يهدد النقص فى الاستثمارات الموجهة لتصنيع البطاريات وإقامة محطات شحن المركبات الكهربائية بعدم تنفيذ مشروعات التاكسى الطائر عالميًا؛ فضلًا عن تباطؤ وتيرة التحول للسيارات النظيفة.
قال مراقبون إن نقص محطات شحن السيارات الكهربائية يعنى أن زيادة الاستثمار فى هذه المركبات لن يؤتى ثماره فى المدى القريب، بحسب موقع «جست أوتو» المتخصص فى أخبار السيارات.
قال إيميليو كامبا، المحلل فى شركة الأبحاث جلوبال داتا «إذا لم يتم إنشاء البنى التحتية للمركبات الكهربائية، مثل البطاريات ومحطات الشحن ، فلن تتمكن الحكومات من تبرير إنفاق أموال دافعى الضرائب على هذا القطاع».
ويؤيد محلل النقل الحاجة إلى إنشاء المزيد من محطات الشحن العامة، إذ من المتوقع أن يكون هناك أكثر من 27.5 مليون مركبة كهربائية مصنوعة بحلول عام 2030.
ومع ذلك، فإن الطلب المتزايد على الليثيوم، لإنتاج المركبات الكهربائية الخفيفة، سوف يفوق الإمدادات بأكثر من 2.4 مليون طن بحلول عام 2030.
ويقول كامبا: «سيؤدى هذا إلى رفع أسعار السيارات الكهربائية، كما أن المركبات الجديدة التى تعتمد على البطاريات، مثل التاكسى الطائر، ستكون فى ذيل قائمة الانتظار، ما يؤدى إلى توقف تنفيذها».
وأضاف «لا نفتقر إلى نقص المعادن اللازمة لإنتاج البطاريات فحسب، بل إلى البنية التحتية العامة للشحن».
وتابع إنه عند النظر إلى المركبات الكهربائية، غالبًا ما تكون البنية التحتية للشحن محورًا رئيسيًا للسياسات الحكومية، لكن الاستثمارات (فى محطات الشحن) لا تزال مفقودة.
وأشار المحلل فى جلوبال داتا إلى أن السيارات الكهربائية ليست وحدها التى تحتاج إلى البطاريات بل ستعتمد عليها تقنيات النقل المبتكرة التى يُستهدف أن تتاح فى كل مكان بحلول عام 2030، خاصة التاكسى الطائر.
وأوضح كامبا أنه إذا لم يكن هناك إنتاج كافٍ من بطاريات السيارات الكهربائية، فلن يكون هناك بالتأكيد سيارات التاكسى الطائر، مشيرًا إلى أن حلم أساطيل التاكسى الطائر لن ينطلق بحلول عام 2030.
يذكر أن أول رحلة تجريبية لخدمة التاكسى الجوى الجديدة، الذى أطلق عليه «التاكسى الطائر» أقلعت من مطار فيوميتشينو الإيطالى يوم 6 أكتوبر الحالي، إذ سيتم إطلاقه رسميًا فى عام 2024، وفقا لوكالة “نوفا” الإيطالية.
وذكرت الوكالة أنه تم تقديم أول منفذ موانئ عمودية «فرتى بورت» تجريبى فى إيطاليا فى مطار ليوناردو دافنشي، المجهز ببنية تحتية للتنقل الجوى تسمح بالهبوط الرأسى والآمن للطائرات الخفيفة “فولوكوبتر”، المستخدمة لنقل الأشخاص على الطرق الحضرية.
ويستمر الطلب على السيارات الكهربائية حاليًا فى التنامى، إذ تحفز أسعار البنزين المرتفعة السائقين على التحول إلى السيارات الهجينة والسيارات الكهربائية، فيما تتوجه شركات السيارات مثل فولفو للتوقف التدريجى عن بيع السيارات التقليدية بحلول عام 2030، وادعت فولفو أن ذلك جزء من خطة مناخية للمساعدة فى تقليل انبعاثات الكربون.
كما يقوم صانعو السيارات بتزويد سياراتهم بالكهرباء، ومع ذلك، يواجه صانعو السيارات الكهربائية تحديات، مع قيام المملكة المتحدة وألمانيا بخفض الدعم، وتضغط الولايات المتحدة لتقليل الاعتماد على المعادن والمكونات الصينية، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة إنتاج البطاريات.
وأظهرت بيانات أن مبيعات البطاريات العالمية ارتفعت إلى 39.7 جيجاوات/ساعة فى يوليو، بزيادة %80 على العام السابق.
وقادت الشركات الصينية النمو الإجمالى فى صناعة البطاريات الكهربائية فى يوليو الماضي، بينما انخفض إجمالى الحصة السوقية لثلاث شركات لتصنيع البطاريات فى كوريا الجنوبية، وهى إل جى وسامسونج وإس كيه إلى %25.9 من %34.2 قبل عام.
يشار إلى أن شركة BYD الصينية قفزت إلى المركز الثانى فى التصنيف العالمى لبطاريات السيارات الكهربائية فى يوليو الماضي، متجاوزة شركة إل جى مع تنامى الطلب الصينى على السيارات الصديقة للبيئة.
زودت الشركة الصينية 6.4 جيجاوات/ساعة من البطاريات، بعد شركة التكنولوجيا «Amperex Technology» العملاقة التى زودت بطاريات بقدرة 13.3 جيجاوات/ ساعة.
وتراجعت شركة إل جى إلى المركز الثالث بـقدرة 4.4 جيجاوات فى الساعة، تليها باناسونيك اليابانية عند 2.9 جيجاوات فى الساعة، وفقًا للبيانات الصادرة عن «SNE Research».
واحتلت شركة صينية أخرى، وهى شركة China Aviation Lithium Battery Co أو CALB، المرتبة السادسة من حيث المبيعات فى يوليو، متجاوزة شركة سامسونج الكورية.