أكد أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في الاقتصاد السياسي، ان معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات (CIFTIS) لعام 2022، يمثل فرصة هائلة للتنمية وتجاوز تداعيات الأزمات الدولية.
وقال الديب، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات يعمل على انتعاش تجارة الخدمات العالمية التي تضررت كثيرا بتداعيات جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والتوترات الجيوسياسية بالعالم.
انعقاد معرض الصين الدولي
واعتبر مواصلة الصين لإقامة المعرض الدولي للتجارة في الخدمات على الرغم من تداعيات الاقتصاد العالمي التي أحدثها (كوفيد-19) وغيرها من الأزمات التي يشهدها العالم، دليلا قويا على قدرة الصين الفائقة على تجاوز هذه الأزمات واحتوائها، ومؤشر على ما تتمتع به الصين من روح إصرار وعزيمة على مواصلة العمل وعدم التوقف لتحقيق الرفاهية للشعب الصيني وتعزيز وتوطيد التعاون مع مختلف دول العالم، على الرغم من الأزمات والضغوط التي يواجهها العالم مؤخرا.
وشدد مستشار المركز العربي للدراسات، على أن المعرض يمثل فرصة عظيمة أمام الجميع للتنمية وتبادل الخبرات والتعاون الدولي.
وأضاف أن نجاح الدورات الماضية من المعرض ساعد الشركات والدول والمؤسسات على تعزيز التبادل والتعاون و تجارة الخدمات الدولية، وهو ما يحفز المزيد من الشركات على المشاركة هذا العام.
وأوضح أن الصين تبذل جهودا ضخمة للانتهاء من تجهيزات المعرض في نسخة 2022، والمقرر إقامته هذا العام في بكين خلال الفترة من 31 أغسطس إلى 5 سبتمبر المقبل ، مشيرا إلى أنه سيضم قمة عالمية لتجارة الخدمات، ومعارض ومنتديات وإصدارات جديدة من المنتجات والتكنولوجيا، وعمليات ترويج ومناقشات للأعمال التجارية، وكذا أنشطة داعمة.
قطاع الخدمات يمثل أهمية كبيرة
وأشار الديب إلى أن قطاع الخدمات يمثل أهمية كبيرة وساعد في التعافي من تداعيات جائحة كورونا، وبالنسبة للصين خاصة فإنه يمثل قوة دافعة كبيرة للنمو الاقتصادي بالبلاد، مشيرا إلى أن هذا القطاع حافظ على الانتعاش الاقتصادي بالصين خلال الأشهر الماضية، حيث شهدت صناعة الخدمات نموا جيدا وسجلت خدمات نقل المعلومات والبرمجيات وتكنولوجيا المعلومات وخدمات الوساطة المالية أداء قويا.
ولفت إلى أن المعرض يظهر قدرة بكين على تنظيم هذا الحدث الكبير رغم الظروف الدولية ومخاطر الركود والتباطؤ الذي يهدد الاقتصاد العالمي والضرر الذي لحق بسلاسل التوريد والضغوط الاقتصادية والتجارية العالمية التي تشهدها معظم دول العالم، وهو ما يؤكد أيضا على انفتاح الصين على العالم وقدرتها على العمل مع الجميع وفق قاعدة الفوز المشترك.
وأكد الخبير الاقتصادي المصري، على أن منصات الخدمات، لعبت خلال الفترة الأخيرة، دورا مهما في مساعدة الشركات على تعزيز التجارة الخارجية وتوسيع الأسواق.
تعزيز التجارة العالمية
وأشار إلى أن المعرض من شأنه أن يساهم في تعزيز التجارة العالمية في السلع الاستهلاكية، وربط الأسواق المحلية والدولية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي في ظل جائحة “كوفيد-19”.
وتابع قائلا، إن “المعرض يعمل على توفير فرص استثمارية وتجارية وتسويقية بجميع أنحاء العالم لدخول السوق الصينية الضخمة عبر تجارة الخدمات ما يسهم في تطوير الاستهلاك وتعزيز ثقة الشركات الاستهلاكية الأجنبية للاستثمار في الصين”.
وأردف قائلا، “يمثل المعرض فرصة لتوضيح سياسة الصين في الانفتاح المستمر على العالم في ظل الركود الحالي بالاقتصاد العالمي وحركة التجارة الدولية حيث تبحث الدول والشركات حول العالم عن فرص تسويقية وتجارية جديدة مما يعني زيادة الطلب على المشاركة في المعرض”.
وذكر مستشار المركز العربي للدراسات أن المعرض يعتبر فرصة هائلة للشركات المصرية والعربية والأفريقية لزيادة التبادل التجاري والاستثماري مع الصين.
وأضاف أن العلاقات الصينية – العربية شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية وشكلت مثالا يحتذى به للتضامن والتعاون بين الدول النامية وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية ما يقرب من 330 مليار دولار أمريكي في عام 2021 بزيادة قدرها 37% عما كان عليه في عام 2020، بما يجعل الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، فيما بلغت التجارة بين الصين وإفريقيا 254.3 مليار دولار أمريكي في عام 2021 بزيادة 35.3 % على أساس سنوي.
وقال الديب، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الصين أصبحت الشريك التجاري الأول لأكثر من 120 دولة بالعالم وبالتالي فهي تمثل قوة تجارية ضخمة لدول العالم ومنها مصر ، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر والصين خلال عام 2021 ليسجل 19.7 مليار دولار.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.