قال المدير العام وكالة الطاقة الذرية رافائيل ماريانو جرروسي إنه لا وجود لما عرف باسم القنبلة القذرة في أوكرانيا بعد تفتيش قامت به الوكالة، معربا عن قلقه من وقوع كارثة نووية بسبب الصراع الروسي الأوكرانية.
جاء ذلك خلال لقاء عبر برنامج «كلمة أخيرة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة “ON”.
وأوضح أن مشكلات تغير المناخ وتأمين الطاقة أكسبت الطاقة النووية مزيد من الأهمية.
ولفت إلى أن الطاقة النووية ليست وحدها العصا السحرية لحل مشكلة الانبعاثات الكربونية ولكن دورها هام جدا.
وقال إن 25 % نسبة مساهمة الطاقة الذرية من إجمالي الطاقة النظيفة التي يتم إنتاجها حول العالم.
وأضافل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جرروسي أن مشاركة وكالة الطاقة الذرية في مؤتمر المناخ يأتي في وقت هام حيث تواجه تحديات شديد الأهمية حيث نشاهد بعض الدول تعاني من مشكلات فى الوفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها في وقت سابق.
وشدد على أهمية الطاقة الذرية التي تقدم قرابة 25 % من إجمالي الطاقة النظيفة التي يتم إنتاجها حول العالم – 25 % وفى أوروبا 50 % من الطاقة النظيفة خالية من الانبعاثات ونفس النسبة فى الولايات المتحدة.
وتابع:”تواجد الوكالة الدولية للطاقة الذرية هنا يعود إلي تلك النقطة وهي أن الطاقة الذرية لديها مكان علي طاولة المؤتمر، ولم يتم الاعتراف بدورها في الماضي ولكن الآن ، ونظرا لمجموعة من العوامل وظهور مشكلات تغير المناخ ومشكلات تأمين الطاقة ..كل ذلك أكسب الطاقة النووية مزيدا من الأهمية ، وبالتالي فإن الدول التي كان لديها طاقة نووية تتضاعف وتبني المزيد”.
وأكد أن الاضطرابات الجيوسايسية التي ضربت العالم جراء الحرب الروسية الأوكرانية دفعت العديد من الدول الاهتمام بشكل أكبر بأهمية الطاقة النووية قائلاً : ” انظروا إلى ما يحدث فى فرنسا وما يحدث فى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفى العديد من الدول – وآخرون بدأوا الآن مثل دولتكم مصر فى انشاء مشروع هام ، وبعض الدول الأخري التي لا تمتلكها طاقة نووية بدأت التفكير فى هذه الطاقة “.
وأوضح أنه بالرغم من أن الطاقة النووية ليست وحدها العصا السحرية لحل مشكلة الانبعاثات الكربونية ، ولكن تمتلك دور هام فى تلك المسألة لذلك تواجدت الطاقة الذرية هنا فى شرم الشيخ.
وعلى صعيد مشاركة الوكالة في قمة كوب 27 قال جروسي : “هنا فى شرم الشيخ ، وللمرة الأولي ، لدينا جناح نووي حيث سنعرض أربعين نشاطاً حول طبيعة الطاقة النووية، و الإسهامات التي تقدمها ليس فقط فى مجال إنتاج الطاقة ولكن أيضا تطبيقات نووية تساعد علي الجانب الآخر فى عملية التكيف لإنه باستخدام الوسائل النووية يمكن إنتاج محاصيل مقاومة للجفاف ،وإدارة استخدام المياه وأشياء أخري ، وبالتالي فإن الطاقة النووية موجودة فى نواحي عديدة كجزء من الحل لهذه المشكلة التي تواجهنا كمجتمعات بشرية”.
وأوضح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الاضطرابات الجيوسياسية في العالم تزيد من الاعتماد على الطاقة النووية .
ولفت إلى أن محطة زابوريجيا بأوكرانيا على نقاط التماس الأمامية وهو ما يجعلها معرضة إلي القصف.
