يعد الإسكان التعاونى جزءًا مهمًّا من قطاع الإسكان فى مصر، باعتباره أحد الحلول لتوفير وحدات سكنية لسد حاجة المواطنين للسكن، وعلى الرغم من التاريخ الطويل للهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، إلا أن هذا القطاع الحيوى شهد فترات من الإهمال والتهميش.
منذ العام 2014 شهدت الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان انتفاضة حقيقة من خلال إقامة شراكات مبتكرة بين المجتمعات المحلية والقطاعين العام والخاص، علاوة على التوسع بحجم المشروعات.
التقت «المال» الدكتور حسام رزق، رئيس الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، للوقوف على حجم المشروعات التى تنفذها الهيئة، علاوة على الخطة المستقبلية، كذلك التعرف على الدور الذى تلعبه الهيئة للمساهمة فى تعزيز العلاقات المصرية الأفريقية.
وقال رزق إن الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان تقلص دورها لأكثر من 20 عامًا، حتى بدأنا من جديد فى العمل على استعادة دورها لخدمة المواطنين بداية من العام 2014، مشيرًا إلى أن التعاونيات قدمت العديد من الخدمات فى المجالات الاقتصادية على مدى عقود طويلة خاصة فى مجال الإسكان.
وأضاف رئيس الهيئة إلى نمط الملكية عبر التعاونيات والذى يُعد واحدًا من الأشكال القانونية الثلاثة للملكية، ولها مقام الملكية العامة بحكم الدستور، مؤكدًا على وجود اهتمام رئاسى باستعادة دور التعاونيات من جديد، والعمل على استثمار الفرص بما يعود بالنفع على المواطنين، كما أن الرئيس اعتبر أن هذا العام هو عام المجتمع الأهلى.
وأكد رزق أن الهيئة لديها الضوء الأخضر من الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتعامل مع أى فساد موجود، كما أن الشهور الثلاثة المقبلة ستشهد وجود حوافز استثمارية ضخمة وهى أيضًا بتوجيهات رئاسية.
وأوضح الحوافز التى ندرس تقديمها للمستثمرين ستتم بالتعاون مع العديد من الجهات، بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطنى، مشيرًا إلى أن مشروع مدينة طربول الصناعية يتم وفقًا لبروتوكول موقع مع هيئة التنمية الصناعية، وندرس فى الوقت الحالى إنشاء منطقة مشروعات كهربائية.
وأشار إلى أن الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان تم تأسيسها منذ العام 1961، وبلغ عدد الجمعيات الخاضعة لها 3495 جمعية، بعد أن تم استبعاد الجمعيات غير الجادة أو التى لديها سلوك لا يمكن الموافقة عليه.
وحول الوحدات السكنية التى تنفذها الهيئة قال رزق: نعمل على تنفيذ 150 ألف وحدة سكنية لفئات الدخل المختلفة، مشيرًا إلى أن هذه الوحدات تنتشر فى عدد من محافظات الجمهورية، بخلاف ما يقرب من 160 ألف وحدة سكنية تنفذها جمعيات تعاونية خصصت لها الهيئة أراضى لإقامة المشروعات، ليتجاوز عدد الوحدات أكثر من 300 ألف وحدة سكنية.
واستكمل، أن الهيئة تعمل على تقديم الوحدات السكنية كجزء من الدور الذى تلعبه لتوفير سكن ملائم بأسعار وشروط تمويل تناسب دخول المستفيدين، مؤكدًا أن عمليات التنفيذ تتم وفقًا لأعلى جودة.
وأشار رزق إلى أن الهيئة تنفذ مشروع لؤلؤة القاهرة بإجمالى وحدات 12 ألف وحدة، ومشروع أكتوبر والمقرر تسليم وحداته البالغة 8 آلاف وحدة العام القادم، علاوة على مشروعات سكنية فى مدن برج العرب والعاشر من رمضان ودمياط الجديدة وشرق بورسعيد.
