تهيمن نظرة ضبابية على توقعات حركة البورصة المصرية عقب إجازات عيد الأضحى، مع استمرار شح السيولة نتيجة غياب القوى الشرائية، ومواصلة المستثمرين الأجانب تخارجاتهم من السوق، وترقب الأوضاع العالمية، ومخاوف ظهور تداعيات جديدة.
ويرجح الخبراء مواصلة البورصة تحركاتها الهابطة فى جلسات الأسبوع الحالى نحو مستويات تتراوح من 8400 إلى 8700 نقطة، وسط توصيات للمستثمرين أبرزها الاحتفاظ بالجزء الأكبر من المحفظة الاستثمارية فى صورة سيولة نقدية.
وأنهت البورصة تعاملات جلسات الأسبوع السابق لعيد الأضحى المبارك بتراجعات جماعية للمؤشرات، بعدما سجل المؤشر الرئيسى «EGX30» تراجعًا نسبته %5 مغلقا عند 8764 نقطة.
وتراجع مؤشر الأفراد EGX70 بنسبة %1.6 ليغلق على 1693.7 نقطة، وEGX100 الأوسع نطاقًا %2.48 مغلقًا عند 2484.5 نقطة.
وفقد رأس المال السوقى %4 بقيمة 24.2 مليار جنيه، مغلقًا عند 597.7 مليار، مقارنة مع 621.9 مليار جنيه مستوى الإغلاق السابق له، وتراجعت التداولات إلى 14.3 مليار جنيه، مقارنة بـحوالى 18.5 مليار بالتداولات السابقة، واقتنصت السندات %76.74 منها، وكان نصيب الأسهم %23.26 من قيمة التداول داخل المقصورة.
واستحوذ المستثمرون المحليون على %77 من التعاملات على الأسهم المقيدة، بصافى شراء 292.1 مليون جنيه، بينما اتجه العرب والأجانب للبيع بصافى 51.4 مليون جنيه بنسبة %7 من التداولات، و240.7 مليون جنيه، بنسبة %16 على الترتيب.
قالت رانيا يعقوب، العضو المنتدب لشركة «ثرى واى» لتداول الأوراق المالية، إن المؤشر الثلاثينى يواجه مستوى دعم أساسيًا عند 8400 نقطة الفترة الحالية، فيما ستواجه السوق مستويات سيولة ضعيفة جدًا نتيجة حالة الترقب من المستثمرين والمؤسسات للأحداث العالمية، والتى سيكون لها تأثير قوى على أسواق الأسهم.
وأكدت أن أسواق الأسهم حاليًا عاجزة عن جذب السيولة، وأن السيولة الحقيقية حاليًا يتم توجيهها لعمليات الاستثمار المباشر عبر الاستحواذات، وهى وجه من وجوه الاستثمار طويلة الأجل.
وأوصت رانيا يعقوب المستثمرين بالاحتفاظ بالجزء الأكبر من المحفظة الاستثمارية فى صورة سيولة مالية، وتجنب الشراء الهامشى تمامًا، والمتاجرة على المدى القصير، واستغلال الارتدادات فى البيع وتحقيق مكاسب.
وقال هشام حسن، مدير الاستثمار بشركة «إتش دى» لتداول الأوراق المالية، إن السوق تراجعت إلى 8700 نقطة قبل عيد الأضحى، وهو أدنى مستوى وصل إليه منذ مارس 2020 خلال أزمة كورونا، مرجحًا تماسك البورصة الأسبوع الحالى عند مستويات تتراوح من 8700 إلى 8750 نقطة.
ويرى «حسن» أن السوق ما زالت تسيطر عليها النظرة الضبابية، وأنها فى حالة استمرار المستثمرين الأجانب فى البيع، فإن ذلك يشير إلى توقعات ظهور قاعٍ جديد بالسوق، مؤكدًا أن ذلك سيظهر بوضوح الفترة المقبلة.
وتوقع «حسن» أن تختبر السوق مستويات 9600 نقطة، بشرط ظهور أخبار إيجابية تدفعها بقوة، وعدم ظهور متغيرات سلبية عالميا.
وقال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة بلوم لإدارة الأصول، إن الصناديق تفتقر حاليًا للسيولة التى تمكنها من تنفيذ مشتريات قوية تخلق زخمًا بالسوق، ولكنها تنتظر أسعارًا أقل من الحالية للدخول والشراء، لافتا إلى أن السيولة المتوافرة حاليا لدى المؤسسات موضوعة بالفعل فى محافظ أسهم.