كشف الاتحاد المصرى للتأمين أنه باستخدام الكم الهائل من البيانات المتاحة الآن يمكن للتحليلات التنبؤية تغيير قواعد اللعبة في شركات التأمين من خلال التسعير واختيار المخاطر ، لا يعد هذا الاستخدام للتحليلات التنبؤية في التأمين جديدًا ، ولكن سيشهد التسعير واختيار المخاطر تحسنًا كبيراً بفضل رؤية البيانات بشكل أفضل. و بالنظر إلى تزايد تنوع مصادر البيانات و تطورها ، ستكون المعلومات التي تجمعها شركات التأمين أكثر قابلية للاستفادة منها.
يتم جميع البيانات من خلال الأجهزة الذكية
وأوضح اتحاد التأمين أنه يمكن أن تساعد مجموعات البيانات هذه التحليلات التنبؤية على تحسين الأسعار واختيار المخاطر، لأنها تتألف إلى حد كبير من معلومات مباشرة، فالبيانات والتعليقات التي يتم جمعها من وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية والتفاعلات بين المتخصصين في المطالبات والعملاء مباشرة من المصدر، أما البيانات التي لم يتم جمعها من خلال القنوات الخارجية (مثل المواد الديموغرافية النموذجية المستخدمة في الماضي ، مثل السجلات الجنائية ، والسجل الائتماني ، وما إلى ذلك) تعتبر أكثر مباشرة ، ويمكن أن توفر إحصاءات قيّمة لشركات التأمين، موضحا أنه تقدر بعض التقارير أن هناك ما يقرب من 10 ميجابايت من البيانات تجمعها شركات التأمين عن كل أسرة في اليوم الواحد من خلال الأجهزة التي تدعم إنترنت الأشياء Internet of Things ، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم مستقبلاً.ولفت إلى أنه تساهم تلك التحليلات التنبؤية فى تحديد العملاء المعرضين لخطر الإلغاء إذ ستساعد التحليلات التنبؤية شركات التأمين على تحديد العديد من العملاء الذين يحتاجون إلى اهتمام خاص – على سبيل المثال ، أولئك الذين من المحتمل أن يقوموا بإلغاء التغطية أو تخفيض قيمتها، كما ستساعد رؤى البيانات بصورة أكثر تقدمًا شركات التأمين على تحديد العملاء الذين قد يكونون غير راضين عن تغطيتهم أو شركة التأمين الخاصة بهم.
وأكد الاتحاد إن وجود هذه المعرفة في متناول اليد سيضع شركات التأمين في مقدمة اللعبة ويسمح لهم بالتواصل وتوفير الاهتمام الشخص لعملائهم للتخفيف من المشكلات المحتملة. وبدون التحليلات التنبؤية ، قد تفقد شركات التأمين إشارات تحذير ذات مصداقية وتفقد وقتًا ثمينًا يمكن استخدامه لمعالجة مشكلات أخرى.
شركات التأمين تفقد 80 مليار دولار سنويا بسبب التعويضات الاحتيالية
وأشار الاتحاد إلى أن هذه التحليلات مهمة فى تحديد مخاطر الاحتيال فتبذل شركات التأمين الكثير من الجهد لمكافحة حالات الاحتيال ، وفي كثير من الأحيان لا تحقق النجاح المرجو، ويقدر التحالف ضد الاحتيال في التأمين أن هناك 80 مليار دولار تُفقد سنويًا نتيجة للمطالبات الاحتيالية في الولايات المتحدة وحدها، كما يشكل الاحتيال نسبة تتراوح من 5-10٪ من تكاليف المطالبات لشركات التأمين في الولايات المتحدة وكندا.
وأضاف اتحاد التأمين أنه باستخدام التحليلات التنبؤية ، يمكن لشركات التأمين تحديد ومنع الاحتيال المحتمل قبل حدوثه ، أو أو اتخاذ تدابير تصحيحية بأثر رجعي. ويلجأ العديد من شركات التأمين إلى وسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن علامات السلوك الاحتيالي ، وذلك باستخدام البيانات التي تم جمعها بعد تسوية المطالبة لمراقبة نشاط المؤمن عليه عبر الإنترنت بحثًا عن العلامات التحذيرية.
