أطلق الدكتور عبد الله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء والمنسق الوطني لمشروع الإدارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية بواحة الخارجة، مبادرة تعميم استخدام الممارسات الزراعية السليمة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” والتي تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية بواحة الخارجة وتعظيم الاستفادة منها.. وذلك تحت رعاية السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي واللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد.
وقال “زغلول” إن المبادرة تستهدف في المقام الأول المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة بواحة الخارجة وذلك بتنفيذ العديد من الممارسات المستدامة في 250 موقع إرشادي للمحاصيل الحقلية المختلفة حيث تستهدف المبادرة تقديم الأسمدة العضوية والحيوية والتقاوي المعتمدة للمزارعين دون مقابل بهدف نشر الاعتماد علي كافة الممارسات الجيدة التي تحافظ علي مواردنا الطبيعية وأكد أن المبادرة تأتي استكمالا للدور التنموي الذي تقوم به وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لخدمة المزارعين بالصحاري المصرية تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بتخفيف المعاناة علي المزارعين وتقديم كافة أوجه الدعم الفني والمادي لهم للنهوض بقطاع الزراعة.
وأضاف أن هذه المبادرة تأتي في إطار استكمال أنشطة المركز في واحة الخارجة للموسم الثاني علي التوالي بعد نجاح المركز في تنفيذ أنشطة مدارس المزارعين الحقلية والتي تم تنفيذها خلال الموسم السابق بالتعاون مع شركاء التنمية وعلي رأسهم منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) من خلال مشروع الإدارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية بواحة الخارجة. وأكد رئيس مركز بحوث الصحراء علي دور المبادرة الرئيسي والذي يعمل على حل المشاكل البيئية بالواحة خاصة تلك المشاكل المتعلقة بعدم اتباع ممارسات جيدة مثل الإفراط في استخدام الأسمدة المعدنية وعدم اتباع نظم الري الحديث.
ومن جانبه صرح الدكتور أشرف الصادق المدير التنفيذي للمشروع بأن منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” تشارك مركز بحوث الصحراء العمل في هذه المبادرة من خلال مشروع الإدارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية لواحة الخارجة بغرض تحسين حياة المزارعين حيث إنها تساهم في نهاية المطاف الى تكثيف الإنتاج الغذائي المستدام وتوفر خيارات سُبل العيش المتنوعة للمزارعين.
وأوضح “الصادق”، مثل هذه المبادرات والتي تعمل علي تنفيذ الممارسات الجيدة خاصة فيما يتعلق بممارسات المياه والتربة تساعد على التغلب علي العديد من التحديات التي تواجه التنمية الزراعية بالواحة كذلك تعمل تنفيذ تلك الممارسات علي زيادة جودة وإنتاجية المحاصيل وتساهم في زيادة التوسع الأفقي للرقعة الزراعية بالواحة وذلك من خلال توفير كميات من المياه والأراضي الصالحة للزراعة حيث تساهم هذه الممارسات بتوفير حوالي من 25 الي 35% من كميات المياه التي تستخدم في عملية الري وذلك حين يتم اتباع ممارسات نظم الري الحديث كذلك تزيد إنتاجية الفدان بواقع 15 % إلى 20% حين يتم استخدام الممارسات الجيدة في كافة العمليات الزراعية.
وصرح الدكتور “عماد عوض” المدير التنفيذي لمشروعات التنمية المستدامة بالوادي الجديد بأن هذه المبادرة تأتي استجابة لطلبات المزارعين بضرورة التوسع في استخدام الممارسات الزراعية التي تم تنفيذها من خلال المدارس الحقلية والتي سبق لمركز بحوث الصحراء تنفيذها بالواحة .
وصرح “عوض” بأنه سيتم توزيع مستلزمات الإنتاج لعدد 200 موقع بواحة الخارجة للمحاصيل الحقلية للموسم الحالي حيث سيتم توزيع الأسمدة العضوية والحيوية والتقاوي المعتمدة مع توفير كافة أوجه الدعم الفني من خلال المتابعة الدورية للحقول بعد وأثناء الزراعة من خلال الخبراء من مركز بحوث الصحراء.
كما أكد المدير التنفيذي بأنه سيتم من خلال المبادرة توزيع 150 طنا من الأسمدة العضوية علي المزارعين وذلك بهدف تعميم استخدام الأسمدة العضوية بالواحة والحد من استخدام الأسمدة المعدنية بالإضافة الي توزيع التقاوي المعتمدة والمخصبات الحيوية علي كافة المواقع.
وفي سياق متصل أعرب الدكتور “مجد المرسي” وكيل مديرية الزراعة بالوادي الجديد أن المزارعين بالقري المشاركة يولون اهتماما كبيرًا بأنشطة مركز بحوث الصحراء خاصة فيما يتعلق بأنشطة المشروعات المنفذة من خلال المركز وذلك بسبب الاعتماد في تنفيذ الأنشطة على النهج التشاركي في تنفيذ كافة الأنشطة بدْا من تحديد الاحتياجات مرورًا بحزمة الممارسات المستدامة وصولًا إلى تطبيق تلك الحزمة من خلال المدارس الحقلية في حقول المزارعين وأخيرا تلك المبادرة التي تساعد علي تحسين إنتاجية الأراضي.