وأوضح أن محفظة الأراضى الجديدة والتى تم الحصول عليها فى عدد من المدن الجديدة تبلغ 4 آلاف فدان، ونعمل فى الوقت الحالى على التوسع بمحفظة الأراضى لتنفيذ مشروعات بشكل منفرد أو الدخول فى شراكات مع كيانات جادة ولديها تاريخ.
وحول تأثر الهيئة بجائحة كورونا، قال رزق جميع المشروعات السكنية تأثرت بشكل نسب بسبب فيروس كورونا وما تبعه من حرب روسية أوكرانية، لكن الدولة تعمل وفق منظومة، وهو ما خفف من حدة هذه الأزمات، وتترجمه الاستثمارات العربية التى تحرص على التواجد فى السوق المصرية خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف، مع استعادة الأمن والاستقرار خلال السنوات الأخيرة فى البلاد، كما أن مصر إحدى الأسواق الواعدة بحسب كل المؤسسات الاقتصادية الكبرى، علاوة على أن مصر هى بوابة أفريقيا، كل هذه المميزات تقف خلف حالة التهافت على الاستثمار فى مصر.
وانتقل الدكتور حسام رزق إلى مشروع مدينة طربول الصناعية، والذى يتم تنفيذه بالشراكة مع شركة جى فى للاستثمار، مشيرا إلى أن مدينة طربول تقع فى مدينة أطفيح التابعة لمحافظة الجيزة، واصفًا إياه بمشروع التنمية الإقليمية، خاصة أن تنفيذه سيتم على مساحة 26 ألف فدان.
واستكمل، سيقدم المشروع عددًا هائلًا من فرص العمل لأبناء محافظة الجيزة، خاصة أهالى مدينة أطفيح، والتى تعتبر أول بوابة لمحافظات الصعيد، مؤكدًا أن المشروع حصل على كافة الموافقات البيئية، ويعتبر ضمن المشروعات الصناعية الذكية الكبرى، والذى يبلغ حجم استثمار المرحلة الأولى فيه ما يقرب من 3 مليارات دولار.
وحول مؤتمر مجلس وزراء التعاونيات الأفارقة الذى عقد فى مصر منذ أيام قال إن جلسات المؤتمر تناولت كيفية تنفيذ أجندة أفريقيا 2063، وأيضًا التغير المناخى، ومحور منطقة التجارة الحرة الأفريقية، مع الخبراء الأفارقة الذين شاركوا بالمؤتمر والبالغ عددهم 365 ضيفًا.
وأضاف رئيس الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، أنه خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مجلس وزراء التعاونيات الأفارقة تم تنصيب مصر لرئاسة مجلس وزراء التعاونيات الأفارقة خلال الثلاثة أعوام المقبلة، وجاء هذا المؤتمر بالتزامن مع المؤتمر الدولى الرابع للإسكان التعاونى.
واستكمل، عقد على هامش المؤتمر البرنامج التدريبى الأول لتأهيل الكوادر القيادية الإفريقية فى مجال الإسكان التعاونى، بمشاركة العديد من ممثلى تعاونيات الإسكان فى الدول الأفريقية، وبرعاية من وزارة الخارجية المصرية من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وأوضح رزق، أن تنظيم هذا المؤتمر جاء فى ضوء توجيهات القيادة السياسية بتعزيز التعاون مع الأشقاء الأفارقة بمختلف المجالات، وكذا فى ضوء فوز مصر باستضافة المقر الدائم للمنظمة الأفريقية لتعاونيات الإسكان بالقاهرة، وكذا شرف استضافة المكتب الإقليمى للحلف التعاونى الدولى عن منطقة شمال أفريقيا بالقاهرة.
وأكد أن تسليم سلطة رئاسة مجلس وزراء التعاونيات الأفارقة من نيجيريا إلى مصر لمدة 3 سنوات قادمة، يأتى تقديرًا لما حققته تعاونيات الإسكان المصرية من ريادة فى القارة الأفريقية.
