أكد الدكتور إبراهيم عشماوى، مساعد أول وزير التموين، رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية، أن الوزارة تعمل وفق خطة متكاملة المحاور لتأمين الاحتياجات الأساسية للبلاد، فى ظل الظروف والأحداث التى يشهدها العالم منذ أكثر من عامين وحتى الآن.
وقال «عشماوى» إن الخطة تتضمن عدة محاور، أولها توفير رصيد واحتياطى استراتيجى من كل السلع، ثانيًا، تخفيض حجم الفاقد عبر تدشين الصوامع فى العديد من المحافظات، ثالثا، التوسع فى إبرام التعاقدات المستقبلية للاستيراد، رابعًا، تنويع مناشئ سلاسل الإمداد فى أكثر من سلعه.
وأضاف فى تصريحات لـ«المال» أنه بفضل تلك الإجراءات لم تتأثر السوق المحلية بصورة مباشرة بالأزمات العالمية، إذ تم توفير احتياطيات آمنة من السلع الاستراتيجية، وصلت لنحو 6 أشهر فى السلع الأساسية، و7 أشهر فى الأقماح، و9 أشهر فى اللحوم.
وأكد أن مصر تمتلك منظومة متكاملة لتخزين السلع، إذ يتم تخزين الحبوب والغلال فى الصوامع والهناجر، وتخزين السلع الأساسية الأخرى مثل الزيت، والسكر، والأرز فى مخازن تابعة لشركتى العامة والمصرية لتجارة الجملة، وعددها 1500 مخزن على مستوى الجمهورية، و1300 منفذ سلعى تابع للشركة القابة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين.
وقال «عشماوى» إن هناك ضبابية فى مشهد الاقتصاد العالمى، ولا أحد يستطيع توقع موعد انتهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، إضافة للتوترات السياسية المستمرة التى تلقى بظلالها على الاقتصاد.
وأضاف «عشماوى» أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت فى أزمة غذاء عالمية جراء احتجاز كميات كبيرة من القمح وعدم تصديرها، الأمر الذى تحملت فاتورته الدول النامية، هذا بخلاف جائحة كورونا وتداعياتها.
وأشار «عشماوى» إلى أن الظروف والتحديات العالمية كان لها تأثير كبير وملحوظ على الاقتصاد المحلى، خاصة أن مصر تستورد كميات كبيرة من السلع الأساسية ومدخلات الإنتاج، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الشحن من الصين 10 أضعاف، وأسعار الأقماح، والزيوت، والسكر للضعف .
وأكد أن هناك تحديات وتغيرات كبيرة فى الاقتصاد العالمى تأثرت معها كل دول العالم بطريقة مختلفة، فالدولة ذات الاقتصاديات القوية حدثت هزة كبيرة فى اقتصادها، والدول والأسواق الناشئة والنامية أصابها الكثير من المشكلات والأزمات .
وأضاف «عشماوى» أن سلاسل الإمداد والتوريد عانت الكثير من الأزمات بسبب الأحداث العالمية، إذ ارتفعت تكلفة الشحن والنقل والنولون بصورة غير مسبوقة، إضافة إلي احتجاز البضائع بالموانئ، وخفض إنتاج العديد من المصانع عالميًا.
وأوضح أن تلك الأوضاع مجتمعة تسببت فى ندرة مدخلات الانتاج وتحول بعضها من صناعة إلى صناعة أخرى، مثل أشباه الموصلات والشرائح الإلكترونية التى كانت تستخدم فى صناعة السيارات، وبعد أزمة كورونا تم توجيهها إلى الأجهزة الإلكترونية وغيرها مما زاد حجم مبيعاتها بسبب وضع الجائحة .
وأشار «عشماوى» إلى أنه بعد عودة السوق إلى ما كان عليه، أصبحت هناك ندرة فى مدخلات الإنتاج؛ لأنها استخدمت فى صناعات أخرى، وتسبب ذلك فى خلل بسلاسل الامداد، جراء غلق الموانئ وفرض العقوبات وندرة المواد وزيادة التكلفة.