تعاني سوق النفط من حالة فصام بين العقود الآجلة والفورية، ما تسبب في وضع “شديد الضرر”، وفق ما أكده الأمير عبد العزيز بن سلمان بن وزير الطاقة السعودي.
وقال الأمير في حوار مع “بلومبرج” إن سوق البترول الآجلة وقعت في حلقةٍ سلبية مفرغة ومتكررة تتكون من ضعف شديد في السيولة وتذبذب في الأسواق.
وتابع: “ضعف السيولة وتذبذب الأسواق يعملان معًا على تقويض أهم الوظائف الأساسية للسوق؛ ألا وهي الوصول بفاعلية إلى الأسعار المناسبة والصحيحة”.
وأضاف: “يجعل هذا تكلفة التحوط وإدارة المخاطر كبيرة جداً على المتعاملين في السوق الفورية”، لافتاً إلى أن لهذا الوضع تأثيره السلبي الكبير في سلاسة وفاعلية التعامل في أسواق البترول، وأسواق منتجات الطاقة الأخرى، والسلع الأخرى لأنه يُوجِد أنواعًا جديدة من المخاطر والقلق.
وقال أمير إن هذه الحلقة تزداد سلبيةً مع المزاعم التي لا تستند إلى دليل في الواقع حول انخفاض الطلب في السوق، والأخبار المتكررة بشأن عودة كميات كبيرة من الإمدادات إلى الأسواق، والغموض وعدم اليقين بشأن الآثار المحتملة لوضع حد سعري على البترول الخام ومنتجاته، وإجراءات الحظر، وفرض العقوبات.
وأكد أن هذا الوضع شديد الضرر، لأنه بدون سيولة كافية لا يمكن للسوق أن تعكس واقعها الحقيقي بشكلٍ هادفٍ، بل يمكنها، في الواقع، أن تعطي إحساسًا خاطئًا بالأمان، في وقت أن الطاقة الإنتاجية الاحتياطية محدودة للغاية، ومخاطر الانقطاعات الشديدة في الإمدادات مرتفعة جدًا.
حالة فصام في سوق النفط
وتابع: “في الوقت الراهن، لا نحتاج إلى النظر بعيدًا لنرى الدليل على هذا. فسوق النفط الآجلة والسوق الفورية أصبحتا منفصلتين عن بعضهما بشكلٍ متزايد، وأصبحت السوق، بشكلٍ ما، تعاني من حال انفصام.
وقال إن هذا الوضع، بلا شك، يوجد سوقًا تعاني من التذبذب بين الارتفاع والانخفاض، ويبعث رسائل خاطئة في وقتٍ تشتد فيه الحاجة إلى مزيد من الشفافية والوضوح، وإلى أسواق تعمل بفاعليةٍ وكفاءة عاليةٍ أكثر من أي وقت مضى، ليتمكن المتعاملون في السوق من التحوط، وإدارة المخاطر الكبيرة، والتعامل مع حال عدم اليقين التي يواجهونها بفاعلية.
تجديد اتفاقية أوبك + وخفض الإنتاج
وقال بن سلمان إن مجموعة أوبك + تعتزم صياغة اتفاقية جديدة لما بعد 2022، وستواصل البناء على خبراتها وإنجازاتها ونجاحاتها السابقة لجعلها أكثر فاعلية.
وأوضح: “لقد واجهنا، في (أوبك+) أوضاعاً أكثر تحديًا في الماضي، وخرجنا منها أكثر قوةً وتماسكًا من أي وقت مضى”.
وأشار إلى أن المجموعة أصبحت أكثر التزامًا ومرونة. كما أن لديها وسائل ضمن إطار آليات إعلان التعاون تُمكّنها من التعامل مع هذه التحديات وإرشاد الأسواق، وتشمل هذه الوسائل إمكانية خفض الإنتاج في أي وقت، وبطرقٍ مختلفة، وهو ما أثبتتهُ (أوبك+) مرارًا وبوضوح خلال عامي 2020 و2021″.