يواجه عدد من مستثمرى الثروة الحيوانية والألبان عدة تحديات حاليا تؤثر على استثماراتهم وأعمالهم فى السوق المحلية، مما جعلهم يطالبون الحكومة بسرعة دعمهم لتجاوز تلك التحديات،خاصة بعد تكبدهم خسائر مالية كبيرة وتراجع البعض منهم عن الاستثمار فى تلك الصناعة.
ومن أبرز التحديات التى تواجه المربين ارتفاع أسعار الأعلاف والتحصينات، وعدم وجود تسهيلات داخل المصالح الحكومية لاستصدار التصاريح اللازمة للتوسع فى الإنشاءات، فضلا عن ارتفاع تكاليف الرمال المستخدمة فى تنظيف مزارع الأبقار المستوردة التى تحتاج لطبيعة خاصة فى التربية، بالإضافة إلى تصدير بعض الأغذية التى تحتاجها السوق المحلية.
جدير بالذكر أن الحكومة أعلنت بتكليفات من الرئيس عبدالفتاح السيسى تخصيص 10 مليارات جنيه إضافية لتمويل قطاع الثروة الحيوانية والعاملين به بفائدة ميسرة.
وتحرص الحكومة على إعادة تفعيل دور المربى الصغير مع تأهيله فنيًّا وعلميًّا على اقتناء أصناف ذات عائد ومردود أعلى من السلالات المحلية.
«الطاروطى»: نقص العملات الأجنبية وارتفاع تكاليف التحصينات أبرزها
بداية، قال محمد الطاروطى رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لمنتجى الألبان، إن أكبر التحديات فى الوقت الراهن ارتفاع مدخلات الإنتاج والأعلاف والتحصينات والأدوية.
وأضاف أن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج تتسبب فى زيادة تكاليف الإنتاج على المربين ومنتجى الألبان.
ولفت إلى أن هناك نقصا فى العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد مستلزمات الإنتاج.
وأشار إلى أنه لابد من دعم الدولة فيما يخص توفير العملة الصعبة والتسهيلات المطلوبة للمستثمرين فى مجال الثروة الحيوانية والألبان، فضلا عن خفض رسوم التراخيص لتشجيع المستثمرين على إنتاجية كبيرة من اللحوم والألبان.
وأكد «الطاروطي» أن ارتفاع التكلفة الإنشائية لمزارع الثروة الحيوانية ومراكز الألبان، فضلا عن الروتين المتواجد فى المصالح الحكومية لإنهاء بعض الأوراق المتعلقة بتراخيص المزراع، أمور أدت لتراجع العديد من المستثمرين عن ضخ استثمارات جديدة فى هذا المجال.
وطالب بوقف تصدير بعض أنواع الأعلاف للخارج لوقت محدد لخفض الفجوة بالسوق المحلية، أو إضافة رسوم مرتفعة على المنتجات التى تصدر لجلب العملة الصعبة إلى مصر.
وأكد أن أبرز أنواع الأغذية المصدرة للخارج هو «الدريس المجفف» والتى تحتاجها جميع المزارع فى الوقت الحالى ولم يتوفر.
بينما، أكد أحمد سليم البواردى رئيس مجلس إدارة شركة «البواردي» لتنمية الثروة الحيوانية، أن رفع الدعم عن الأعلاف تسبب فى ارتفاع أسعارها، مشيرا إلى ضرورة توفير الدعم للأعلاف، مما سينعكس على أسعار اللحوم بالتراجع.
يشار إلى أن شركة «البواردى» تعمل فى صناعة الألبان منذ أكثر من 20 عاما، وتمتلك 120 رأس ماشية حلابة، وتنتج 60 طن ألبان شهريا يتم توزيعها على الشركات المصنعة للألبان والجبن.
وأكد «البواردي» أن تنفيذ مشروعات جديدة على غرار مشروع «البتلو» بإمكانياته وطاقاته سيخلق انتعاشة حقيقة فى الثروة الحيوانية.
وقال إن ارتفاع أسعار الأعلاف تحتاج إلى قرارات فورية من الحكومة للوقوف بجانب المربين، نظرا لأنه يعانى من ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية المستخدمة فى تحصين المواشى ضد الأمراض والتى لم تتوافر بعضها بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وطالب وزارة الزراعة بعقد مؤتمر خلال الفترة المقبلة مع المربين بقطاع الثروة الحيوانية على مستوى الجمهورية للاستماع إلى مطالبهم والعمل على حلها.
