حققت عشر شركات أدوية فى السوق المصرية مبيعات إجمالية بقيمة 48.1 مليار جنيه خلال عام 2021 وفقا لمصادر مطلعة ولبيانات معلنة من جانب الشركات.
وسجلت شركة «نوفارتس فارما» للأدوية مبيعات بقيمة 9.5 مليار جنيه خلال عام 2021 لتكون الشركة السويسرية الأعلى مبيعًا فى سوق الدواء المصرية.
ويقع مصنع شركة نوفارتس فى مصر على مساحة 80 ألف متر مربع، وتم إنشاؤه فى عام 1962، ويعمل وفقًا لأعلى معايير الجودة العالمية، ويختص بإنتاج 107 أنواع دوائية، لتلبية %7 من احتياجات الدواء فى السوق المحلية، كما يعمل بمجموعة “نوفارتس مصر” نحو 2000 موظف، منهم 500 صيدلى وخبير فنى، يعملون بالمصنع.
كما وصلت مبيعات شركة «سانوفى» الفرنسية إلى 6.8 مليار جنيه خلال العام نفسه، وحققت «جلاكسو سميثكلاين» مبيعات بقيمة 5.8 مليار.
وتغطى شركة «سانوفى» سبعة مجالات علاجية رئيسية وهى: الأمراض القلبية، الجهاز العصبى المركزى، مرض السكرى، الطب الباطنى، علم الأورام، تخثر الدم، بالإضافة إلى أن الشركة أكبر مُنتج للقاحات عالميًا من خلال فرعها «سانوفى باستور» .
وحققت شركة «فاركو» للأدوية مبيعات بقيمة 5.5 مليار جنيه، ووصلت مبيعات شركة «أمون» للأدوية لـ 4.7 مليار خلال العام الماضى.
وتعد شركة “فاركو” من أبرز شركات الأدوية اعتمادًا على الإنتاج المحلى وتوطين صناعة الأدوية، كما تمتلك “فاركو B “ التى تنتج أجود الأدوية والمضادات الحيوية من خلال مصانع مجهزة على أعلى مستوى لصناعة المضادات والأدوية الحيوية.
واختارت مجلة “فوربس” الدكتور شيرين حلمى الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة فاركو للأدوية، فى المركز الـ12 فى الشرق الأوسط، والأول فى مصر ضمن قائمة أقوى 50 قائدا لشركات الرعاية الصحية فى الشرق الأوسط، والتى تضم رؤساء أكبر مؤسسات القطاع الصحى الأكثر تأثيرًا على حياة ملايين الأفراد فى المنطقة وخارجها.
ووصلت مبيعات شركة «الحكمة» إلى 3.4 مليار جنيه، وسجلت نفس القيمة تقريبًا «روش» السويسرية، والشركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية «إيبيكو» إلى 3.2 مليار.
فيما تتبنى شركة أدوية الحكمة فى مصر، التابعة لشركة «الحكمة» العالمية متعددة الجنسيات، خططًا استثمارية توسعية فى السوق المحلية تتماشى مع رؤية مصر لعام 2030، والتى تتضمن توطين صناعة الدواء.
وقال مسعود عبدالمجيد العضو المنتدب لشركة أدوية الحكمة – فى حوار سابق لـ «المال» – إنَّها تعمل على إضافة من 6 إلى 8 منتجات دوائية جديدة كل عام، مع ضخ استثمارات فى التوسعات المرتقبة، سواء على صعيد إضافة منتجات جديدة أو تحديث مركز الأبحاث والتطوير.
وذكر «عبدالمجيد» أن الشركة تعمل على توفير المستحضرات الدوائية المصنعة محليًّا للأورام بجميع أشكالها منذ عدة سنوات وبجودة عالية، وبالتالى تعتبر هى الشركة الأولى لتصنيع أدوية الأورام فى مصر.
