انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية للأسبوع الثالث على التوالي، بعدما أخفقت بيانات الوظائف في الولايات المتحدة إلى حد كبير في تغيير وجهات النظر في “وول ستريت” بشأن الخطوة المقبلة التي سيتخذها مجلس الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بتوجهات السياسة النقدية.
الأسهم الأمريكية تتعرض لخسائر أسبوعية
واجه مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” أطول سلسلة خسائر أسبوعية له منذ منتصف يونيو، مع ارتفاع الأصوات المتشددة في البنك المركزي خلال الأيام الأخيرة.
وأنهى المؤشر تعاملات نهاية الأسبوع على انخفاض بأكثر من 1%، متخليًا عن المكاسب التي حققها في وقت سابق من الجلسة، بعدما أظهر تقرير الوظائف بعض علامات التراجع في سوق العمل الأميركية التي لا تزال تعتبر سوقًا ضيقة.
كما ألقى التأخير في افتتاح خط أنابيب رئيسي للغاز إلى أوروبا بثقله على معنويات المستثمرين قبل عطلة نهاية الأسبوع التي تمتد لثلاثة أيام في الأسواق الأميركية.
أما في سوق السندات فقد ارتفعت سندات الخزانة الأميركية الجمعة بقيادة السندات ذات آجال الاستحقاق القصيرة، فيما أنهى عائد السندات لأجَل عامين التي تعتبر الأكثر حساسية تجاه قرارات السياسة النقدية تعاملات الأسبوع قرب المستوى الذي بدأ به تقريبًا، بعد أن كان قد تجاوز مستوى 3.5% في وقت سابق.
بيانات سوق العمل جاءت مواكبة لمجموعة من البيانات الاقتصادية التي صدرت، هذا الأسبوع، والتي تدعم تأكيد الاحتياطي الفيدرالي على أن الاقتصاد الأميركي قوي بما يكفي لتحمّل المزيد من التشديد النقدي.
ضغوط مستمرة
كانت الأصول الخطرة قد تعرضت لضغوط بعد أن أوضح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة أكثر، وأنه سيُبقي عليها مرتفعة إلى أن تتباطأ الزيادات في الأسعار.
في هذا السياق، لا تزال الأسواق تضع في اعتبارها احتمالية رفع أسعار الفائدة بواقع ثلاثة أرباح النقطة المئوية، خلال اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، هذا الشهر.
التضخم يثير قلق البنوك أكثر من البطالة
قال ريتشارد فلين، العضو المنتدب بشركة “تشارلز شواب” (Charles Schwab) في المملكة المتحدة: “لا تزال البطالة منخفضة نسبيًّا، ولكن قد يكون السبب هو الحد الأدنى من المشاركة في القوى العاملة، وليس الاقتصاد المزدهر.
سوف يدرك المستثمرون أن تقارير الوظائف مؤشر متأخر، وغالبًا ما يكون قويًّا في طريقه إلى الركود. في الواقع، لقد أظهرت المؤشرات الاقتصادية الأوسع، ضعفًا في الفترة الأخيرة”.
ضربة لأوروبا
في ضربةٍ قوية للاقتصادات الأوروبية، قالت شركة “غازبروم” (Gazprom) الروسية إن خط أنابيب الغاز الرئيسي إلى أوروبا، لا يمكن إعادة فتحه، السبت، كما كان مخططًا؛ وذلك بسبب اكتشاف مشكلة فنية جديدة.
ومن شأن هذا القرار أن يدفع المنطقة خطوة إضافية إلى الأمام على طريق انقطاع التيار الكهربائي، والتقنين، والركود الاقتصادي الحاد.
في غضون ذلك، يبدو المستثمرون قلقين بالفعل بشأن احتمال قيام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع النقطة المئوية الأسبوع المقبل،
حيث قال سام ستوفال، كبير محللي الاستثمار في “سي إف آر إيه ريسيرتش” (CFRA Research)، إن هذا الاحتمال الذي يترافق مع تقييد إمدادات الغاز الطبيعي وتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، أدى إلى تزايد قلق المستثمرين.
وأضاف: “قال متداولون إنهم لا يريدون الدخول في صفقات شراء طويلة الأجل قد تعرّضهم للانكشاف خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة”.
تأثرت الأسواق بالفعل جراء المخاوف من أن يضرَّ رفع أسعار الفائدة بالنمو، وهو ما دفع السندات العالمية للدخول في أول سوق هابطة لها منذ ثلاثين عامًا.
وانخفض مؤشر “بلومبرج” المجمع لإجمالي العائد على السندات الحكومية وسندات الشركات ذات الدرجة الاستثمارية، بأكثر من 20%، مقارنة مع ذروته في عام 2021.