«الطوبجى»: بعض المربين اضطروا لبيع أبقار للإنفاق على مشروعاتهم
على صعيد متصل، أكد المهندس طارق الطوبجى، رئيس مجلس إدارة شركة «التكنولوجيا الحديثة» لتنمية الثروة الحيوانية، أن أبرز التحديات التى تواجه مستثمرى الثروة الحيوانية هى ارتفاع أسعار الأعلاف والذرة.
وأضاف لـ«المال» أن ارتفاع الأسعار تسببت فى تضرر العديد من المزارع الحيوانية، ووصول بعضها إلى حافة الإفلاس، مشيرا إلى أن بعض مستثمرى الثروة الحيوانية اضطروا لبيع العديد من الأبقار للإنفاق على مشروعاتهم.
يشار إلى أن شركة «التكنولوجيا الحديثة» تمتلك نحو 1500 بقرة حلاب داخل المزرعة الخاصة بها وجميعها مستورد من الخارج، كما أنها تعمل فى مجال تربية الثروة الحيوانية منذ أن أنشئت عام 1980 على مساحة 18 فدانا.
ولفت «الطوبجي» إلى أن شركات الألبان تقوم بشراء الألبان من المربين بأسعار محدودة وليس به هامش ربح، وفى حال مطالبتهم برفع السعر يتم رفض ذلك، مما خلق خسائر مالية كبيرة لهم، مؤكدا أن تحمل أصحاب المزارع دفع قيمة تكاليف التحصين ترفع الأعباء المالية عليهم.
وطالب الدولة بالتدخل لخفض أسعار الأعلاف، والكهرباء، والمياه، والأدوية والضرائب العقارية، الخاصة بمزارع الثروة الحيوانية خاصة أن الرئيس وجه بتطوير تلك الصناعة.
وأكد عبد الرحمن شاهين، رئيس مجلس إدارة شركة «أولاد شاهين» لتنمية الثروة الحيوانية، أن ارتفاع أسعار الأعلاف، والأدوية المستخدمة فى تحصين الأبقار المستوردة من الخارج التى لم تعد متواجدة فى السوق حاليا من أبرز التحديات التى تواجه المربين فى الوقت الحالى.
وأضاف لـ«المال» أن أسعار التحصينات ارتفعت بنسبة %100 مما تسبب فى أضرار وخسائر كبيرة للمربين، لافتا إلى أن ارتفاع أسعار الرمال المستخدمة فى تنظيف عنابر المواشى والأبقار المستوردة قفزت بشكل جنونى مؤخرا، إذ بلغت تكلفة المقطورة الواحدة 1000 جنيه وهذا يشكل عبئًا كبيرًا على المربين.
جدير بالذكر أن شركة «أولاد شاهين» تمتلك حوالى 125 بقرة ألمانى، سعر الواحدة حوالى 56 ألف جنيه، تعمل فى صناعة الألبان منذ أكثر من 30 عاما، وتوزع منتجاتها على المصانع والشركات التى تعمل فى صناعة الجبن.
وأوضح «شاهين» أنه بالرغم من ارتفاع أسعار الأعلاف وجميع المستلزمات المستخدمة فى الثروة الحيوانية يتم استلام الألبان من المربين بأسعار لا تتطابق مع زيادة الأعلاف حاليا، مؤكدًا أنه لابد من تحديد سعر مناسب لشراء الألبان من المربين فى ظل ارتفاع الأعلاف.
وطالب بوقف تصدير «البرسيم الحجازى» إلى الخارج، نظرا لعدم توفره فى السوق المحلية وارتفاع أسعاره بنسبة مبالغ فيها، لافتا إلى أن المربين فى حاجة إلى هذا المنتج من الأعلاف لأنه وجبة أساسية للأبقار لايمكن الاستغناء عنها.
كما طالب الحكومة بفتح باب توسعة المزارع خاصة أن المربين يتكبدون خسائر مالية كبيرة من ضيق المزارع وكثرة الأبقار بها، مضيفا أن عدم التوسع فى المزارع نتج عنه نفوق الأبقار بنسبة %20 لكل مزرعة.
ووجهت الحكومة بتطوير مشروع مراكز تجميع الألبان، مستهدفة بذلك توفير غذاء صحى وآمن للمواطنين، إذ تم حصر مراكز على مستوى الجمهورية، والتى بلغت 826 وتحديد احتياجاتها.