أعلنت 4 شركات طيران صينية الجمعة أنها ستشتري ما مجموعه 292 طائرة إيرباص في صفقات بقيمة إجمالية ضخمة، بلغت 37 مليار دولار.
وتأتي الطلبيات بعد سنة حافلة لإيرباص التي سجّلت في العام 2021 أرباحًا قياسية، إثر ركود استمر عامين من جراء الجائحة، ما يعطي الشركة أفضلية إضافية على منافستها الأمريكية بوينغ.
وأعلنت شركة “تشاينا إيسترن” أنها وافقت على شراء مئة طائرة إيرباص من طراز “ايه 320 نيو”، فيما أعلنت شركة “تشاينا ساذرن” في اليوم نفسه أنها ستشتري 96 طائرة من الطراز نفسه.
من جهتها، أكدت “إير تشاينا” وشركة “شينجن إيرلاينز” التابعة لها شراء ما مجموعه 96 طائرة “ايه 320 نيو”، وفق بيانين منفصلين.
والجمعة أكدت إيرباص طلبيات الشراء في بيان أشارت فيه إلى أن الصفقات تظهر “الزخم الإيجابي للتعافي والآفاق المزدهرة لسوق الطيران الصينية”.
وقالت الشركة إن هذه الصفقات “جاءت تتويجًا لمناقشات مطوّلة ومكثّفة جرت خلال فترة جائحة كوفيد الصعبة”.
تضرر أعمال بيوينغ في الصين
في السنوات الأخيرة، تضرّرت أعمال بوينغ في الصين التي تعد واحدة من كبرى أسواق الطيران في العالم، على خلفية مشاكل الطراز 737 ماكس الذي منع من التحليق في البلاد بعد حادثتي تحطّم في العام 2019.
وفي نهاية المطاف سمحت السلطات الصينية لطائرات 737 ماكس بالتحليق مجددًا العام الماضي بعد إدخال تعديلات على نظام الأمان في هذا الطراز.
وفي مارس من العام الحالي تحطّمت طائرة بوينغ 737-800 خلال رحلة بين مدينتي كونمينغ (جنوب غرب) وقوانتشو (جنوب)، ما أسفر عن مصرع 132 شخصا في أسوأ كارثة جوية شهدتها الصين.
ولم تعرف أسباب تحطّم الطائرة التابعة لشركة “تشاينا إيسترن” التي هبطت من ارتفاع 29 ألف قدم واصطدمت بجبل.
والشهر الماضي أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن محقّقين يعتقدون أن شخصًا تعمّد التسبب بتحطّمها، نقلا عن مسئول مطّلع على التقييم الأولي للحادث.
ضربة لقطاع السفر
وتضرّر قطاع السفر الصيني بشدة من جراء سياسة صفر-كوفيد المتّبعة في البلاد والتي فرضت مرارًا إغلاقات صارمة حتى حينما اقتصر التفشي على حالات قليلة، ما أرخى بثقله على الاقتصاد وثقة المستهلكين.
وأغلقت الحدود الدولية للصين في مارس 2020، ولا يزال إلى الآن عدد الرحلات الدولية محدودا جدا في مسعى لكبح الإصابات “المستوردة” من الخارج.
لكن إعلان بكين هذا الأسبوع أنها ستقلّص فترة الحجر الإلزامي للمسافرين الوافدين إلى النصف، أحيا الآمال بالحد من القيود، علما أن التدبير هو الأكبر على صعيد تخفيف القيود في بلاد تمسّكت بسياسة صفر-كوفيد طوال الجائحة.
والجمعة أعلنت “إير تشاينا” أن صفقة الشراء الأخيرة من شأنها أن “تحسن إلى أقصى حد هيكلية أسطولها، وتعزز قدراتها على المدى الطويل”.
وتعلّق الصين آمالا كبيرة على تطوير قطاعها الخاص لصناعة الطيران، حيث ينصب التركيز على طراز “سي 919” من طائرات “مؤسسة الطائرات التجارية الصينية المحدودة” (كوماك) ذي الهيكل الضيق والذي يعد منافسا محتملا لطائرات إيرباص وبوينغ من هذا النوع.