تبدو السعودية مرشحة لإنتاج أرخص مصادر الهيدروجين في العالم؛ وذلك بدعم من جهودها الدءوبة لتعزيز عمليات إنتاجه بنوعيه الأخضر والأزرق، وفق منصة “بلاتس” التابعة لوكالة “إس آند بي”.
تقدر الوكالة سعر إنتاج الهيدروجين في السعودية، عبر آلية إعادة تدوير الميثان والتقاط وتخزين الكربون (الهيدروجين الأزرق) عند 4.18 دولار لكل كيلوجرام، فيما يصل سعر الهيدروجين الإلكتروليتي (الأخضر) إلى 3.2 دولار لكل كيلوجرام.
تريد المملكة العربية السعودية أن تكون المصدر الرئيسي للهيدروجين في العالم، إذ ينبعث من الوقود بخار الماء فقط عند الاحتراق، مما يجعله أقل تلويثًا من النفط والغاز الطبيعي والفحم.
هيدروجين أرامكو
تسعى “أرامكو” السعودية أكبر شركة نفط في العالم لتصبح مصدرًا رئيسيًّا للهيدروجين الأزرق، الذي يُنظر إليه باعتباره عنصرًا حاسمًا في عملية تحوّل الطاقة.
نقلت “بلاتس” عن نائب رئيس “أرامكو” للكيميائيات والهيدروجين” أوليفر ثوريل قوله إن إنتاج الهيدروجين مكلف جدًّا، مشيرًا إلى أن هناك حاجة لإقرار تشريعات لكي تقود عملية استخدامه.
وأضاف أن “أرامكو” تركز على تصدير الهيدروجين، وتستهدف 11 مليون طن متري في العام من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول 2030. كما ستكون الأسواق الحالية للتكرير وإنتاج الأسمدة أول المستهدفين من تصدير الهيدروجين.
كان كبير مسئولي التكنولوجيا في “أرامكو” أحمد الخويطر، قد قال مؤخرًا إن شركته أحرزت تقدمًا في محادثات توريد الهيدروجين الأزرق إلى آسيا خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأضاف: “نجري مفاوضات جادة مع عدد من المعنيين.. المناقشات قطعت شوطًا مع كوريا الجنوبية واليابان”.
ستركز “أرامكو” بشكل أساسي على الهيدروجين الأزرق، وفقًا لـ”الخويطر”، على الرغم من أنها ستستثمر في مجموعة خضراء متنوعة من الوقود، من خلال صندوق استدامة تبلغ قيمته 1.5 مليار دولار أعلنت عنه الشهر الماضي. يُصنع الهيدروجين الأخضر عند استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتقسيم ذرات الماء، مما يسهم في عدم وجود انبعاثات كربونية.
لا تزال تقنية إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر على نطاق واسع غير مُثبتة، لكن من المرتقب أن تصل قيمة هذه السوق إلى 700 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2050 إذا تمكّن المصنّعون من خفض التكاليف، وفقًا لـ”بلومبرغ إن إي إف”.
بجانب “أرامكو”، توجد شركة “أكوا باور” السعودية بقوة في سوق الهيدروجين الناشئة، وتقود تحالفًا لتشييد أحد أكبر المشروعات بالعالم في “نيوم” السعودية، وتتجه للإغلاق المالي للمشروع في الأشهر المقبلة، وفقًا لشركة “أكوا باور”.
قال بادي بادماناثان، الرئيس التنفيذي للشركة إنَّ بناء المصنع الذي تبلغ تكلفته 5 مليارات دولار في شمال غرب المملكة بدأ، وإنه “يسير على الطريق الصحيح إلى حد كبير” في الموعد المحدد في عام 2026.