تخطط مجموعة «بروكنت» العاملة فى نشاط الوساطة التأمينية لتكون ضمن العشرة الكبارعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على المدى الطويل.
وقال أحمد حسنى مؤسس المجموعة ورئيس مجلس إدارتها، إنها تسعى لجلب 240 مليون جنيه أقساطا لصالح شركات التأمين والإعادة التى تعمل معها خلال ثلاث سنوات.
وأوضح أن المجموعة نجحت فى التوسع انطلاقا من الإمارات ومرورا بمصر ووصولا إلى السودان خلال الفترة الحالية وتخطط لافتتاح أذرع جديدة لها فى أفريقيا.
وأكد أنها تعمل على تطوير بنيتها التكنولوجيا وابتكار طرق توزيع جديدة والمزج بين منتجات التأمين بهدف زيادة الانتشار فى المجتمع وتعظيم مساهمة القطاع فى الناتج المحلى الإجمالى..وإلى نص الحوار .
● «المال»: متى بدأت فكرة تأسيس مجموعة «بروكنت»؟
حسنى: بدأت العمل فى نشاط التأمين عبر بوابة شركة «أليانز للتأمين» منذ عام 2002 وحتى عام 2012 وتعلمت منها الكثير، ثم توجهت فى 2012 إلى دبى لتولى منصب مدير تطوير الأعمال لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا فى شركة «هانسرد إنترناشيونال» الإنجليزية لتأمينات الحياة.
وأتاح لى ذلك التعرف على مختلف قنوات التوزيع فى نشاط التأمين والتعرف على احتياجات الوسطاء ما بين الفترة من 2012 وحتى عام 2017.
وجاءت فكرة تأسيس «بروكنت» لخلق كيان يضم الوسطاء من ذوى حجم الأعمال الصغير والمتوسط، ليعبر عنهم ويساعدهم فى المنافسة مع الشركات الكبيرة العاملة فى النشاط، وتم البحث فى تجارب الأسواق الأوروبية والأمريكية خلال الخمسين عاما الماضية والتى يوجد بها ما يسمى بشبكات الوسطاء والاتحاد الإستراتيجى لهم.
وتفتقد منطقة الشرق الأوسط وجود مثل هذه الكيانات التى تتيح اندماجات بين الوسطاء الأفراد لذا تم تأسيس شركة «بروكنت» للوساطة المباشرة ووساطة إعادة التأمين والاستشارات التأمينية فى دبى عام 2017.
وتستهدف الشركة أن تكون أول شبكة للوسطاء فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بجانب توفير خدمات الوساطة المباشرة وفى «إعادة التأمين » والاستشارات.
وتم اختيار دبى لتأسيس الشركة فى البداية للاستفادة من خبراتى وعلاقات العمل هناك خلال تلك الفترة وكذلك الاستفادة من كون الإمارة مركزا ماليا إقليميا.
وتم تأسيس «بروكنت» للتكنولوجيا عام 2018 فى مركز دبى المالى العالمى «DIFC» للاستفادة من ذلك النشاط.
● «المال»: متى بدأت خطوات دخول سوق التأمين المصرية؟
حسنى: واجهنا فى عام 2020 أزمة جائحة كورونا «كوفيد-19» والتى أظهرت مدى تماسك وقوة الاقتصاد المصرى وكذلك معدلات النمو الجيدة لقطاع التأمين به لذا تبلورت فكرة التوسع فى مصر إلا أن تلك الفترة كان بها توقف فى منح تراخيص جديدة لنشاط الوساطة التأمينية والذى ظل قرابة عام.
الاستحواذ على «كولنز» جاء بعد توقف منح التراخيص فى 2020
لذلك تم اللجوء إلى الاستحواذ على شركتى «كولنز» للوساطة المباشرة ووساطة الإعادة العاملتين فى سوق التأمين المصرية.
وبدأت عملية الاستحواذ فى 2021 وانتهت رسميا منذ أيام عبر تغيير اسم الشركتين إلى «بروكنت لوساطة التأمين” و«بروكنت لوساطة إعادة التأمين».
