دعاوى قضائية تطارد شركة لوريال بسبب منتجات تسبب سرطان الرحم

غالبية الفتيات الأمريكيات من أصول أفريقية يستخدمن المستحضرات الكيماوية في سن مبكرة

دعاوى قضائية تطارد شركة لوريال بسبب منتجات تسبب سرطان الرحم
أيمن عزام

أيمن عزام

10:03 م, الثلاثاء, 25 أكتوبر 22

رُفعت دعاوى قضائية ضد شركة مستحضرات التجميل “لوريال” وأطراف عديدة أخرى، وسط مزاعم بأن منتجاتها الكيميائية لاستطالة الشعر تُعرِّض النساء لخطر الإصابة بسرطان الرحم، على نحو أكبر.

وتقدّم محامي الحقوق المدنية بن كرامب، والمحامية دياندرا “فو” ديبروس زيمرمان، وآخرون، بدعوى قضائية، يوم الجمعة، في ولاية إلينوي الأمريكية، نيابة عن جيني ميتشل؛ البالغة من العمر 32 عامًا، والمقيمة في ولاية ميسوري الأمريكية، زاعمين أن سرطان الرحم الذي تعاني منه ميتشل “تسبَّب به مباشرة وعلى نحو وثيق، تعرُّضها المنتظم وطويل الأمد لمادة الفثالات وسِواها من المواد الكيميائية المسبِّبة لاضطرابات الغدد الصمّاء الموجودة في منتجات العناية بالشعر الخاصة بالشركات المدّعى عليها”.

وقالت ديبروس زيمرمان، لوكالة “سي إن إن”، الاثنين، إن الدعوى القضائية تمثل “لحظة فاصلة” للنساء من البشرة داكنة اللون، اللاتي استخدمن منتجات كيميائية لتنعيم الشعر، مثل كِريمات استطالة الشعر.

وفي مؤتمر صحفي عُقد الاثنين، عادت ميتشل بذكرياتها إلى الصف الثالث تقريبًا، حين بدأت تستخدم مستحضرات تمليس الشعر، عندما كانت في الثامنة من عمرها.

مسئولية “لوريال” عن الإصابة بسرطان الرحم

وبحسب الدعوى، شُخّصت ميتشل بإصابتها بسرطان الرحم، في 10 أغسطس 2018، وخضعت لعملية استئصال الرحم بالكامل في مركز مستشفى بون في ميسوري، 24 سبتمبر 2018.

وقالت: “حينها، في الـ28 من عمري، تلاشت أحلامي بأن أصبح أمًّا”. كما لفتت، في الدعوى القضائية، إلى أنه ليس لديها تاريخ عائلي لجهة الإصابة بالسرطان أو سرطان الرحم.

وأشارت ميتشل إلى أن “غالبية الفتيات الأمريكيات من أصول أفريقية، يبدأن باستخدام المستحضرات الكيميائية الملطّفة للشعر وتلك المملِّسة له، في سنٍّ مبكرة”.

 وأضافت أن “المجتمع وضع قواعد عامة على طلتك للانضواء تحتها، حتى تشعر بطريقة معينة. وأنا الصوت الأول لأصوات عديدة تالية ستقف في وجه هذه الشركات وتواجهها، وتقول لها: كفى”.

وواظبت ميتشل على استخدام منتجات تمليس الشعر الكيميائية منذ عام 2000 تقريبًا، ولغاية مارس 2022، وهي تسعى للحصول على تعويض يزيد على 75 ألف دولار، وفقًا للدعوى القضائية.

وقالت المحامية ديبروس زيمرمان إن قضيتين فرديتين أخريين رُفعتا في ولاية كاليفورنيا ومدينة نيويورك الأمريكيتين، ضد شركات لمستحضرات التجميل، ضمنًا “لوريال”، لجهة وجود صلة بين منتجات استطالة الشعر الكيميائية وتشخيص السرطان.

وأوضحت: “أعتقد أننا سنواصل التوكّل عن المزيد من النساء اللاتي سيقاضين شركات أخرى، وستتقدم المزيد من النساء بدعاوى مماثلة”.

ورفعت ميتشل الدعوى، بعد مرور أيام فقط على نشر دراسة بمجلة المعهد الوطني للسرطان، والتي تقدِّر أنه من بين النساء اللاتي يستخدمن بشكل متكرر منتجات كيماوية لتنعيم الشعر، فإن خطر الإصابة بسرطان الرحم في سن السبعين يبلغ حوالي 4%.

أما النساء اللاتي لم يستخدمن منتجات كيماوية لتنعيم الشعر، خلال الـ12 شهرًا الماضية، فقد قدَّرت الدراسة خطر الإصابة بسرطان الرحم لديهن في سن الـ70 عامًا، بنسبة 1.6%.

ولاحظ الباحثون أن النساء من البشرة الداكنة يستخدمن منتجات استطالة الشعر الكيميائية بشكل متكرر أكثر من النساء من البشرة البيضاء.

صاحبات البشرة الداكنة

وأظهرت بيانات الدراسة أن الارتباط بين منتجات استطالة الشعر وحالات سرطان الرحم كانت أكثر وضوحًا بين النساء من البشرة الداكنة، اللاتي شكّلن نسبة 7.4% فقط من المشاركات في الدراسة، لكن 59.9% منهنّ أبلغن عن استخدام مستحضرات استطالة الشعر.

ويُحتمل أن تلعب عوامل عدة دورًا في اللجوء إلى الاستخدام المتكرّر لمنتجات تمليس الشعر، منها: المعايير الأوروبية للجمال، والضغوط الاجتماعية المفروضة على النساء من البشرة السوداء واللاتينيات في أماكن العمل، بالتوازي مع التنوع المرغوب به لتغيير تسريحات الشعر وكيفية التعبير عن الذات.

وأفاد كرامب، في بيان صحفي، أنه “لطالما كانت النساء من البشرة السوداء ضحايا منتجات خطرة يتم تسويقها لهن على وجه التحديد”.

وتابع: “كان الشعر الأسود جميلًا، وسيظل دومًا كذلك، لكن تم إخبار النساء من البشرة سوداء اللون أنه يتعيّن عليهنّ استخدام هذه المنتجات لتلبية معايير المجتمع.

ومن المحتمل أن نكتشف أن حالة السيدة ميتشل المأساوية ليست إلا واحدة من الحالات التي لا تُعد ولا تُحصى التي ضلّلت فيها الشركات النساء سوداوات البشرة بقوة؛ بهدف زيادة أرباحها”.