تتجه الأنظار صوب السوق الخليجية كمصدر هام لحركة السياحة، إذ تخطط الحكومة المصرية وفقًا لتصريحات صحفية سابقة لـلدكتور محمد معيط وزير المالية، لاستقطاب مزيد من السائحين من دول الخليج العربى وجنسيات أخرى بهدف تعويض الفقدان الحاصل جراء تراجع السياحة الروسية والأوكرانية نتيجة تداعيات الحرب بين البلدين.
وتستحوذ السياحة العربية على نسبة %25 من إجمالى الحركة السياحية التى تستقبلها مصر، وذلك قبل تفشى جائحة فيروس كورونا.
وفى هذا السياق، قال الدكتور سعيد البطوطى، المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية، إن السياحة العربية، خاصة الوافدة من دول الخليج العربى، تعتبر ذات أهمية كبرى بالنسبة لمصر، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يسهم نمو حركة السياحة الوافدة من السوق الخليجية فى تعويض نسبة كبيرة من انحسار الحركة من السوقين الروسية والأوكرانية.
وأضاف «البطوطى»، لـ«المال»، أن السياحة العربية تُمثل نسبة %24.3 من حجم السياحة الوافدة إلى مصر، متابعًا أنه قبل أزمة فيروس كورونا وصل عدد السائحين الوافدين من الدول العربية إلى 3.1 مليون سائح، منهم حوالى مليون من السعودية، ومليون آخر من دول الخليج الأخرى.
ولفت إلى أن معدل إنفاق السائحين الخليجيين فى مصر بلغ حوالى 2 مليار دولار، (السعوديون وحدهم أنفقوا 633 مليون دولار)، متوقعًا أن ينمو الإنفاق بمعدل سنوى مركب %13 خلال السنوات الخمس القادمة.
وتابع «البطوطى»، أنه لكى تستطيع مصر تنمية حركة السياحة العربية، وبوجه خاص من دول مجلس التعاون الخليجى، لابد من الوقوف على متطلبات ورغبات واتجاهات السائحين من تلك الأسواق، ومعالجة أوجه القصور إن وجدت.
وأشار إلى أن السائح الخليجى بوجه خاص يتميز بمعدلات إنفاق عالية، وذلك فى حالة توافر البيئة المريحة والجو العام الذى يرغبه، إضافة إلى المغريات السياحية التى تتناسب معه، مع العلم بأن السفر من جانبهم يكون غالبًا فى صورة مجموعات وعائلات بأعداد كبيرة.
وأكد أنه فى حالة مراعاة الأمور السابقة، فمن الممكن أن تنمو حركة السياحة الوافدة من الأسواق العربية بنسبة كبيرة، وقد تكون معوضة للانحسار فى حركة السياحة الروسية الوافدة نتيجة الحرب الحالية التى من الواضح أنها لن تنتهى قريبًا.
من جانبه، قال بولس نصيف، مدير إدارة التسويق والمبيعات بمجموعة فنادق دريمز بيتش شرم الشيخ، إن هناك زيادة فى حجم الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الموسم الصيفى الحالى من السوق الخليجية، وعلى رأسها السعودية.
ونوه «بولس»، بأنه من المقرر ارتفاع عدد الرحلات الوافدة من السعودية إلى شرم الشيخ خلال شهرى يوليو وأغسطس المقبل، لتصل إلى 100 رحلة أسبوعيًا، فيما تستقبل القاهرة حاليًا نحو 15 رحلة أسبوعية من السوق السعودية.
وأوضح أن مدن السياحة الثقافية (الأقصر، أسوان) أصبح لها نصيب من حركة السياحة الوافدة من السوق السعودية، لافتًا إلى أن الدول التى كانت تنافس مصر فى استقطاب السائحين الخليجيين هما تركيا ولبنان، متابعًا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعانى منها لبنان حاليًا تسببت فى ضعف التوافد عليها.
وأكد «بولس» أن مصر تتمتع بمقومات سياحية وأثرية كبرى لا يوجد لها مثيل، لكن بسبب تداعيات الجائحة، تراجع حجم الحركة السياحية الوافدة للمقصد المصرى، منوهًا بأن الحركة بدأت الارتفاع خلال الفترة الحالية من السعوديين، والإماراتيين، والأردنيين، والعراقيين، إضافة إلى الليبيين بعد عودة حركة الطيران مع الأخيرة.
ولفت إلى أن أعداد السائحين العرب زادت خلال فترة إجازة عيد الأضحى، مضيفًا أن معدل إنفاقهم مرتفع.
فى السياق ذاته، قال علاء عاقل، رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية، إن السياحة العربية من الأسواق الرئيسية والهامة بالنسبة لمصر، مضيفًا أن الخليج سوق واعدة، ومعدل إنفاق سائحيها مرتفع.
وأضاف «عاقل» أن هناك توجهًا من وزارة السياحة والآثار، ممثلة فى هيئة تنشيط السياحة بالتركيز على هذا السوق، مشيرًا إلى أنه تم إطلاق حملات ترويجية عبر وسائل التواصل الاجتماعى بهدف زيادة حجم الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من السوق العربية، ومنطقة الخليج وعلى رأسها السعودية، الكويت، البحرين والإمارات.
وأشار إلى أن الحملات الدعائية حاليًا تعتمد على الترويج الإلكترونى وليس إعلانات الأوت دور، لافتا إلى أن هناك ارتفاعًا مرتقبًا فى حجم التدفق السياحى من هذه السوق للمقاصد السياحية المصرية خلال شهرى يوليو وأغسطس من العام الحالى.
وكانت وزارة السياحة والآثار، ممثلة فى الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى، أطلقت منذ عدة أيام، حملة ترويجية تحت عنوان: «اليوم فى مصر ما بيخلصش»؛ وذلك للترويج السياحى لمصر خلال موسم الصيف الحالى، خاصة فى السوق العربية ومنطقة الخليج، إضافة إلى تنشيط السياحة الداخلية فى مصر.
كما أطلقت الوزارة فى أبريل الماضى، حملة ترويجية تحت عنوان: «إجازتك عندنا»، على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة للترويج السياحى لمصر خلال موسم صيف 2022، تستهدف من خلالها الأسواق العربية الرئيسية المصدرة للسياحة إلى المقصد المصرى، والتى من بينها السعودية، والإمارات، والكويت، والأردن.
وقال عمرو القاضى، الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى، إن الحملة عبارة عن أفلام دعائية تلقى الضوء على المقاصد السياحية المصرية، وتبرز ما تتمتع به من مقومات سياحية متنوعة وفريدة، وأنماط ومنتجات سياحية مختلفة ومتعددة.
وأضاف أنه يتم عرض الأفلام الدعائية للحملة على عدد من القنوات التليفزيونية بالأسواق العربية ومنصات التواصل الاجتماعى المختلفة، مشيرًا إلى أنها تأتى استكمالًا للحملة الدولية التى تم إطلاقها منذ منتصف شهر مارس الماضى بعنوان: follow the sun والتى حققت نجاحًا ملحوظًا ونتائج إيجابية من حيث الانتشار ونسب المشاهدة فى الأسواق المستهدفة للحملة.