قبل قمة المناخ في مصر “COP 27″، وعلى أحد شواطئ الإسكندرية المصرية المطلة على البحر المتوسط، كانت مجموعة من الشباب والفتيات يرتدون القفازات ويحملون أكياسا بيضاء وخضراء أثناء قيامهم بجمع المخلفات البلاستيكية من الشاطئ، في حملة تنظيف تهدف إلى نشر الوعي البيئي.
وأطلقت الحملة من قبل ((بانلاستيك مصر)) وهو مشروع بيئي أطلقته مجموعة من الشباب في الإسكندرية لزيادة الوعي بين المصريين بشأن التلوث بمخلفات البلاستيك وأضرار البلاستيك أحادي الاستخدام على الكائنات البحرية إذا ما تراكم في البحار والمحيطات.
تنظيف شواطئ الإسكندرية
وقالت منار رمضان، وهي من بين المؤسسين للحملة، إنه تم تقسيم المخلفات إلى أربع فئات هي الزجاجات والأكواب البلاستيكية الشفافة القابلة لإعادة التدوير ويتم جمعها في الأكياس الخضراء، والمخلفات البلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير ويتم جمعها في الأكياس البيضاء، وأعقاب السجائر وأغطية الزجاجات.
وأوضحت الشابة المصرية لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه يتم إرسال المخلفات البلاستيكية الشفافة إلى شركة متخصصة في إعادة التدوير فيما يتم إرسال أعقاب السجائر إلى شركة أخرى تعالجها وتستخدمها لحشو بعض أكياس القماش التي تستخدم كمقاعد، بينما يتم إرسال أغطية الزجاجات إلى مشروع خيري لبيعها وشراء كراسي لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضافت أن “الهدف الأساسي لحملتنا هو تنظيف الشواطئ من مخلفات البلاستيك أحادي الاستخدام وزيادة وعي الناس بأضراره وتشجيعهم على عدم استخدام الكثير من البلاستيك وأخذ المخلفات معهم عندما يغادرون الشاطئ”.
ومع بداية حملة التنظيف انضمت إلى الشباب المتطوعين مجموعة من الأطفال أرسلهم آباؤهم الذين أعجبتهم الفكرة وأرادوا المشاركة.
وكان مصطفى ربيع، وهو أحد الزوار من محافظة المنيا بصعيد مصر، سعيدا جدا لرؤية أطفاله الأربعة ينضمون إلى الحملة ويقومون بتنظيف الشاطئ.
قمة المناخ “COP 27”
وقال ربيع إن “أطفالي يحبون النظافة لأن والدتهم عودتهم على ذلك، والحملة فكرة جميلة تجعل الشاطئ يبدو رائعا ونأمل أن نرى مثل هذه الحملات باستمرار وفي كل مكان”.
ومع مرور الوقت بدا الشاطئ أكثر نظافة، بينما تجمع المشاركون حول أكياسهم البيضاء والخضراء وبجانبهم لافتات من وزارة البيئة المصرية تحمل اسم حملة “اتحضر للأخضر” التي أطلقتها الوزارة لزيادة الوعي البيئي لدى المواطنين.
وتعد وزارة البيئة “شريكا أساسيا” لحملة ((بانلاستيك مصر))، بحسب مهندس الطاقة الشمسية أحمد ياسين أحد مؤسسي الحملة.
وقال ياسين إن “وزارة البيئة تقدم لنا الدعم التقني وتزودنا بالأرقام التي نحتاج أن نعمل عليها وكذلك بالمعلومات اللازمة”، مشيرا إلى أن الإسكندرية واحدة من كبرى المدن في مصر وتستهلك البلاستيك أحادي الاستخدام بشكل كبير لذلك يحتاج سكانها إلى معرفة المزيد عن الأضرار البيئية للبلاستيك أحادي الاستخدام.
وأردف أن “معظم البلاستيك الموجود على الشاطىء يزحف للأسف إلى البحر ثم إلى المحيطات على هيئة مساحات بلاستيكية عائمة كبيرة جدا تؤذي الكائنات البحرية”.
وأشار تقرير سابق لمجلة ((بلوس وان)) العلمية إلى أن حوالي 5.25 تريليون قطعة من المخلفات البلاستيكية تزن حوالي 269,000 طن تطفو في محيطات العالم.
زيادة الوعي البيئي
ويرى خبراء بيئة مصريون أن مثل هذه الحملات الشبابية مهمة جدا لمساعدة الحكومة في زيادة الوعي البيئي لدى المواطنين خاصة أن مصر أطلقت مؤخرا حملتها “اتحضر للأخضر” وسوف تستضيف الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27) في نوفمبر القادم.
وقال خبير البيئة المصري الدكتور عادل سليمان إن “مخلفات البلاستيك في البحار والمحيطات لا تتحلل إلا بعد فترات طويلة جدا وتؤثر على التنوع البيولوجي، لأن وجودها يمكن أن يتسبب في موت كائنات حية بحرية”.
وأكد سليمان أن حملات التنظيف هذه ترسل رسالة إلى العالم قبل قمة المناخ (كوب 27) بأن الوعي البيئي في تزايد مستمر لدى المواطنين في مصر لا سيما الشباب والأطفال.
وقال خبير البيئة المصري لـ((شينخوا))، “ونحن بصدد استضافة مؤتمر الأطراف الخاص بتغير المناخ (كوب 27)، نريد أن نقول للعالم أن شبابنا يطلقون برامج تساعد في الحد من آثار تغير المناخ وهذه طبعا رسالة مهمة جدا”.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.