خسر أحد الأستراليين مبلغ 160 ألف جنيه إسترليني بسبب رهانه الكبير على فوز الأرجنتين على السعودية ، وكان من المتوقع أن يجني 20 ألف جنيه إسترليني في حال فازت الأرجنتين لكن ثقتة المفرطة في توقعاته عرضته لخسارة كبيرة، بحيث صحيفة ديلي ميل البريطانية.
كما راهن شخص آخر بمائة ألف دولار على فوز الأرجنتين بثلاثة أهداف وأكثر ليحقق مكسب يصل إلى 170 ألف دولار لكنه عاد خالي الوفاض بعد المباراة.
وصفت الصحيفة البريطانية الانتصار السعودي بأنه “أكبر اضطراب صنعته السعودية في تاريخ كأس العالم”.. في إشارة إلى الهزة الكبيرة في سوق المراهنات والنتائج الكروية في تاريخ البطولة.
سلوك المراهنين في مبارة أستراليا وفرنسا
وطرأت تغيرات على سلوك المراهنين بعد انتصار السعودية في مباراة أستراليا وفرنسا التي أقيمت مساء أمس وكانت تصب كلها في صالح فرنسا وهو ما حدث بالفعل، فقام عدد كبير من المراهنين بتوقع العكس بفوز أستراليا لكن بمبالغ قليلة خوفاً من خسائر فادحة كما حدث في مباراة السعودية والأرجنتين.
اتسع نطاق المراهنات الرياضية خلال بطولة العالم الحالية في قطر، خصوصا بعد أن أصدرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأميركية قراراً في عام 2018 بتشريع المراهنات الرياضية.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية السوق الأكبر في هذه المراهنات، وبعد صدور هذا القانون بات هناك أكثر من 130 مليون شخص في أمريكا يتعاملون على منصات المراهنات الرياضية أغلبهم في رياضة الأميركان فوتبول والبيسبو وكرة السلة، وتوقعت مصادر اقتصادية أمريكية أن يُشارك حوالي 20 مليون أمريكي في المراهنات في مونديال قطر 2022 بمبلغ يقدر بنحو 1.8 مليار دولار.
وعقب انتهاء مونديال روسيا 2018 قدر الاتحاد الدولي لكرة القدم حجم المراهنات بـ 156 مليار دولار حول العالم، ويتوقع أنه بنهاية المونديال سيحقق أرقاماً قياسية تتخطى 200 مليار دولار.
المراهنة على فوز الأرجنتين على السعودية
الانتصار التاريخي الذي حققه المنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني بهدفين مقابل هدف، أشعل منصات المراهنات الشهيرة بعد أن تعرضت نسبة كبيرة من المراهنيين إلى خسائر فادحة في تداول أموالها على منصات شركات عديدة حول العالم نتيجة فشل توقعاتهم بفوز الأرجنتين.
وتعتمد المراهنات على احتساب احتمالات الفوز والخسارة والأهداف والكروت الصفراء والحمراء ومواعيد تسجيل الأهداف.. وكلما زادت التوقعات الصحيحة زادت نصيب المراهنين والعكس صحيح.
قبل مباراة السعودية والأرجنتين، قدمت بعض الشركات الكبرى في عالم المراهنات توقعاتها للمشاركين بوجود نسبة فوز للأرجنتين مقابل السعودية بنسبة 500 إلى واحد فقط للسعودية بحسب تقرير نشرته شركة بيترفير المعنية بعملية المراهنات.. هذا يعني أن من راهن على فوز السعودية بقيمة ألف دولار حصل بعد المباراة على 500 ألف دولار.
3 مقابل 1500 شخص
شركة بيتر فير وضعت إحصائية عقب المباراة التاريخية للسعودية وصفتها بالمذهلة، حيث تم تداول 314 ألف جنيه إسترليني على فوز الأرجنتين بسعر 1.02، فيما تداول آخرون بقيمة مليون و780 ألف جنيه إسترليني على فوز الأرجنتين بسعر 1.03، ثم تداول آخرون بقيمة 990 ألف إسترليني على فوز الأرجنتين بسعر 1.04.
