وجهت القمة المالية العالمية للاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” والتي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، رسائل وتوصيات مهمة للعاملين في الصناعة والمسؤولين والسياسيين على مستوى العالم.
وقال محمد البكري، النائب الأول لرئيس اتحاد النقل الجوي الدولي لخدمات التسوية المالية والتوزيع – خلال كلمته بالجلسة الختامية للقمة – إن الاختبار الحقيقي أمام القطاع يتمثل في الدروس المستفادة من الأزمات التي مر بها خلال العامين الماضيين وذلك من خلال تطبيق آلية العمل الجماعي.
وأوضح “البكري” أن القطاع تم إغلاقه لمدة عامين ، لكننا نجحنا في العمل الجاد والالتزام والتصميم على البقاء على قيد الحياة، مشيرا إلى أن قطاع الطيران كان الممر الوحيد في جميع أنحاء العالم للأدوية واللقاحات، والإمدادات الطبية في جميع البلدان.
وأشار إلى أن التعلم من أخطاء العامين يمضي قدمًا بشكل إيجابي، والآن نتطلع من صانعي السياسات، إلى المزيد من الدعم ونحاول الاستمرار فى طريق التعافي، لاسيما أن الطلب على السفر مستمر.
وأكد أن الواقع الجديد يجب أن يركز على عملائنا واحتياجاتهم، فالعميل ما زال هو الخيار الأول بالنسبة لنا، مشددا على ضرورة التحلي بالمرونة المالية وأن تكون الشركات أقوى من الناحية المالية.
وتابع: “علينا أن نكون قادرين مالياً على الاستمرار في تقديم الفوائد والقيم التي أظهرناها لأن العالم يحتاج إلينا، فلم يعد الطيران رفاهية أو خيارا بل أصبح ضرورة للحياة البشرية”.
وأكد أن المديرين الماليين لشركات الطيران يعملون على إعادة بناء الميزانيات العمومية بعد خسائر العامين الماضيين من خلال إنشاء هياكل رأس مال تدعم طموحات خطة الوصول إلى “صفر انبعاثات كربون” بحلول 2050، وجذب التمويل اللازم لذلك.
وشدد على ضرورة إعداد التقارير حول البيئة بشكل مستمر، إلى جانب العمل على التحول الرقمي والتحول لنموذج البيع بالتجزئة لشركات الطيران ومدى تأثير كل ذلك على أنظمة وقدرات الإدارات المالية للقطاع.
ووصف المشاركون في القمة الأزمات التي عاني منها قطاع النقل الجوى مؤخرا بأنها واحدة من أكبر المشكلات التي تعرض لها في تاريخه خاصة في ظل تعقد الوضع بشكل أكبر مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وقدر الاتحاد العالمي للنقل الجوي وصول خسائر القطاع بنهاية العام الحالي فقط إلى 9.7 مليار دولار، بتراجع كبير نتيجة رفع القيود المفروضة على السفر، بعد أن شهد سلسلة خسائر مع تداعيات كورونا بلغت نحو 190 مليار دولار تقريبا.
ورجح المشاركون عودة القطاع إلى الربحة بحلول عام 2023 ، لكن بالتأكيد بمستويات أقل من مما قبل الجائحة، موضحين أن ارتفاع مستوى الديون لدى الشركات بسبب الاقتراض ستظل التحدى الأكبر للمديرين الماليين خاصة في ظل التزام الشركات بتحقيق مستهدفاتها “صفر انبعاثات كربون” بحلول عام 2050وهو الأمر الذي سيتطلب استثمارا أكبر في هذا الجانب ويضغط على الموارد المالية للكيانات.
وأكد المشاركون خلال القمة أن طريق الاستدامة وتحقيق القطاع لهدفه الخاص بصفر انبعاثات كربون”- Fly Net Zero – ” سيتطلب التعاون من جميع الأطراف المعنية من شركات طيران ومدراء ماليين وعاملين ومسئولين حكوميين.
وانطلقت فعاليات القمة بحضور ورعاية وزير النقل القطري، جاسم بن سيف السليطي، وعدد من المسئولين، كما شارك فى جلسة افتتاحية حوارية كل من والي والش المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي، وأكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية.
وتبع ذلك عقد عشرات الجلسات الحوارية على مدار يومين كان من أبرز المشاركين فيها كل من: “محمد البكري نائب الرئيس الأول لخدمات التسوية المالية في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وماري أوينز تومسن كبيرة الاقتصاديين في الاتحاد”.
إلى جانب مشاركة كل من: “دنكان نايسميث المدير المالي للخطوط الجوية القطرية، وتيريزا باريجو رئيسة قسم الاستدامة في طيران أيبيريا، وإريك سويلهايم رئيس المجلس الاستشاري المالي للصناعة المدير المالي لشركة “KLM” وكارولين دريشل رئيسة قسم المسئولية المشتركة لمجموعة لوفتهانزا، وغيرهم”.