يعاني مشجعو الفرق المتأهلة في كأس العالم بقطر من تراجع قيمة عملات بلادهم أمام الريال القطري، بحسب تقرير لوكالة بلومبرج.
توقع المشجعون الذين سافروا إلى قطر أن تجربة كأس العالم لن تكون رخيصة، حيث جعلت قوة عملة الدولة الخليجية الرحلة مكلفة بشكل خاص على المسافرين من كوريا الجنوبية، واليابان، وإنجلترا.
ضغط كل شيء، من فواتير الفنادق إلى أسعار الكوكاكولا في الملعب، على السياح، الذين يتعاملون بالفعل في كثير من الحالات مع تضخم مرتفع في بلدانهم الأصلية.
صعود قيمة الريال القطري
يرتبط الريال القطري بالدولار الأميركي الذي تسببت قوته أيضاً في اضطراب الأسواق هذا العام.
ويُرجّح أن يسجل مؤشر لتقلبات العملات العالمية أعلى متوسط سنوي منذ 2016؛ ويرجع السبب في ذلك جزئياً إلى الزيادات الكبيرة التي يقرها مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة والحرب في أوكرانيا.
ارتفع الريال القطري قرابة 9% مقابل الوون الكوري هذا العام، الذي تضرر من ضعف الصادرات واضطرابات سوق الإسكان المحلية.
كما صعد 17% تقريباً مقابل الين، وسط تباعد سياسة اليابان النقدية عن نظيرتها في الولايات المتحدة. أيضاً ارتفع بنحو 10% مقابل الجنيه الإسترليني، وذلك على خلفية الأزمات السياسية التي شهدتها المملكة المتحدة هذا العام.
تجدر الإشارة إلى أن منتخبات اليابان، وكوريا الجنوبية، وإنجلترا تأهلت للدور الإقصائي (دور الـ16) من بطولة كأس العالم.
“كان التحضير لرحلة كأس العالم مرهقاً جسدياً ومالياً”، وفق قول تشونغ جونغتشان، مندوب مبيعات السلع الإلكترونية من كوريا الجنوبية، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي بدأ التحضير لرحلته قبل عام.
ويشرح تشونغ إلى أن التخطيط للحضور كان مرهقاً للغاية، حيث لم يتم إصدار التذاكر إلا شيئاً فشيئاً، وكان العديد من المشجعين غير راضين عن المقاعد المخصصة لهم.
شكوى من سوء المقاعد
وانتهى به الأمر إلى إعادة بيع تذاكره للحصول على مقاعد أفضل، رغم أن ذلك يعني ارتفاع رسوم التذاكر بسبب الدولار القوي ودفع عمولة بنسبة 5% لاستخدام منصة إعادة البيع الرسمية. ويقول: بحلول ذلك الوقت، كنت بالفعل مديناً بمليوني وون (1538 دولاراً) لبطاقتي الائتمانية.صدمة الأسعار في الملاعبتحظر قطر الكحول.
لكن يمكن للزوار شراء زجاجة “بدوايزر” في مناطق محددة بحوالي 50 ريالاً (13.60 دولاراً)، أي أغلى من سعرها في متجر صغير في كوريا الجنوبية بنحو 10 مرات.
بالنسبة للسياح اليابانيين الذين اعتادوا على بيئة التضخم المنخفض، فإن الأسعار في ملاعب كأس العالم تشكل صدمة خاصة.
سجل سعر صرف الين أدنى مستوى له في ثلاثة عقود مقابل الدولار في أكتوبر.”تكلّف زجاجة الماء الصغيرة نحو 400 ين (3 دولارات) في الملاعب، ونحو 600 ين للكوكاكولا- وهذا عبء كبير” وفقاً للزائر كازونوري تاكيشيما (40 سنة)، صاحب شركة عقارات في طوكيو.
كان تاكيشيما يتوقع أن يدفع ما بين 25 و30 يناً لكل ريال خلال رحلته، لكنه بدلاً من ذلك عليه دفع معدل 35-40 يناً للريال.
التخفيف من ارتفاع التكاليف
اتخذت قطر تدابير للتخفيف من ارتفاع التكاليف، وحظرت إعادة بيع التذاكر بطريقة غير رسمية كما أدارت تكاليف الإقامة عبر موقع إلكتروني رسمي.
كما أن المواصلات العامة وشرائح الاتصال بالإنترنت مجانية للزوار الذين يحملون بطاقة “هيا”، وهي بطاقة هوية مشجع لحاملي تذاكر كأس العالم.
ومع ذلك، لم تكن هذه الجهود كافية لتعويض أثر التضخم والدولار القوي.
وبحسب تشونغ “تقوم بعض الفنادق بتسوية المدفوعات قبل ستة أيام من تاريخ الإقامة، لذلك حتى إذا حجزت إقامتك قبل أشهر، فسيتعين عليك دفع تكلفة أكبر الآن بسبب ارتفاع أسعار الصرف”.
ولمنع ارتفاع تكلفة التذاكر بالجنيه الإسترليني، طلب أمينور راشد (40 سنة)، وهو موظف في هيئة الضرائب البريطانية من نيوتن لو ويلوز بالقرب من ليفربول، من صديقه المقيم في الدوحة شراءها نيابة عنه في يوليو.
في ذلك الوقت، انخفض الجنيه البريطاني 12% مقابل الريال.
أوضح راشد الذي كان يحضر كأس العالم لأول مرة: “كنت قلقاً لأن الجنيه الإسترليني انخفض بشدة مقابل الدولار.. لم أنفق أكثر من اللازم، فقد كنت محظوظاً لأنني مكثت مع صديق، بالإقامة هي التكلفة الرئيسية”.
من جهته قال إيم سونغ مين (29 سنة) إنه بينما كان محظوظاً، لأنه أجرى معظم حجوزاته قبل ارتفاع الدولار، ما يزال يخطط لجلب الطعام واللوازم إلى الملعب.
ويقول إيم الذي يعمل مندوب مبيعات دولي لإكسسوارات الهواتف المحمولة من كوريا الجنوبية: “في حال لم أتمكن من تحمل تكاليف شرائها في الملعب”.بالطبع، يعد تخفيف ضغوط التكلفة على المشجعين الأكثر إثارة خلال البطولة.
ويقول تشونغ: “لن أفوت ما يمكن أن يكون كأس العالم الأخيرة لنجوم كرة القدم سون هيونغ مين وليونيل ميسي