يلعب التأمين دورا مهما فى تجميع المدخرات وحماية الأصول العامة والخاصة وتلجأ إليه الأسر المصرية لتأمين مستقبل أبنائها وتدبير نفقات زواجهم وتعليمهم، وكذلك لحماية ممتلكاتهم مثل السيارات.
«المال» استطلعت رأى بعض عملاء شركات التأمين حول تجربتهم معها خاصة عند وقت استحقاق الوثيقة ومدى الالتزام بصرف مبلغ التأمين، وكذلك عندما يقع حادث مؤمن عليه وقياس مرونة وسرعة الحصول على التعويض.
وبدأ نشاط التأمين فى مصر عندما قام البنك الأهلى المصرى سنة 1900 بتأسيس شركة التأمين الأهلية المصرية، التى كانت الأولى فى السوق، بينما توالى بعد ذلك – شيئًا فشيئًا- الانتشار الذى نراه اليوم، ومنذ ذلك الحين تحملت هذه الكيانات مسئولية الوفاء بالتزاماتها تجاه حملة الوثائق.
وتباينت آراء العملاء وفقا لتجاربهم مع شركات التأمين من حيث مستوى خدمات الإصدار ومدى سهولة سداد الأقساط عبر الوسائل المختلفة والتزام الشركات بصرف المطالبات والتعويضات.
كزبر: الخوف على مستقبل الأبناء سبب اللجوء إلى القطاع
وقال صبحى كزبر والذى يعمل مُعَلما إن سبب توجهه إلى شركات التأمين هو الرغبة فى تأمين مستقبل أبنائه الأربعة وهم ثلاث بنات وولد إذ أنه لا يملك سوى راتبه الشهرى المتواضع، لذلك قام بشراء وثيقة تأمين لكل ابن منهم لكى يحصلوا على مبلغ مناسب فى المستقبل عند نهاية فترة التأمين تعينه على تدبير نفقات تعليمهم وزواجهم.
واعتبرأن قسط التأمين الذى يسده كل شهر يوازى ثمن 30 علبة سجائر شهريا لذا لا يشعر بعبء كبير فى تدبير المبلغ، موضحا أن الوثيقة الأولى مدتها 20 عاما بقسط شهرى 50 جنيها.
وأضاف أن الوثيقتين الثانية والثالثة مدتهما 20 عاما ولكن يختلف القسط إذ يبلغ 100 و150 جنيها على الترتيب، أما الرابعة وكانت من نصيب الولد وهو أصغر الأبناء سنا وتمتد لسبعة عشر عاما بقسط مائتى جنيه بهدف الحصول فى نهايتها على مبلغ يساعده فى تلبية نفقات تعليمه الجامعى.
ولفت إلى أن هذه الخطوة جعلته مطمئنا على مستقبل أبنائه الأربعة فى حال أصابه أى مكروه.
وأكد أنه لم يواجه أى تعنت من شركة التأمين التى تعاقد معها، ولمس تعاونهم وسلاسة الإجراءات، بدليل أنه استلم شيك الاستحقاق فى نهاية المدة فى موعده دون تأخير، أو أى تعقيدات.
وأوضح أنه لم ينصت للدعاية السلبية التى يروجها البعض عن تعارض التأمين مع الدين، واعتبر من وجهة نظره أن التأمين من صميم الخير الذى تحض عليه جميع الشرائع؛ إذ هو عمل تكافلى لا يضر أحدًا ومن يلجأ له يكون على أتم الاقتناع بما يفعل.
البهى: من المهم فهم شروط البوليصة لتجنب المشكلات
أما محمد الباهي – مصرفى فيختلف رأيه كثيرًا عن سابقه، إذ يرى أن هناك تعنتًا واضحًا من قبل بعض شركات التأمين، فبعد شرائه وثيقة تأمين على سيارته وعند وقوع حادث ومطالبته بالتعويض وجد مماطلة وبطئا فى الإجراءات ولم يحصل إلا على جزء من مستحقاته.
وأشار إلى أنه اعتاد أن يؤمّن على سيارته، وبقى طقسًا متبعًا فى حياته، وذلك لرغبته فى أن يكون مطمئنًا على مركبته وأن لا يحمل لأعطالها همًّا، وأكد أن هذا كان أمرا مهما ولم يكن قسطها عبئا عليه.
وأبدى استياءه من بعض ممارسات شركات التأمين، إذ تحتوى وثائقها على بنود غير واضحة، ولا يفهمها العميل، ويكتشف أنها حمالة أوجه فى المعانى وتُستغل بشكل سلبى عندما يأتى وقت التعويض.
وعلى الرغم من ذلك أكد«الباهي» أنه لن يتخلى عن التأمين والتعامل مع شركاته ووجه النصح للعملاء باللجوء إلى محامين ثقة لتفسير بنود وثيقة التأمين قبل التوقيع عليها لمعرفة حقوقهم والتزاماتهم.
سحر: وسيلة مهمة للحفاظ على المدخرات واستثماراتها
وأعربت سحر إبراهيم – ربة منزل – عن ثقتها فى شركات التأمين، لا سيما بعدما رأت من رُقى فى التعامل وكفاءة الخدمات التى تقدمها، واعتبرت أنه لا صحة -على حد تجربتها- للدِعاية المناهضة للنشاط.
وأضافت أنها نصحت غيرها، وما زالت، بالتأمين بعدما خاضت التجربة، فقد كانت الشركة التى حصلت منها على وثيقتها من الجدّية والصدق مما جعلها تؤمن بجدوى تلك الخطوة، لأنها لا تعلم ما يحمله لها الزمن من نوائب.
وأشادت بتعاون العاملين بالقطاع، إذ حرصت الشركة على تيسير الإجراءات بالنسبة لها، فقد كان مندوبوها يستلمون أقساط التأمين الخاصة بها من المنزل، بجانب أنها كانت تستطيع بسهولة إيداع القسط المطلوب عبر أى ماكينة صرف آلى وتحويله إليهم.
وبررت لجوئها للتأمين على حساب البنوك ودفاتر توفير البريد بأن الأول شجعها على الادخار والتزمت بسداد القسط طوال مدة التغطية، بينما فشلت تجاربها مع المصارف والمكاتب البريدية إذ أنها كانت تضطر للسحب من مدخراتها أحيانا.