وكشف أنه يمكن لبرنامج التحليلات التنبؤية جمع بيانات العملاء لاستخراج المعلومات السلوكية التي يمكن ربطها بالأنشطة الاحتيالية أو الأنشطة عالية المخاطر، كما يمكنه الإبلاغ عن أنماط العملاء المشبوهة وتنبيه شركات التأمين في الوقت الفعلي، من هنا يمكن للشركات الاحتفاظ بسجل لمثل هذه الحالات لتعيين درجات المخاطر ضد العملاء الذين يعانون من مشاكل.
التحليلات التنبؤية تساهم فى فرز المطالبات
واعتبر الاتحاد المصرى للتأمين أن التحليلات التنبؤية تساعد فى فرز التعويضات إذ يبحث العملاء في صناعة التأمين دائمًا عن خدمة سريعة وشخصية ، يمكن أن يمثل ذلك تحديًا في بعض الأحيان، لكن مع أنظمة التحليلات التنبؤية الجيدة ، ستكون شركات التأمين قادرة على تحديد أولويات بعض التعويضات لتوفير الوقت والمال والموارد – و في نفس الوقت الاحتفاظ بالأعمال وزيادة رضا العملاء.
ولفت الاتحاد إلى أنه يمكن لأدوات التحليلات التنبؤية توقّع احتياجات المؤمن عليهم ، والتخفيف من مخاوفهم وتحسين علاقتهم مع شركة التأمين الخاصة بهم. كما يمكن أن تساهم في إدارة أكثر إحكامًا للموازنات من خلال استخدام البيانات المتوقعة فيما يتعلق بالمطالبات ، مما يمنح شركات التأمين ميزة استراتيجية.
وأضاف الاتحاد أن تلك التحليلات تستخدم فى التركيز على ولاء العملاء حيث يعد ولاء العميل لشركة التأمين أمرًا شديد الأهمية ، بغض النظر عن المنتج الذي تقدمه الشركة، يمكن لشركات التأمين الآن استخدام التحليلات التنبؤية للتركيز على تاريخ وسلوك العملاء المخلصين للشركة وتوقّع احتياجاتهم ، مما يساعد شركات التأمين على تعديل عملياتها أو منتجاتها الحالية بناءً على ما تحصل عليه من معلومات.
وشدد على أن التحليلات التنبؤية تستغل فى تحديد التعويضات المتطرفة لأنه يمكن أن تساعد التحليلات التنبؤية في التأمين على تحديد التعويضات التي يمكن أن تتحول على نحو غير متوقع إلى خسائر عالية التكلفة -و يشار إليها غالبًا باسم “التعويضات المتطرفة”، فبالاستعانة بأدوات التحليل المناسبة ، يصبح بوسع شركات التأمين مراجعة أوجه التشابه بين المطالبات السابقة – و إرسال تنبيهات إلى مسئولي المطالبات – بشكل تلقائي، كما يمكن أن يساعد الإخطار المسبق لشركات التأمين بالخسائر المحتملة أو المضاعفات ذات الصلة على الحد من هذه المطالبات العرضية.
ولفت إلى أنه لا يتعين إجراء التحليلات التنبؤية للمطالبات المتطرفة إلا بعد تقديم المطالبة ، كما يمكن لشركات التأمين أيضًا استخدام الدروس المستفادة من بيانات المطالبات المتطرفة بشكل استباقي لوضع خطط للتعامل مع المطالبات المماثلة في المستقبل.
وكشف الاتحاد المصرى للتأمين أن التحليلات التنبؤية تساهم كذلك فى تبسيط عملية التعويضات فباستخدام التحليلات التنبؤية ، يمكن لشركات التأمين استخدام البيانات لتحديد الأحداث أو المعلومات أو العوامل الأخرى التي قد تؤثر على نتيجة المطالبات، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تبسيط العملية – التي تستغرق عادةً أسابيع أو حتى شهور – بما يساعد قسم المطالبات على التخفيف من المخاطر، مما يسمح لشركات التأمين بتحليل المطالبات بناءً على البيانات التاريخية واتخاذ قرارات مستنيرة لتعزيز كفاءتها في تسوية تلك المطالبات، كما ازدادت أهمية التطورات التي طرأت على الذكاء الاصطناعي والأدوات التحليلية الأخرى في عملية المطالبات ، حيث أدت إلى تغيير كيفية أداء شركات التأمين لهذه العملية.
