مع اقتراب انعقاد قمة المناخ في مصر الشهر المقبل، نفى أكبر تحالف لتمويل المناخ في العالم صحة التقارير التي تدّعي أن عددًا من بنوك “وول ستريت” تهدد بمغادرة التحالف، في الوقت الذي يسابق الزمن من أجل ترتيب أوضاعه قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022″ (COP27)، بحسب وكالة بلومبرج.
فقد صرّح متحدث باسم “تحالف جلاسكو المالي لصفر انبعاثات”، في بيان لـ”بلومبرج نيوز” اليوم السبت، أن المجموعة “لم تتلق أي إخطار من أي من أعضائنا يفيد باعتزامهم الخروج من التحالف”.
كان التحالف، الذي يضم أكثر من 500 مؤسسة تمويل تدير أصولاً بما يزيد عن 135 تريليون دولار، قد واجه انشقاقات محتملة من جانب عددٍ من المؤسسات، بما في ذلك ” جيه بي مورجان تشيس” و”مورجان ستانلي” و بنك أوف أمريكا”،وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، والذين أشاروا إلى أن مؤسسات من العيار الثقيل كهذه كانت غير راضية عن قيود إضافية محتملة لمبادرات الوقود الأحفوري.
تصاعدت التوترات بعد أن اقترحت مجموعة “السباق نحو صفر انبعاثات”، المدعومة من الأمم المتحدة، في وقت سابق من العام الجاري مثل هذه المتطلبات كشرط أساسي لتحقيق المصداقية لادعاءاتها بإنجاز انبعاثات صفرية.
وتم تخفيف هذه اللغة لاحقًا، حيث ذكر التحالف في بيانه اليوم السبت أن كل تحالف فرعي “يخضع فقط لهياكل الحوكمة الخاصة به”، مما يمنحه بشكل أساسي حرية التغاضي عن مثل هذه المقترحات.
انعقاد قمة المناخ في مصر
حذّر مارك كارني، الرئيس المشارك لتحالف “جلاسكو المالي لصفر انبعاثات”، علنًا من مبادرة “السباق نحو صفر انبعاثات” لأنها تمضي “بعيدا للغاية”.
من جانبه، قال جاكوب توماي، عضو المجلس الاستشاري للتحالف، إنه يتوقع أن ينتهي الأمر ببعض الأطراف التابعة للتحالف بقطع علاقاتها بالمبادرة، والسعي إلى منهجية أكثر ملاءمة لاحتياجاتها للتخلص من الكربون لإرضاء الأعضاء.
لكن هناك بالفعل مخاوف أُثيرت في بعض الزوايا من أن التهميش الظاهري للعلوم يمثّل تطورا مقلقا.
وحذر آل غور، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق الذي تحول إلى ناشط في مجال حماية المناخ، الشهر الماضي من أن المستثمرين بدأ صبرهم ينفد بصورة متزايدة في ظل وجود قرائن على احتمالية حدوث “غسل أخضر” وسط توفر علامات على أن التعهدات بصافي بصافي انبعاثات صفرية المقدمة من قبل بعض أعضاء القطاع المالي لم تتسم بالمصداقية.
المتحدث باسم تحالف “غلاسكو المالي لصفر انبعاثات” قال إنه بينما يتعاون التحالف ومجموعاته الفرعية مع مبادرة “السباق نحو صفر انبعاثات”، فإن التحالفات الفرعية السبعة، التي تغطي قطاعات من التأمين إلى إدارة الأصول، هي مؤسسات مستقلة لها هياكل حوكمة خاصة بها.
ومن هذا المنطلق، فإن هذه المجموعات الفرعية مسؤولة عن إدارة مساءلة أعضائها، وأي تحديثات لطبيعة التزاماتها تقع على عاتق كل تحالف”.
السباق نحو صفر انبعاثات
فيما يتعلق بإمكانية محافظة التحالف على علاقاته مع “السباق نحو صفر انبعاثات” فهو أمر ليس قابلاً للتطبيق لأن الموضوع خطير للغاية بحيث لا يُسمح للخبراء من خارج القطاع بوضع القواعد”، بحسب توماي، والذي يشغل أيضاً منصب المدير التنفيذي لمبادرة “تو ديغريز إنفستينغ إنيشاتيف” (2 Degrees Investing Initiative) في ألمانيا.
أضاف توماي أنه مع ذلك، فإن تصورات الخروج من برنامج للمناخ مدعوم من الأمم المتحدة ربما تكون أمراً مروّعاً، أياً كان المبرر، الأمر الذي يصاحبه مخاطر أن يكون البديل أقل مصداقية من الناحية العلمية.
ومن المرجح أن تؤدي التوترات بشأن تحالف “غلاسكو المالي لصفر انبعاثات” إلى تحديد طبيعة محادثات القطاع المالي خلال مؤتمر المناخ المقرر انعقاده في مصر الشهر المقبل، والذي سيجمع القادة من جميع أنحاء العالم.
قال المتحدث باسم التحالف إن المجموعة “تركّز خلال المؤتمر على طرح خطة عمل شاملة يقودها خبراء تهدف إلى تحقيق التحوّل في مجال التمويل”.