهو عملة غانا، بنسبة 9.6% خلال الأيام الخمسة الماضية، ليسجل أكبر ارتفاع بين نحو 150 عملة تتتبعها “بلومبرج”، في تحول لسعر صرف العملة التي فقدت نصف قيمتها هذا العام، واحتلت مرتبة متدنية على قوائم أسعار صرف العملات العالمية.
تأتي المكاسب رغم الوضع الذي تعاني منه سندات الدولة الأفريقية السيادية المقومة بالعملة المحلية، والذي وصفته وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني بأنه “يشبه التخلف عن السداد”، بينما استعد حاملو سنداتها المقومة بالدولار لتسجيل خسائر رأسمالية.
أفضل أداء أمام الدولار الأمريكي
يعود المستثمرون للرهان على بعض أخطر اتجاهات الأسواق الناشئة، ويراهنون على أن خطر التخلف عن سداد الديون يفتح الباب أمام عملية أكثر تنظيماً من إعادة الهيكلة، لتصبح مخاطر انخفاض قيمة الأصول أقل من المخاوف، خصوصاً في ظل تسجيل الدولار الأميركي أكبر انخفاض ربع سنوي منذ 2010، الأمر الذي يخفّض مخاطر العملة للباحثين عن العوائد.
على صعيد السيدي تحديداً، يُساهم تقدم مفاوضات غانا مع صندوق النقد الدولي وإصداراتها السابقة، في جذب الباحثين عن الصفقات.
قال تشارلز روبرتسون، كبير الاقتصاديين العالميين في “رينيسانس كابيتال” ومقرها لندن: “كانت العملة الأرخص في أفريقيا، وانخفضت الأسبوع الماضي بأكثر من 30% من مستوياتها التاريخية على مدى 25 عاماً. لذلك بعض الانتعاش عقب الانخفاض الهائل مؤخراً لا يُعد مفاجأة. كما إن البلاد تقترب من التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وهو ما يُمهد الطريق لدعم الاحتياطات الدولارية. وإذا حققت غانا فائضاً في الميزانية في العام المقبل، ستتراجع مخاطر طباعة النقود وضعف السيدي”.
ارتفع السيدي مقابل الدولار ليغلق الجمعة عند 12.9648 سيدي لكل دولار، ويسجل أعلى مستوى منذ أكتوبر الماضي. وعلى صعيد قائمة الأفضل أداءً خلال الأسبوع، جاء بعد السيدي كل من الدونغ الفيتنامي، والبيزو التشيلي، والكولون الكوستاريكي، واليوان الصيني، ليسجل مؤشر “إم إس سي آي لعملات الأسواق الناشئة” ارتفاعاً للأسبوع الثالث، فضلاً عن أفضل أداء ربع سنوي منذ 2020.
خفض التصنيف
خفّضت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني تصنيف سندات غانا المقومة بالعملة المحلية، ووصفت دعوة الحكومة رسمياً لحاملي السندات لتبادل السندات المقومة بالعملة المحلية بما يشبه التخلف عن السداد. ويأتي تصنيف “فيتش” عقب أيام من خفض وكالة “ستاندرد آند بورز رايتينغز” تصنيفها لسندات غانا المقومة بالعملة المحلية، لدرجة التخلف عن السداد.
قال سايمون كويغانو إيفانز، كبير الاقتصاديين في شركة “غيمكورب كابيتال مانجمينت” ومقرها لندن: “خفض التصنيف كان متوقعاً”، كما إن تفاؤل المتداولين بخصوص السيدي “يرجع إلى مزيج من تشدد البنك المركزي بشكل كبير نسبياً، والتقدم المُحرز على صعيد إعادة الهيكلة، وبعض الأخبار عن مراهنات على شراء العملة”,
تُفاوض غانا صندوق النقد الدولي بشأن برنامج بقيمة 3 مليارات دولار عقب استبعاد وصولها إلى أسواق الدين الدولية والتخلص من سنداتها المقومة بالدولار، التي تراجعت عوائدها إلى مستويات متدنية للغاية، حيث وصل انخفاض السيدي هذا الأسبوع إلى 53% منذ بداية العام.
أطلقت الحكومة برنامجاً لتبادل السندات المقومة بالعملة المحلية البالغة قيمتها 10.4 مليار دولار بسندات جديدة بفائدة أقل. وعلى صعيد السندات الخارجية، لم تُعلن الحكومة عن كيفية المضي قدماً بشأنها، بينما كشفت الشهر الماضي عن خيار بإمكانية خسارة نحو 30% من المدفوعات الأساسية المستحقة.