قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، لأعضاء الحزب الشيوعي الحاكم في بكين اليوم الأحد، إن الصين ستتحد مع تايوان بالقوة إذا تطلب الأمر، بحسب شبكة ” سى إن إن” الأمريكية.
وقال بينغ: “سنواصل السعي من أجل الاتحاد مجددا بشكل سلمي، بأكبر قدر من الإخلاص وبأقصى جهد، لكننا لن نعد أبدًا بالتخلي عن استخدام القوة ونحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة”، حسب قوله.
الرئيس الصيني : “عجلة التاريخ تجري باتجاه إعادة توحيد الصين”
وتابع الرئيس الصيني قائلا: “عجلة التاريخ تجري باتجاه إعادة توحيد الصين وتجديد شباب الأمة الصينية، يجب التوصل إلى توحيد كامل لبلادنا”، على حد تعبيره.
ولقي التهديد الصارم لتايوان أعلى مستويات التصفيق خلال كلمة الرئيس الصيني التي قاربت مدتها الساعتين.
وقال بينغ عن قوة الجيش، إن الصين “ستؤسس نظام ردع استراتيجي قوي” و”ستُكثف تدريباتها العسكرية تحت ظروف الحرب” للبناء على المكاسب التي حققتها قوتها الدفاعية.
تايوان : لن نتنازل عن قيم السيادة والديمقراطية والحرية
من جانبها أكدت تايوان أنها لن تتنازل عن قيم السيادة والديمقراطية والحرية، في إطار ردها على تهديد الرئيس الصيني شي جين بينغ بإمكانية استخدام “القوة” لضمها إلى بكين، وفق ما قاله المكتب الرئاسي في تايوان.
وقال المكتب الرئاسي في رده على الرئيس الصيني: “يتابع مجلس الأمن القومي الوضع عن كثب وسيواصل منح الكثير من الاهتمام للتطورات اللاحقة”، حسبما جاء على لسان متحدث الرئاسة، تشانغ تون-هان.
وأضاف المتحدث باسم المكتب: “عبرت تايوان عن رأيها بشكل واضح، نحن نرفض بحزم سياسة (صين واحدة بنظامين)”، حسب قوله.
وأضاف تشانغ قائلا: “لقد تعاهد التايوانيون على عدم التنازل عن السيادة على الأرض والديمقراطية والحرية، ولا يجب أن تكون المواجهة العسكرية خيارا بالنسبة لطرفي مضيق تايوان”.
الصين تعتبر تايوان مقاطعة انفصالية
وتعتبر الصين تايوان مقاطعة انفصالية ستخضع في النهاية لسيطرة بكين مرة أخرى.
ومع ذلك، ترى تايوان نفسها كدولة مستقلة لها دستورها وقادتها المنتخبون ديمقراطياً.
تشير المصادر التاريخية إلى أن الجزيرة خضعت لأول مرة للسيطرة الصينية الكاملة في القرن السابع عشر عندما بدأت سلالة تشينغ الحاكمة في إدارتها. وفي عام 1895 تخلت مملكة تشينغ عن الجزيرة لليابان بعد خسارة الحرب الصينية اليابانية الأولى.
واستولت الصين على الجزيرة مرة أخرى في عام 1945 بعد خسارة اليابان في الحرب العالمية الثانية.
لكن بعد ذلك، نشبت حرب أهلية في الصين القارية بين القوات الحكومية القومية بقيادة تشيانغ كاي شيك، والحزب الشيوعي الذي يتزعمه ماو تسي تونغ. وانتصر الشيوعيون في عام 1949 وسيطروا على بكين.
ونتيجة لذلك، فر تشيانغ كاي شيك ومَن بقي من الحزب القومي إلى تايوان، حيث حكموا لعدة عقود تالية.
وتشير الصين إلى هذا التاريخ لتقول إن تايوان كانت في الأصل مقاطعة صينية. لكنّ التايوانيين يشيرون إلى نفس التاريخ ليقولوا إنهم لم يكونوا أبداً جزءاً من الدولة الصينية الحديثة التي تشكلت لأول مرة بعد الثورة في عام 1911 – أو جمهورية الصين الشعبية التي تأسست في عهد ماو تسي تونغ في عام 1949.
وتعترف حاليا حوالى 13 دولة بتايوان كدولة ذات سيادة.
وتمارس الصين ضغوطاً دبلوماسية كبيرة على الدول الأخرى لعدم الاعتراف بتايوان، أو القيام بأي شيء يلمّح إلى هذا الاعتراف.