أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن جائحة كورونا أدت إلى تسريع وتيرة الرقمنة، وخلق فرص كبيرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات؛ موضحًا أنه وفقًا لتقرير عالمى تم تطبيقه على آلاف الشركات من دول مختلفة فقد ارتفع عدد الشركات التى ترغب فى رقمنة عملها من 25 % قبل الجائحة إلى 64 % بعد أسابيع من الجائحة.
وأشار إلى التوجه العالمى نحو الشراكة بين الإنسان والتكنولوجيا فى تخصصات، مثل الذكاء الاصطناعى وسلاسل الكتل والواقع الافتراضى والواقع المعزز وهو الأمر الذى نتج عنه تغير فى عدد وطبيعة الوظائف بشكل كبير فى أنحاء العالم.
جاء ذلك فى كلمة ألقاها طلعت خلال مشاركته فى ندوة بعنوان: “مصر الرقمية التحول إلى مجتمع رقمى متكامل” التى نظمتها جامعة عين شمس بكلية الطب؛ بحضور الدكتور محمود المتينى رئيس الجامعة، والدكتور أيمن صالح نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة غادة فاروق القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور أسامة منصور القائم بأعمال عميد كلية طب عين شمس، وبمشاركة أكثر من 500 طالب وطالبة من جامعة عين شمس.
وأشار الدكتور طلعت فى كلمته إلى أن الدول الأكثر استخدامًا للتكنولوجيا الحديثة حاليًا هى التى تشهد انخفاضًا فى معدلات البطالة؛ موضحا أن تكنولوجيا المعلومات أتاحت فرصا للشباب للمنافسة فى أسواق العمل العالمية.
وأضاف أن الوظائف المرتبطة بعلوم البيانات هى الأكثر جاذبية فى القرن 21 لاسيما المتعلقة بوظائف أخصائى معالجة النصوص ومتخصص إحصاء ومصمم المتحدث الآلى واخصائى أخلاقيات الرقمية ومبرمج تعلم الألة؛ داعيا الطلاب الحاضرين إلى تنمية قدراتهم على النحو الذى يؤهلهم للمنافسة فى أسواق العمل المحلية والاقليمية والدولية.
وتطرق إلى مراحل التطور التكنولوجى؛ لافتا الى أن تكيف الانسانية مع الاختراعات الحديثة والتكنولوجيا أصبح أكثر سرعة؛ حيث أنه وفقا للمعدلات الزمنية المطلوبة للوصول إلى 50 مليون مستخدم؛ فقد استغرق العالم 50 عاما للوصول إلى هذا العدد من المستخدمين للتليفون الأرضى؛ بينما تتطلب 46 عاما بالنسبة للكهرباء، و19 شهرا بالنسبة للانستجرام، و19 يوما فقط بالنسبة لبوكيمون جو.
ولفت “طلعت” إلى تطويع التكنولوجيا فى مجالات مختلفة منها الطب الشخصى، والتطوير الجينى، والطباعة ثلاثية الأبعاد للأعضاء البشرية وتحليل الصور بالذكاء الاصطناعى؛ موضحا الصناعات البازغة الأكثر طلبا فى السوق ومنها مجالات الهندسة المتعددة التخصصات، وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعى، والتصميم الحضارى مثل المدينة الذكية التى تعتمد على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى إدارتها ومرافقها ومنها الطاقة الذكية والرعاية الصحية الذكية ووسائل المواصلات الذكية.
وأوضح أن منظومة التدريب فى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تستهدف كل من المتخصصين فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وغير المتخصصين الراغبين فى التعلم وتوظيف التكنولوجيا فى مجال عملهم، مؤكدا أن الوزارة أنشأت 8 مراكز ابداع مصر الرقمية كمرحلة أولى ويتم العمل حاليا على إنشاء 14 مركزا جديدا فى المرحلة الثانية؛ مضيفا أن هناك أكثر من 150 خدمة على منصة مصر الرقمية، كما يتم تنفيذ مشروعات لإتاحة النفاذ إلى الإنترنت ورفع كفاءته مما أدى إلى تضاعف سرعة الإنترنت 8 أضعاف لتصبح مصر الأولى على قارة أفريقيا فى سرعة الانترنت.
