استطلعت «المال» آراء عدد من خبراء مجتمع ريادة الأعمال ورؤساء تنفيذيين للشركات الناشئة حول مستقبل هذه الكيانات خلال 2023 والتحديات المتوقع أن تواجهها، وسط أزمة اقتصادية عالمية حادة تدفع بالكيانات الكبرى للهبوط إلى حافة الهاوية مما يجعل بطبيعة الحال نظيراتها الناشئة فى مهب الريح.
وأجمع الفريق الأول أن العام المقبل سيشهد تصفية بين الشركات القائمة، فى الوقت ذاته ظهور أخرى تفوق قيمتها السوقية إلى مليار جنيه UNICORN.
بينما اتفق الفريق الآخر على أن الشهور القليلة المقبلة ستشهد ظهور أدوات استثمارية وكيانات تمويلية جديدة، علاوة على زيادة عمليات الاندماج والاستحواذات بين الشركات، ما يعزز من قدراتها التنافسية ويرفع فرص بقائها فى مواجهة الأزمات.
وقال محمد أبو خضرة، الرئيس التنفيذى لشركة «كاوباى» للمدفوعات الإلكترونية، أن 2023 سيكون عامل تصفية الشركات الناشئة فى مختلف القطاعات الاقتصادية – على حد تعبيره، معتبرا أن المرحلة القادمة ستكون الاصعب ولن تخلو من التحديات التى ستواجهها تلك الكيانات.
وأوضح «أبو خضرة» أن شعار المرحلة المقبلة هو «البقاء للأقوى» – على حد وصفه بحيث يجب على الجميع تجاوز كافة العقبات الاقتصادية والأزمات العالمية، مرجحا أن ترتفع القيمة السوقية للشركات الناشئة التى ستصمد فى نهاية المطاف مع ظهور أخرى مليارية (يونيكورن) نهاية العام المقبل.
وتوقع أن تشهد أول 9 أشهر من العام المقبل توقفا كاملا فى عدد من الشركات الناشئة عن مزاولة نشاطها وزيادة عدد عمليات الدمج، متابعًا أن يستمر بعض مؤسسوها فى ارتكاب نفس أخطاء 2022.
واستطرد قائلا: ستظهر على الساحة كيانات قادرة على المنافسة ومواجهة التحديات الاقتصادية، مؤكدا أن معايير نجاح الشركات تتضمن حسن إدارة العمليات والأمور المالية، وبناء نموذج أعمال قائم على مبدأ الربحية.
فى سياق متصل، رأى احمد حازم المدير التنفيذى لمسرعة الاعمال «فلك» أن العام القادم من المتوقع أن يشهد أنظمة تمويلية جديدة للشركات الناشئة، على رأسها تمويل الديونVenture debt وهى عبارة عن قرض لشركة ناشئة فى المراحل الأولى يتيح لها سيولة مالية لمزاولة نشاطها خلال الفترة بين تأسيسها وخوض جولة تمويلية أولية على أن يتم سداد المبلغ فى غضون 18 شهرًا وأحيانا تتراوح المدة بين عامين إلى ثلاث أعوام.
وألمح حازم إلى أن 2023 سيشهد كذلك ظهور نوع جديد من تمويلات الشركات الناشئة تمويل الأثرImpact Fund وهو عبارة عن ضخ استثمارات ينتج عنها تأثيرًا اجتماعيًا أو بيئيًا قابلًا للقياس ويحقق عائد مادى مباشر ، إضافة إلى استثمارات متخصصة فى تطوير حلول لخدمات متخصصة، بدلا من تحقيق الربح.
وأضاف أن عدد الشركات الناشئة ونوعية الحلول المقدمة ستشهد طفرة ملحوظة ، لافتا إلى أن المستثمرين سيقومون بإجراء مراجعات شاملة لهياكل ملكية مؤسسى الكيانات الناشئة، الأمر الذى يستوجب ضرورة أن يتوافر لدى مؤسسيها الخبرات اللازمة لإدارتها.
