حققت ملاذات سياحية مثل مدينتي أورلاندو و أواهو Oahu في الولايات المتحدة إيرادات أكبر من الضرائب المقررة على إقامات الفنادق بالليلة مقارنة بالمدن الأمريكية الأخرى التي تعتمد على سفريات العمل ، بحسب تقرير لوكالة بلومبرج.
وشهدت المدن التي تعتمد بكثافة على السفر التجاري تراجعات أكبر في الإيرادات لكل حجرة متاحة منذ بدء الجائحة، بحسب بيانات جمعها جستن مارلو من جامعة شيكاغو.
وعلى سبيل المثال، فمدينة بوسطن التي تعد واحدة من المدن التجارية الأمريكية قد سجلت تراجعات بنسبة 70% في الإيرادات لكل حجرة متاحة مقارنة بمدينة فونكس Phoenix ، المعتمدة على الترفيه، التي شهدت تراجعات بنسبة 39% في الإيرادات.
وقال مارلو :” يدفع الناس أموالا أكبر في سفريات الترفيه خصوصا في مقاصد الترفيه التقليدية.”
ومقابل هذا، بات الناس يدفعون أموالا أقل على سفريات العمل، بالنظر إلى أن الاجتماعات يمكن عقدها عبر تطبيق زووم مما يجعلهم أقل استعدادا للسفر إلى أنواع معينة من المقاصد.
ويشير التقرير إلى أن الجائحة قد عززت الإنقسام بين سفريات العمل وسفريات الترفيه. كانت المدن التي تخلفت هي تلك التي تعتمد على اجتماعات الأعمال والحضور الشخصي، بينما انتعشت بوتيرة أسرع تلك التي تعتمد على الترفيه.
وقال ريتشارد شوام، المحلل لدى شركة إلاينس بيرنشتاين:” أعتقد أنه يمكن إرجاع تعطل التعافي جزئيا إلى الاقتصاد، إذ يتوقع المزيد من الناس سقوطه في هوة الركود. لكنني لا أزال أعتقد أن نوعية سفريات الأعمال التي تدفعك للسفر من أجل إبرام المزيد من الأعمال يصعب استبدالها ببرنامج زووم.”
سفريات العمل مكافآت للموظفين
تشير إحصائيات السفر إلى أن 1.3 مليون شخص يسافرون لقضاء أعمال كل يوم في الولايات المتحدة وحدها، بحسب موقع كوندور.
ونمت سفريات العمل للشركات عالميا، و اجتذبت إنفاقا بقيمة 1.3 تريليون دولار عام 2017، وسط تقديرات بزيادته إلى 1.6 تريليون عام 2020 وإلى 1.7 تريليون دولار عام 2022.
وتدعم البيانات فكرة أن الشركات تعتقد أن السفر يعزز فرص نموها، كما يعتبره معظم الموظفين بمثابة مكافأة لهم. ربما يرجع هذا إلى أن المسافرين يعتبرونه فرصة لمزج العمل بالترفيه.
ولعل الدليل الأبرز على هذا هو أن نسبة 40% من سفريات العمل يتم تمديدها لتلبية أغراض الترفيه، مع محاولة نسبة 80% من الموظفين إدراج أنشطة الترفيه ضمن برامج رحلات العمل.