دور التحليلات فى إدارة البيانات والنمذجة
وأضاف اتحاد شركات التأمين أن تلك التحليلات لها دور هام فى إدارة البيانات والنمذجة إذ تعد البيانات واحدة من أهم الأصول التي يمكن أن تمتلكها شركة التأمين ، قد ساعدت التحليلات التنبؤية شركات التأمين على تحقيق أقصى استفادة من تلك البيانات في التنبؤ بسلوك العميل و دعم عمليات الاكتتاب ، كما تعمل التحليلات والبيانات التنبؤية معًا لتوفير رؤى قيّمة لشركات التأمين لسنوات قادمة.
وأكد أنه لا يمكن تحقيق أقصى استفادة من بيانات العملاء إلا من خلال إدارة البيانات وإمكانيات النمذجة الممتازة، فوجود البيانات بصورة مبعثرة عبر أنظمة مختلفة و عدم وجود خطة إستراتيجية لكيفية الاستفادة منها ، يؤدي في النهاية إلى إهدار كل تلك البيانات.
واعتبر أنه باستخدام حلول إدارة البيانات ، يمكن لأدوات التحليلات التنبؤية إنشاء ملف تعريف قوي للعميل ، أو توفير فرص البيع المتقاطع وزيادة المبيعات ، أو حتى توقع الربحية المحتملة للعملاء، يمكن مع انمذجة بيانات التأمين ، لشركات التأمين أن تقدم لعملائها خدمات عند الطلب عبر الانترنت ، و ذلك اعتماداً على الرؤى المستندة إلى البيانات التي تم جمعها من منصات إدارة البيانات الخاصة بالعملاء.
دور البيانات فى تحديد الأسواق المستهدفة
وأشار إلى أن تلك التحليلات هامة فى تحديد الأسواق المحتملة فيمكن للتحليلات التنبؤية أن تساعد شركات التأمين في تحديد و استهداف الأسواق المحتملة، ذلك من خلال ما تكشفه البيانات من أنماط سلوكية وخصائص سكانية مشتركة تساعد شركات التأمين على توجيه جهودها التسويقية، فنظرًا لوجود 3.2 مليار شخص على وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم ، ازدادت أهمية هذه المنصات في تحديد الأسواق المحتملة، كما أثر ذلك أيضا في خدمة العملاء حيث أفاد حوالي 60٪ من الأمريكيين أن وسائل التواصل الاجتماعي يسرت خدمة العملاء فيما يتعلق بالحصول على إجابات وحل مشكلاتهم.
ولفت إلى دور هذه التحليلات فى رسم صورة كاملة للعملاء من خلال تجميع البيانات من نقاط الاتصال المختلفة التي قد يستخدمها العميل للاتصال بشركة ما لشراء المنتجات وتلقي الخدمة والدعم، فباستخدام التحليلات التنبؤية ، يمكن لشركات التأمين دمج البيانات بسرعة ودقة وإنشاء رؤى جديدة ترسم صورة أكثر اكتمالاً للعملاء مثل تحديدعاداتهم الشرائية وطبيعة المخاطر الخاصة بهم ومدى استعدادهم لشراء تغطية جديدة أو التوسع في تغطية قائمة.
واعتبر أنه قبل التحليلات التنبؤية ، كان بوسع شركات التأمين أن تتوقع أو تخمن الإجابة على هذه الأسئلة ، لكنها الآن قادرة على خدمة العملاء بدقة وفعالية ، مما يؤدي في النهاية إلى عملاء أكثر رضا و في نفس الوقت زيادة الإيرادات .
واستعرض اتحاد التأمين أهمية التحليلات التنبؤية فى تقديم تجربة شخصية للعميل إذ يقدّر العملاء الحصول على تجربة معدّة خصيصاً لهم- حتى عندما يتعلق الأمر بالتسوق من أجل شراء التأمين، توفر التحليلات التنبؤية في التأمين القدرة على فرز البيانات التي تدعم إنترنت الأشياء لفهم احتياجات العملاء ورغباتهم و بالتالي كيفية تقديم النصح لهم .
وكشف عن اتجاه المزيد من شركات التأمين نحو استخدام التحليلات التنبؤية للمساعدة في التنبؤ بالأحداث، واكتساب رؤى قابلة للتنفيذ في جميع جوانب أعمالهم مما يوفر لهم ميزة تنافسية توفر الوقت والمال والموارد ، هى تساعد شركات التأمين بشكل أكثر فاعلية في التخطيط لمستقبل يتسم بالتغيير. فالبيانات هي أحد الأصول الإستراتيجية إذا أحسنت شركة التأمين الاستفادة منها .