ورأى أن الكيانات التى تعمل بنموذج عمل مشاركة العوائد و التوسع فى العمليات دون رقابة مالية مشددة ستتكبد مزيدًا من الخسائر تصل إلى حد تعليق عملياتهم والاختفاء التام من الساحة، مرجحا أن يتجه عدد لا بأس به من الشركات الناشئة إلى الإندماج مع كيانات أخرى فى ظل حالة الضبابية التى تشهدها الأسواق على خلفية الأزمة الاقتصادية.
بينما رأت رضوى الأمير، مدير العلاقات العامة بشركة «مزارع» للتكنولوجيا الزراعية أن العام القادم سيشهد ضخ استثمارات أجنبية ضخمة فى الشركات الناشئة، فى الوقت ذاته ستضع الجهات المانحة للتمويلات ضوابط صارمة للاختيار بينها ، ومعايير لقياس أهمية الحل التكنولوجى المبتكر من الشركة فى سد احتياجات السوق.
وتابعت أن تلك الضوابط من شأنها طمأنة المستثمرين بشان العائد على رؤوس أموالهم، مشددة على ضرورة أن يلعب صانعو القرار دورًا محوريًا فى تهيئة بيئة ريادة الأعمال فى مصر من خلال تيسير الإجراءات وتسليط الضوء على القطاعات المهمة بالسوق المصرية مثل التكنولوجيا المالية.
وقال محمد خضر، خبير ريادة الأعمال أن الفترة المقبلة ستشهد صعوبة فى حصول الكيانات الناشئة على تمويلات، خاصة الشركات التى لا تزال فى مراحلها المبكرة، مبينا أن الشركات التى تجاوزت تلك المرحلة ستنجح فى استقطاب الاستثمار المباشر وتحقيق الربحية.
وأوضح «خضر» أن استمرار الشركات الناشئة من عدمه يتطلب توافر مجموعة من الاشتراطات، على رأسها إدارة نموذج اعمال غير قائم على التوسعات فقط مع ضمان تحقيق موازنة بين استقطاب عملاء جدد ومعامل الربحية.
و رأى أن صناديق بناء المشروع Venture Builders و«فنتشرز إستديوز» Venture Studios ستقود عددا من الجولات التمويلية خلال الفترة المقبلة، منوها أن فكرة الأولى تعتمد على منح تمويلات وتقديم خدمات إدارية للشركات الناشئة مقابل الاستحواذ على حصة من أسهمها فيما تتولى الأخيرة تنفيذ الفكرة من البداية للنهاية.
يشار إلى أن صناديق بناء المشروع Venture Builders هى عبارة شركة تستثمر فى المراحل الأولية للشركات الناشئة علاوة على إدارة الحملات التسويقية ،إضافة إلى منح تمويلات لصناديق رأس مال مخاطر .
وأكد أن 2023 ستشهد زيادة فى أعداد سماسرة تمويلات الشركات الناشئة مستغلين شبكة علاقاتهم بصناديق الاستثمار، مضيفا أن السماسرة يقوموا بعرض خدماتهم على الكيانات الصغيرة وتوصيلهم بشبكة الممولين المحتملين مقابل الحصول على نسبة من التمويل أو حصة من أسهمهم.
ونوه بأن الشركات الناشئة خلال الفترة المقبلة ستواجه مزيدا من التعثر والأزمات المالية، لافتا إلى انخفاض وتيرة توقف الأعمال والتعثرات خلال العام المقبل، نظرا لأن المؤسسين استفادوا من الأخطاء التى وقع بها أصحاب الشركات المتعثرة.
الأمير: يجب على صانعى القرار طمأنة المستثمرين وتحسين بيئة مجتمع رواد الأعمال
خضر: 2023 سيشهد زيادة فى أعداد سماسرة التمويلات.. وشبح التعثر يضغط على أغلبها