وأشار إلى أن قبيل انعقاد المؤتمر عقد اجتماع مجالس إدارات الحلف التعاونى الدولى والحلف التعاونى الأفريقى وتعاونيات الإسكان الدولية بمقر انعقاد المؤتمر فى العاصمة الإدارية الجديدة، كما تم تنظيم معرض مصاحب للفعاليات، يحتوى على العديد من الأجنحة التى تعرض عددًا من مشروعات الهيئة بالمحافظات المختلفة، والعديد من التجارب التعاونية الناجحة بمصر وبعض الدول والشركات المشاركة فى المؤتمر.
وأوضح أن المؤتمر استهدف بحث آفاق التواصل مع المنظمات التعاونية على المستوى الإقليمى والدولى، وتحقيق التفاعل مع الدول الأفريقية الشقيقة، مؤكدًا أن الهدف من المؤتمر هو تبادل الخبرات بين الدول المشاركة، وكذلك توقيع بروتوكولات تعاون بين مصر وبعض الدول الأفريقية المشاركة فى المؤتمر فى مجالات التدريب وتبادل الخبرات التعاونية.
وذكر أن المستهدف من هذا البرنامج التدريبى هو جعل مصر مركزًا للتدريب فى قارة أفريقيا فى مجال الإسكان التعاونى، مما سيُسهم فى تعريف الدول الإفريقية بالنماذج والمحاور الجديدة لمشروعات الإسكان التعاونى، والتى يتم تنفيذها حاليًّا فى مصر.
ولفت إلى أن هذا البرنامج يعد باكورة البرامج التدريبية فى التعاونيات على المستوى الدولى، وأنه سيتم تنفيذ أكثر من برنامج تدريبى مماثل سواء فى مصر أو فى بعض الدول الإفريقية الصديقة.
واعتبر رزق أن المؤتمر جاء لعرض التجارب العمرانية المصرية، من خلال تقديم وعرض المشروعات الجديدة فى مجالات الإسكان والتعاونيات، كما تضمن المؤتمر زيارات للوفود المشاركة للمشروعات القومية المصرية بالعاصمة الإدارية والعلمين الجديدة وبعض مشروعات الإسكان التعاونى فى مصر، والمناطق الأثرية والتاريخية.
وأشار إلى أنه خلال المؤتمر تم تكريم أفضل 6 مشروعات تعاونية على مستوى القارة لعام 2022، وتمثل جميع مناطق القارة شمال وشرق وغرب وجنوب ووسط إفريقيا، بجانب تكريم إحدى جمعيات الإسكان التعاونى المصرية المتميزة، كما تم استعراض دور الشركات المصرية العاملة فى السوق المصرية والإفريقية، والآلية المناسبة لتسويق المنتجات المصرية، وكيفية تحقيق التكامل والتعاون بين الأنشطة التعاونية المختلفة بين الدول المشاركة.
واستطرد كان أحد أهداف إقامة المؤتمر استعراض النهضة العمرانية التى تشهدها مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكذلك فتح مجالات للعمالة المصرية فى الخارج من خلال الشركات المصرية، وفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية بالخارج فيما يتعلق بأنشطة الإسكان وغيرها.
ولفت إلى أن المؤتمر شهد دعمًا غير مسبوق من القيادة السياسية، بجانب التوجيه بالتعريف بالمشروعات القومية لمصر وما توليه الدولة للتعاونيات فى المجالات المختلفة وفقًا لمعايير المنظمات التعاونية الدولية.
وحول الشركات التى شاركت فى المعرض المقام على هامش المؤتمر، قال رزق إن عددًا كبيرًا من الكيانات الكبرى تواجدت داخل المعرض منها المقاولون العرب، وطلعت مصطفى، وحديد عز، وحديد المصريين، بالإضافة إلى الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، وعدد آخر من الشركات الكبرى.
حصلنا على ضوء أخضر بالتعامل مع أى فساد موجود
«طربول» مشروع التنمية الاقتصادية ويساهم فى توفير فرص عمل لأبناء الجيزة
مؤتمر مجلس الوزراء الأفارقة جاء استجابة لتعليمات الرئيس