وردا على أسئلة الطلاب؛ أكد طلعت حرص الوزارة على بناء القدرات الرقمية للشباب لتوفير الكفاءات والمهارات التي تعد بمثابة العمود الفقرى لصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما أنها تعد من أبرز التحديات التى تواجه هذه الصناعة.
وأشار “طلعت” إلى أن التحول الرقمى هو أحد روافد بناء مصر الرقمية؛ حيث تتعاون الوزارة مع كافة الوزارات لرقمنة خدماتها، موضحا إجراءات التسجيل ومعايير التحقق على منصة مصر الرقمية؛ مشددًا على حرص الوزارة على اتخاذ كل الإجراءات التي تضمن حماية بيانات المواطنين على المنصة.
كما أشاد بجامعة عين شمس وبجهود رئيس الجامعة؛ موضحا مجالات التعاون بين الوزارة والجامعة لرفع كفاءة البنية التحتية المعلوماتية للجامعة وزيادة سرعة الانترنت، وتحقيق خطوات وثابة فى التحول الرقمى داخل الجامعة؛ مشيرا إلى أن الجامعة هى الأكثر تقدما فى ميكنة المستشفيات الجامعية.
وفى كلمته، رحب الدكتور محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس بالسيد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووصفه بأنه واحد من أهم الخبراء فى المنطقة والعالم.
مؤكدًا حرص الجامعة على إقامة فعاليات هامة لأبنائها الطلاب، لتثقيفهم وتوعيتهم بكافة المستجدات على مختلف الأصعدة.
مشيرا إلى دعم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المستمر للجامعة بشكل فنى وعينى كبير، إلى جانب التواصل يوميا وعلى مدار الساعة مع الوزارة وحل أية مشكلة قد تطرأ على الفور.
كما تطرق إلى فترة انتشار فيروس كوفيد 19 ، والذى كان بمثابة تحدياً للجميع ، مما أدى إلى حتمية التحول الرقمى بشكل كبير وغير مسبوق، حيث قامت الجامعة بعمل منصة الكترونية (LMS) شملت تسجيل المحاضرات، والمحاضرات التفاعلية وغير التفاعلية، والدفع الإلكترونى وغيرها، مؤكدا أن هذا ليس على مستوى الجامعة فقط بل شمل كل الوزارات، والهيئات والمؤسسات فى مصر، لافتا إلى ميكنة المستشفيات الجامعية بجامعة عين شمس والذى تم بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة الصحة والذى أصبح على بعد خطوات قليلة من تحقيقه بشكل كامل.
وأشار إلى مركز الابتكار وريادة الأعمال والتطور التكنولوجى الذى تقوم به جامعة عين شمس وأيضا مركز التوظيف المعنى بشباب خريجى جامعة عين شمس لتلقى الأفكار والرؤى بين الطلاب وشباب الباحثين والخريجين والدعم الذى يتطلبه إنجاح هذه المشروعات من جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأبدى الدكتور أيمن صالح نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث سعادته بمناقشة مثل هذه الموضوعات الجادة التى من شأنها رفع مستوى وعى الطلاب؛ مشيرًا إلى أن نجاح مصر فى التحول الرقمى هو النجاح الذى يضمن لها الاستمرارية فى التواجد بين أكبر دول العالم.
ورحبت الدكتورة غادة فاروق، القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون المجتمع وتنمية البيئة بالحضور فى رحاب جامعة عين شمس؛ مضيفة أن التحول الرقمى أصبح ضرورة من ضروريات الحياة وليس رفاهية نظرا لتشابكه مع جميع التخصصات.