حذّر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كريستوفر راي الشركات الغربية من أن الصين تسعى إلى “نهب” ملكيتها الفكرية، حتى تتمكن في النهاية من السيطرة على الصناعات الرئيسية، مما يؤجج الخلاف بين أكبر اقتصادين في العالم بشأن القرصنة.
وحسب “راى” فإنّ جواسيس الصين يتطفلون على الشركات “في كل مكان.. من المدن الكبيرة إلى البلدات الصغيرة. ومن أكبر 100 شركة (Fortune 100) إلى الشركات الناشئة. ويركزون على كل شيء، من الطيران إلى الذكاء الصناعي إلى الأدوية”.
كلام مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) جاء خلال تجمّع لقادة الأعمال والأكاديميين في لندن، بمشاركة رئيس وكالة مكافحة التجسس المحلّية في المملكة المتحدة كين ماكالوم، وهي المرّة الأولى التي يشارك فيها المسئولان معا في منتدى.
وأضاف “راي” وفقاً لبيان صادر عن الحكومة الأمريكية، أن الصين كانت تدير “برنامج قرصنة يتمتع بموارد سخية أكبر من أي دول رئيسية أخرى مجتمعة”، معتبراً أن بكين “ترى الإنترنت مساراً للغش والسرقة على نطاق واسع”.
تهديد شركات الفضاء
لطالما زعمت شركات الأمن السيبراني في واشنطن أن الصين تدير عمليات قرصنة موسعة، ففي العام الماضي ألقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفاؤهما باللوم على جهات تابعة للحكومة الصينية في هجومٍ على “مايكروسوفت إكستشينج” ، متهمةً بكين بمجموعة واسعة من “الأنشطة السيبرانية الخبيثة”. كما اتهمت الولايات المتحدة أربعة صينيين ينتمون إلى وزارة أمن الدولة بحملة استمرت لمدة عام للوصول إلى أنظمة الكمبيوتر لعشرات الشركات والجامعات والهيئات الحكومية في البلاد وخارجها.
وتنفي الصين هذه الاتهامات، قائلةً إنها ضحية “تطفل” إلكتروني، وتصف الولايات المتحدة بأنها “إمبراطورية القرصنة”. ولم تردّ وزارة الخارجية في بكين بشكل فوري على طلب للتعليق اليوم الخميس.
“راي” قال أيضاً إنّ الصين “تبحث عن طرق لعزل اقتصادها ضد العقوبات المحتملة”، بعد أن شاهدت كيف عُوقبت روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا. وأكّد أنه “إذا غزت الصين تايوان فيمكننا رؤية الشيء نفسه مرة أخرى على نطاق أوسع بكثير”.
بدوره، حثّ “مكالوم” الشركات على اتخاذ خطوات لحماية نفسها، مفصحاً بأنه جرى اختراق “مجموعة واسعة من الأهداف الحكومية والتجارية”.
وكشف أنه خلال العام الماضي شاركت المملكة المتحدة معلومات استخباراتية مع 37 دولة لمساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد مثل هذا التجسس، معلنا أنه في مايو “عطّلنا تهديدا معقدا يستهدف شركات فضاء مهمة”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.