والطريف أن 3 أشخاص فقط توقعوا أن يسجل صالح الشهري هدفاً للمنتخب السعودي فيما راهن 1500 شخص في شركة واحدة على احراز ميسي هدفاً قبل مرور 10 دقائق على البداية.
شركة أخرى في بريطانيا أكدت أن توقعات المراهنين لديها بفوز الأرجنتين كان بنسبة 80.2 بالمئة، مقابل 6.9 بالمئة للسعودية فيما راهن 12.9 بالمئة على نتيجة التعادل.
شركة ثالثة أميركية ذكرت أن المراهنين لديها خسروا 3 مليون و75 ألف دولار بعد المباراة.
صعوبة تحدد حجم الخسارة
قالت “فايولا جولين” منسقة العلاقات العامة في إحدى شركات المراهنات الأمريكية، إن تحديد رقم محدد لحجم الخسارة في مباراة واحدة أمر يكاد يكون مستحيلاً في ظل تواجد شركات غير قانونية وأفراد حول العالم يتداولون بشكل سري، لكن يمكن لكل شركة لاسيما المرخصة قانوناً أن تعلن عن إحصائية بالخسائر والمكاسب للمتداولين فيها.
وحول سؤالها عن تغريدات لمؤثرين عرب بخسارة المراهنين لـ160 مليار دولار عقب مباراة السعودية والأرجنتين، قالت جولين: “هذا الرقم مبالغ فيه ولا يمكن أن يكون حقيقياً، فالخسائر بعد مباراة الأرجنتين والسعودية قد تصل لأرقام كبيرة مثلاً إلى نحو مليار دولار لكن 160 مليار دولار فهذا الرقم مبالغ فيه”. على حد قولها.
أمراض نفسية خطيرة
لا تقتصر أضرار المراهنات على الخسارة فحسب، بل تصل إلى الإصابة بأمراض نفسية خطيرة تصل إلى حد الأدمان، وكان كيث وايت المدير التنفيذي للمجلس الوطني الأمريكي المعني بمشاكل المراهنات، قد وصف المراهنات بأنها “إدمان خفي”.
الطبيب المصري أحمد أبو العز استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان قال إن “الإدمان الخفي هو سلوك يتطلب عدة أشياء منها التكرار في الفعل بشكل كبير وإنشغال الشخص بهذا السلوك لوقت كبير وأخذ حيز كبير من تفكيره وعدم القدرة على إيقاف هذا السلوك عكس الإدمان المعلن مثل تناول المخدرات وما إلى ذلك”.
وتقف الجمعيات الخيرية في مناطق شتى في العالم وبالتحديد في الولايات المتحدة وبريطانيا بصرامة أمام تشريع عمليات المراهنات وتعتبرها عملاً غير قانوني وغير أخلاقي، خصوصاً في عالم الرياضة.
وكان جمعيات عديدة قد وجهت هجوماً لاذعاً على بعض نجوم الكرة السابقين ممن يدعمون شركات المراهنات هاري ريدناب وبيتر كراوتش وروبي كين.
ولجأت شركات المراهنات في آخر عشر سنوات لرعاية بعض الأندية الكبرى والملاعب الشهيرة في أوروبا، وباتت علاماتها التجارية موجودة في العديد من البطولات الكبرى بسبب رعايتها للأندية والملاعب.
حجم سوق المراهنات
شركة “ستاسيتا” قدرت حجم سوق قطاع المراهنات الرياضية في العالم من 2012-2021 وتوقعات لعام 2022 بـ 195 مليار دولار ويتوقع أن يصل في العام الحالي بوجود المونديال إلى 232 مليار دولار.
الشركة ذاتها ذكرت أن المراهنات صناعة يعمل فيها 245 ألف موظف في 25 ألف شركة، في عديد الدول التي شرعت هذه الصناعة، وتوقعت نمو عائدات المراهنات في أميركا وحدها إلى 10 مليار دولار بحلول عام 2028.