هوت الأسهم السعودية بأكثر من 21% على مدار 5 أشهر لتحقق رسميا تعريف “السوق الهابطة” bear market وسط تشاؤم المستثمرين من هبوط أسعار النفط وتأثر التداولات بقرارات رفع الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي.
والسوق الهابطة bear market تشير إلى تعرض الأسهم لانخفاضات طويلة في الأسعار بنسبة 20% وسط تشاؤم واسع النطاق ومعنويات سلبية للمستثمرين.
من القمة إلى القاع
تراجع المؤشر العام للبورصة السعودية “تاسي” – الذي يحصي كل الأسهم – بنسبة 21% من نحو 13820 نقطة في 8 مايو الماضي إلى نحو 10909 نقاط اليوم 26 سبتمبر 2022.
وحسب وكالة بلومبرج، فإن هذه هي المرة الأولى التي يتحقق فيها تعريف السوق الهابطة بإحدى دول الخليج في عام 2022.
وهوت أسعار النفط (مزيج برنت القياسي) من نحو 122 دولارا للبرميل في 9 يونيو الماضي إلى نحو 84 دولارا اليوم في انخفاض تجاوز 31%.
ويشكل النفط سلعة الصادرات الرئيسية في السعودية ومورد دخلها الرئيسي.
وحتى مايو الماضي، كان يُنظر إلى الأسهم في السعودية باعتبارها ملاذا بارزا بين الأسواق الناشئة، حيث استفادت السوق من ارتفاع أسعار النفط والمبادرات الحكومية لتنويع الاقتصاد.
تأثير “الفيدرالي”
وحسب حسنين مالك، المحلل الاستراتيجي لدى مؤسسة Tellimer لاستشارات الأسواق الناشئة والتي تتخذ من دبي مقرا لها، أضحت السوق السعودية – كبقية أسواق العالم – تأخذ إشاراتها من إجراءات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أكثر من أي شيء محلي آخر.
ولفت المحلل إلى أن ثمة مخاوف من “عدوى” قد تنتقل من المستثمرين العالميين إلى نظرائهم المحليين من ذوي الملاءة المالية العالية، مما قد يضر بأداء السوق في نهاية المطاف.
ومع ذلك، لايزال أداء المؤشر العام للبورصة السعودية “تاسي” أفضل من معظم الأسواق الناشئة.
وتراجع “تاسي” بنسبة 3.3٪ هذا العام، في حين تراجع مؤشر MSCI للأسواق الناشئة بنسبة 28٪ في نفس الفترة.
كما يتم تداول الأسهم السعودية عند مستويات أعلى بنسبة 23% مقارنة بمتوسط 10 أعوام ماضية، وبعلاوة 35٪ على نظرائها من الدول النامية.