● «المال»: هل المجموعة تدرس التوسع فى أسواق أخرى؟
حسنى: حصلنا على موافقة مبدئية من الجهات الرقابية السودانية لتأسيس شركة وساطة فى تلك السوق، وتم اختيار السوق السودانية بسبب التشابه الكبير بينها وبين مصر وتجمعهما لغة واحدة ونهر واحد.
والسوق السودانية متعطشة للأفكار والخبرات والاستثمارات الأجنبية وبدأت الدولة تشجع المستثمرين على تأسيس شركات بها.
وتعتبر مصر والسودان بداية توسع المجموعة فى القارة الأفريقية، وندرس افتتاح شركات جديدة بها وجار المفاضلة بين عدة مناطق سواء فى الشرق أو الشمال أو الوسط، وسيتم حسم القرار خلال العام المقبل.
● «المال»: من هم المساهمون فى المجموعة؟
حسنى: المساهمون فى جميع شركات المجموعة هم أحمد حسنى والباقى صغار المساهمين من العائلة نفسها أيضا.
● «المال»: ما هى أهداف المجموعة؟
حسنى: تسعى المجموعة لبناء حاضنة ومدرسة خاصة بنشاطى الوساطة المباشرة ووساطة إعادة التأمين من خلال الاستفادة من تجربتها ومواكبة الجديد فى الأسواق العالمية والإقليمية فى ذلك النشاط.
25 مليون جنيه متوسط حجم الاستثمارات ونخطط لجلب 60 مليونا أقساطا خلال 2023
● «المال»: كم حجم استثمارات المجموعة؟
حسنى: يبلغ متوسط حجم الاستثمارات حاليا 25 مليون جنيه فى كل شركات المجموعة خلال الخمس سنوات المقبلة.
● «المال»: كم حجم الأعمال المستهدف على المدى القصير والمتوسط والطويل وخطة العمل؟
حسنى: سوف تجرى إعادة هيكلة لشركات المجموعة بهدف وضع خطة عمل إستراتيجية لكل منها وفقا لتخصصها وظروف السوق الذى تعمل به.
وتطمح المجموعة لتكون من العشرة الكبار فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال خمس سنوات فى نشاط الوساطة التأمينية والاستشارات.
وتستهدف المجموعة خلال العام المقبل جلب 50 مليون جنيه أقساطا فى السوق المصرية فقط فى نشاطى الوساطة المباشرة ووساطة إعادة التأمين.
وتركز الشركة على عدة فروع تأمين وهى التأمينات العامة و«الطبى» ونشاط الحياة وتستهدف العملاء المؤسسات من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وبالنسبة للشركة الجديدة فى السودان فإنه بعد الحصول على الموافقات اللازمة لها لمزاولة نشاطها فهى تستهدف جلب ما يوازى 10 ملايين جنيه أقساطا فى عامها الأول.
لذا فإن إجمالى مستهدفات المجموعة خلال العام المقبل هو جلب 60 مليون جنيه أقساطا من خلال عملها فى مصر والسودان.
وتخطط المجموعة لجلب 240 مليون جنيه أقساطا خلال الثلاث سنوات المقبلة فى الأسواق التى تعمل بها.
● «المال»: كيف ترى دور التكنولوجيا فى نشاط التأمين خاصة الوساطة والاستشارات؟
حسنى: بنت المجموعة نظما تكنولوجية وهى من أهم أولوياتنا ونوظفها عبر تطبيقها فى التوزيع للوثائق بشكل مختلف.
وتستعد المجموعة خلال النصف الأول من 2023 لإطلاق إصدار جديد من نظامها التكنولوجى يقدم مميزات مبتكرة فى التوزيع لمنتجات جديدة.
وتحتاج السوق إلى المزج بين المنتجات والتغطيات مثل بيع وثيقة تأمين الوحدة السكنية مع بوليصة السيارات التكميلى بشكل إلكترونى بهدف زيادة الانتشار وجذب شرائح جديدة من العملاء وتنويع المنتجات والابتكار فى طرق التوزيع والبيع.