وجاءت مبيعات شركة «فايزر» الأمريكية بقيمة 2.9 مليار جنيه، وحققت شركة «أسترازينيكا» الإنجليزية مبيعات بنفس القيمة خلال العام الماضى.
وقالت شركة «فايزر» فى بيان صحفى سابق، إنها لن تسعى إلى تحقيق أى أرباح بعد الآن من بيع الأدوية ذات براءة الاختراع الخاصة بها، إلى 45 دولة منخفضة الدخل، مضيفة أن الخطة تشمل 23 دواء ولقاحا، لها جميعًا براءة اختراع، لعلاج أمراض التهابات مُعدية ونادرة، وبعض أنواع السرطان.
وقالت إن الأدوية واللقاحات الجديدة ستباع بسعر التكلفة، وكانت الشركة قد تعرضت فى السابق لانتقادات بسبب جنى أرباح من اللقاحات المرتبطة بفيروس كورونا.
وقال الدكتور حاتم الوردانى، رئيس مجلس إدارة «أسترازينيكا مصر» إنها تنوى زيادة استثماراتها فى مصر خلال الفترة المقبلة، إذ تعتبر من الأسواق المهمة للغاية بالنسبة للشركة، سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى، مشيرا إلى أنها تسعى للمشاركة فى دعم ومساندة القطاع الصحى المصرى.
وأضاف – فى تصريحات سابقة لـ «المال» – أنَّ هذا يظهر فى تواجد «أسترازينيكا» بالسوق المصرية، منذ أكثر من 54 عامًا، إذ تخطى حجم استثمارات الشركة حاجز المليار جنيه، وبلغ رأس مالها الاستثمارى حوالى 60 مليون دولار.
وأشار إلى أنَّ الشركة لديها أكثر من 800 موظف فى مصر، ومصنع تم إنشاؤه فى 2006 بطاقة إنتاجية حوالى 900 مليون قرص فى السنة، لافتًا إلى أنَّ الشركة تخطط لمضاعفة استثماراتها فى مصر خلال ثلاث سنوات.
فى سياق متصل، توقعت وكالة «فيتش سولوشنز» زيادة قيمة المبيعات فى سوق الدواء المصرى عام 2022 إلى 82.3 مليار جنيه (5.1 مليار دولار) مقارنة مع 77.2 مليار (4.9 مليار دولار) فى عام 2021.
كما توقعت الوكالة فى تقرير حصلت «المال» على نسخة منه زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية إلى 374.0 مليار جنيه مصرى (23.0 مليار دولار) فى عام 2022 مقارنة مع 333.9 مليار (21.3 مليار دولار) فى 2021.
وتوقع التقرير انخفاض الإنفاق على الأدوية كنسبة من إجمالى الإنفاق على الرعاية الصحية من حوالى %23.1 فى عام 2021 إلى %17.1 فى عام 2031 مع استمرار السوق فى توفير عوائد متواضعة، على الرغم من زيادة الإنفاق من 47.2 دولار أمريكى فى عام 2021 إلى 81.4 دولار أمريكى فى 2031.
وأكد التقرير، إمكانية جذب استثمارات فى قطاع الدواء، لكنه عدد مجموعة من النقاط تقلل من عوامل المنافسة مع الأسواق الناشئة أهمها، نظام التسعير الجبرى للأدوية فى مصر، وصعوبة دخول شركات جديدة للسوق بسبب ضبابية شروط الاستثمار رغم إقرار قانون جديد للاستثمار فى مختلف القطاعات، بالإضافة إلى انتشار سوق موازية للأدوية المُقلدة بدون رقابة بحسب تقرير وكالة «فيتش سولوشنز».
وافترض التقرير وجود عدة محفزات يمكن البناء عليها، أبرزها الزيادة السكانية الكبيرة، وتوسع الحكومة فى استيراد لقاح كورونا مما يسمح باستمرار عجلة الإنتاج فى جميع القطاعات، بالإضافة إلى تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل.