كشف الاتحاد المصرى للتأمين عن آليات استخادم موجات الراديو فى التأمين على الماشية مثل وضع جهاز إرسال حول عنق الماشية أو إرفاق جهاز لاستقبال الإرسال إلى أذن الحيوانات، أو حقن الماشية بحبيبات زجاجية صغيرة “بحجم حبة الأرز” تحت الجلد أو عن طريق بلعها “تُصنع من مادة مقاومة للأحماض” كما يمكن وضع حلقة أسطوانية يتم إدخالها بشكل دائم داخل معدة الحيوانات.
تقنية استخادم موجات الراديو في التعرف على الهوية
تعد أنظمة تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو هي عبارة عن تقنية لتحديد الهوية بشكل تلقائي وذلك باستخدام أجهزة متخصصة في عملية التقاط إشارات تصدرها “RFID Tags” وهو شريحة إلكترونية صغيرة جدا يمكن أن تأخد أشكالا متعددة ويتم زراعتها في جسم الحيوان أو الإنسان.
وأضاف اتحاد التأمين أن مزايا استخدام أنظمة تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو في إدارة الثروة الحيوانية هى الحد من الأعمال الورقية المعوقة والمكلفة، ويسمح للمزارعين بالحصول على بيانات دقيقة عن الثروة الحيوانية، كذلك يسمح باسترجاع المعلومات بطريقة سريعة، وإمكانية تتبع دقيق للأمراض الحيوانية بجانب الحد من الخطأ البشري المرتبط بالتسجيل اليدوي والحد من المصروفات لتقليل عدد العمالة المطلوبة لحفظ السجلات.
التجربة الهندية فى التأمين على الثروة الحيوانية
واستعرض الاتحاد التجربة الهندية فى حالة عملية على استخدام أنظمة تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو، يعد مشروع ” IFFCO-TOKIO” هو مشروع مشترك في الهند بين جمعية المزارعين للأسمدة “IFFCO” وإحدى شركات التأمين العالمية في الهند حيث تتكون جمعية المزارعين من 40.000 مزارع وتعد أكبر جمعية تعاونية لتصنيع الأسمدة في العالم.
ووفقا للتجربة فإنه نتيجة لرغبة الشركة في توسيع محفظتها الريفية، اهتمت الشركة باتخاذ البنوك التعاونية الريفية ككقنوات توزيع، ولجذب هذه البنوك كشركاء، كان على جمعية المزارعين الهنود للأسمدة تقديم منتجات تغطي جميع الأصول التي قدمت البنوك قروضًا لها، وواجهت الجمعية مشكلة أنها لا تقدم أي نوع من أنواع التأمين على الثروة الحيوانية لتلك البنوك، خاصةً أن محافظ البنوك التعاونية كانت مليئة بقروض الماشية.
وتجدر الإشارة إلى انه في الهند، يعتمد ما يقرب من 100 مليون شخص على الثروة الحيوانية كمصدر أساسي أو ثانوي للدخل ، ومع ذلك فإن 7% فقط من تلك الثروة الحيوانية مؤمن عليهم، وتوصلت التجربة إلى أن شركات التأمين في الهند تواجه بعض التحديات الرئيسية في تقديم منتجات التأمين على الماشية أو الثروة الحيوانية والتي تتمثل فى عدم توافر بيانات للتسعير الاكتواري وبيانات معدل الوفيات محدودة أو غير موجودة، مما يجعل من الصعب تحديد الأسعار، بجانب صعوبة تقييم قيمة الماشية وترتبط قيمة رأس الماشية بعمرها وصحتها وقدرتها على الإنتاج، وتختلف الأسعار أيضاً حسب المناطق الجغرافية مع توافر معلومات محدودة عن أسعار السوق.
تحديات تواجه شركات التأمين فى التعرف على هوية الحيوانات
كما تواجه الشركات كذلك تحدى تحديد هوية الحيوانات وتمثل الدقة تحدياً في تحديد هوية حيوان معين، مما يزيد من المخاطر الأخلاقية والممارسات الاحتيالية، تحتاج أيضا إلى المراقبة والرصد وذلك لمكافحة المطالبات الاحتيالية والغش، تحتاج الشركات إلى تعيين الأطباء البيطريين أو الوكلاء الخاصين بهم لتقييم هذه المطالبات بشكل صحيح.
أما بالنسبة لتحدى ارتفاع التكاليف التشغيلية فيمكن أن تكون العمليات التشغيلية المتعلقة بإصدار الوثيقة وتسوية المطالبات كثيفة العمالة ومكلفة، ولمعالجة مشكلة تحديد الهوية، قررت جمعية المزارعين الهنود للأسمدة تجربة استخدام انظمة تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو. حيث تتكون تلك التقنية من شريحة متناهية الصغر داخل كبسولة بحجم حبة الأرز يتم حقن الكبسولة تحت جلد الماشية خلف منطقة الأذن.
كما يمكن تمييز كل شريحة من خلال رقم مميز غير مُكرر يمكن قراءته عن طريق استخدام قارئ لموجات الراديو. وذلك بدوره يحد من عمليات الاحتيال لصعوبة فقدها أو إزالتها على عكس العلامات البلاستيكية التقليدية التي يمكن أن تكون أكثر ألماً للحيوانات إضافة إلى إمكانية فقدها أو إزالتها مما يزيد من مخاطر الاحتيال، باستخدام تقنية تحديد الهوية عن طريق موجات الراديو، ينتج عن عدد أقل من المطالبات الكاذبة وتسوية أسرع للمطالبات، إضافة إلى قيمة أعلى للعميل، مع خفض تكاليف المعاملات، علاوة على ذلك، تخزن تلك الشرائح متناهية الصغر بيانات مفيدة حول الحيوان، مثل مواعيد اللقاحات والتاريخ المرضي وما إلى ذلك..
ونظراً لأهمية هذه التقنية ففي عام 2009، قدمت منظمة العمل الدولية منحة صغيرة إلى جمعية المزارعين الهنود للأسمدة لإختبار التجربة والمساعدة في تقديم دراسة الجدوى، إضافة إلى ذلك قدمت منحة منظمة العمل الدولية الدعم الخارجي والاعتراف الدولي اللازمين لمساعدة فريق IFFCO-TOKIO في إقناع شركات التأمين بجدوى ووجود عائد من التأمين على الثروة الحيوانية.
وبعد فترة اختبار مدتها 27 شهرًا ، تمكنت جمعية المزارعين الهنود للأسمدة من تأمين 28136 من الماشية بإجمالي أقساط مكتتبة قدرها 496.000 دولار أمريكي، وتم توعية المزارعين حول فوائد تقنية تحديد الهوية عن طريق موجات الراديو واستخدامها كميزة تسويقية، ومراقبة عملياتها للحد من الاحتيال والتحكم في المطالبات وكذلك انخفاض نسبة المطالبات لتصبح 35% ، والتي تقل بأكثر من خمس مرات عن علامات الأذن التقليديةـ وتحسين الجدوى التجارية للمنتج بجانب تحسين قيمة العميل من خلال تغييرات المنتج مثل الحصول على الوثيقة في الحال وتسوية المطالبات بشكل أسرع واستخدام المنتج الحيواني كميزة استراتيجية لجذب شركاء توزيع جدد والتوسع في مناطق جديدة.