امى خطورة حديث روسيا عن القنبلة القذرة الاوكرانية ؟ جروسي يحسم الجدل شدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أن أزمة الطاقة الأخيرة وبما عكسته من أهمية الطاقة النووية – أعطت دفعة لوكالة الطاقة الذرية قائلاً : ” بدون شك – نعرف من البداية ونعمل علي ذلك لأنها تعد مهمة الوكالة ، ولكن ما شاهدناه هو أن بعض الدول بصفة خاصة والتي كانت تعتمد كليا علي مصدر واحد فقط مثل الغاز علي سبيل المثال فى شرق أوروبا، فإن كل هذه الدول -بعضها كانت لديه طاقة نووية والبعض الآخر مثل بولندا تتحرك بقوة نحو الطاقة النووية ، والمجر وسلوفاكيا والتشيك ورومانيا وبلغاريا – لافتاً خلال لقاء عبر برنامج «كلمة أخيرة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: ” إلى أن كل هذه الدول ونظرا للمشكلات الجيوسياسية الواضحة والتي شكلت الظروف الحالية جعلت كل هذه البلدان تزيد من نسبة اعتمادها علي الطاقة النووية. اكمل : ” هذا يحدث في أوروبا ومصر ودول الخليج مثل الإمارات وهي دول يبدو بديهيا أنها دول بها غاز ونفط فلماذا يتحولون نحو الطاقة النووية ؟ ولكنني أري انها ظاهر سائدة فى كافة أرجاء العالم”وحول مخاوف العالم في ظل الأزمة الحالية والمتمثلة فى الحرب فى اوكرانيا تثير رعب العالم من وقوع كارثة نووية قال : ” بالطبع هنا نحن أمام حالة خاصة وموقف فريد من نوعه خاصة ما يتعلق بمحطة الطاقة النووية فى زابوريجا والتي قمت بزيارتها فى سبتمبر الماضي ومنذ ذلك الحين وأنا أسعي لإنشاء منطقة حماية حول المحطة النووية – المشكلة المتعلقة بهذه المحطة هي إنها تقع علي الخط الأمامي للمواجهات مشدداً انه بنظرة علي الخريطة لمن يتابع الحرب سيجد ان محطه” زابوريجيا” علي التماس الأمامية ، وهو مايجعلها معرضة إلي القصف وهو أمر لاحظناه بصورة متكررة لكنه عاد واكد : أقول دائما فإن المشكلة ليست فى الطاقة النووية ،ولكنها في الحرب الدائرة حاليا . وعن مصير مقترح منطقة الحماية قال : ” نعم مستمرون فى العمل عليه، ونظرا للأسباب التي ذكرتها لك وكون المحطة موجودة فى منقطة العمليات فإنه من الصعوبة بمكان إنشاء محددات تلك المنطقه ، وما هي نوعية الأشياء التي سيوافق عليها الطرفان .
وعن اللقاء الذي جمعه بالرئيسين الأوكراني والروسي، أضاف: “لقائي مع الرئيس فلاديمير بوتين منذ أسابيع قليلة والرئيس فولوديمير زيلينسكي ونحن نتفاوض حول ذلك معهما وأتمني أن انجح فى مهمتي فى أسرع وقت ممكن، وكلا الرئيسان الرئيسان يدركان أن هناك ما يجب فعله ،وهي النقطة الأولي ، بينما النقطة الثانية هي استعداد الدولتين للعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهذه نقطة أساس للبناء عليها لتحقيق الهدف”.
وأكد أنه “من الصعب جدا أن تجعل دولتين متحاربتين تتفقان علي شئ ما ولكنني ادفع بقوة فى هذه الاتجاه”.
وحول اتهام روسيا إلى أوكرانيا بوجود قنبلة قذرة، أضاف : “نعم كانت هذه مسألة مزعجة لأن هذه المعلومات والتصريحات من جانب روسيا الاتحادية تشير إلى وجود ثلاثة مواقع داخل أوكرانيا من المحتمل وجود ما يسمي “بالقنبلة القذرة” داخلها – وهي قنبلة إشعاعية وليست سلاح نووي فهي سلاح تقليدي يحتوي علي مواد نووية داخله وبالتالي عند انفجارها فإنها تنشر مواد مشعة ومن ثم تعد سلاح يثير الذعر والرعب”.
وتابع: “على الفور وبعد تناول تلك الأخبار تحدثت مع وزير خارجية أوكرانيا وقلت له فى ظل هذه المسألة من الأصوب أن يذهب مفتشو الوكالة علي الفور لحسم هذه الانباء وبالفعل وافقت ًًالحكومة الأوكرانية علي قيامنا بإرسال مفتيشين علي الفور لإجراء عملية التفتيش لنتمكن من إخبار العالم بأنه لا يوجد مايثير القلق بشأنه، وكنت راضيا علي طريقة تهدئة الموقف الذي كان من الممكن أن يتصاعد”.
وأوضح أنه بعد إجراء عملية التفتفيش ثبت أنه لا توجد أشياء غير عادية وأكد مفتشو الوكالة عدم وجود أي انحرافات تتعلق بمواد نووية أو أي أشياء أخري خارج المعتاد فى تلك الأماكن.