● «المال»: هل تدرسون مزاولة التسويق الإلكترونى؟
حسنى: تدرس المجموعة كذلك المشاركة فى منظومة التوزيع الإلكترونى لوثائق التأمين النمطية مثل الحوادث ومتناهى الصغر والحياة المؤقت.
● «المال»: ما هو دور الوسيط فى تسويق المنتجات الجديدة؟
حسنى: تزداد أهمية دور الوسيط يوما بعد يوم، فى توعية العملاء وجذب شرائح جديدة منهم مستغلا عملية التحول الرقمى فى السوق للمساهمة فى تطوير المنتجات وتلبية احتياجات المؤمن عليهم.
وتعتبر السوق المصرية واعدة وتتطور نتيجة للمنافسة بين اللاعبين به سواء فى نشاط التأمين أو الوساطة، وتعد الاحترافية والأمانة هى كلمة السر فى نجاح الوسيط فى أداء دوره ليعكس صورة القطاع فى المنطقة.
دور اتحاد الوسطاء مهم فى الارتقاء بالمهنة وتنمية مهارات العنصر البشرى أبرز التحديات
● «المال»: ما مدى الحاجة لكيان تنظيمى يجمع وسطاء التأمين؟
حسنى: وسطاء التأمين فى حاجة إلى اتحاد يجمعهم، ونحن فى انتظار صدور قانون تنظيم التأمين الموحد والذى ينص فى بنوده على تأسيس اتحادات تضم العاملين فى المهن المختلفة المنبثقة عن الصناعة وبما فيها الوساطة.
وسوف يساهم اتحاد الوسطاء فى الدفاع عن حقوقهم وتلبية احتياجاتهم التدريبية وكذلك توصيل صوتهم للجهات المختلفة وكذلك تجميع الأفكار لتطوير النشاط والارتقاء بالعاملين به.
وسيلعب الاتحاد دورا هاما فى إعداد ميثاق شرف مهنى للوسطاء لتنظيم العلاقة والمنافسة فيما بينهم.
● «المال»: ما هى أبرز التحديات التى تواجه قطاع التأمين؟
حسنى: أهم التحديات التى تواجه السوق تكمن فى تطوير العنصر البشرى بهدف زيادة مساهمة القطاع فى الناتج المحلى الإجمالى وكذلك نسبة المؤمن عليهم إلى عدد السكان.
وتتم عملية التدريب عبر حاضنات وبرامج من خلال معهد التأمين وغيره من الجهات فى مصر وخارجها والتى تساعد فى تطوير مهارات العاملين بالصناعة.
كما أن من التحديات كذلك تطوير نظم ونماذج العمل «Business Model» والاستفادة من التكنولوجيا فى تطوير طرق البيع والتوزيع للمنتجات وتوافر بيئة تشريعية تساعد على التطوير والنمو.
● «المال»: هل سوق شركات الوساطة تشبعت أم فى حاجة إلى كيانات مؤسسية جديدة؟
حسنى: السوق ما زالت جاذبة للاستثمارات الجديدة وفى حاجة إلى كيانات أكثر فى ظل عدد السكان الكبير والإمكانيات الاقتصادية وضعف مؤشرات الاختراق فى قطاع التأمين.
السوق تستوعب لاعبين جددا ولابد من استغلال مواقع التواصل فى التوعية
● «المال»: ما هى سبل زيادة الوعى التأمينى بالمجتمع؟
حسنى: يمكن زيادة الوعى التأمينى بالمجتمع عبر تضافر الجهود ودور الوسيط فى الشرح الوافى والأمين للتغطيات بالوثائق ومساعدة العميل فى معرفة احتياجاته وتلبيتها، بجانب استغلال مواقع التواصل الاجتماعى وأيضا الحملات الإعلانية.
وتلعب الهيئة العامة للرقابة المالية والاتحاد المصرى للتأمين وشركات القطاع دورا مهما فى توعية العملاء من خلال النشرات والحملات المختلفة.
ويعتبر العميل هو أهم دعاية للقطاع من خلال زيادة وعيه التأمينى فيقوم بمساعدة غيره من العملاء فى معرفة أهمية الصناعة وطبيعتها.